قال وزير التربية الوطنية والتكوين المهني رشيد بن المختار، اليوم الاثنين بالرباط، إن الدخول المدرسي الراهن سيشهد توسيع العرض المدرسي الخاص بالتعليم الابتدائي والثانوي، فضلا عن تطور الطلب المدرسي. وأوضح الوزير، خلال ندوة صحافية بخصوص مستجدات الدخول المدرسي وكيفية تصريف الوزارة لتوصيات المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في مخططات عمل وبرامج إجرائية من خلال التدابير الأولوية، أن توقعات الخريطة المدرسية تشير إلى أن عدد التلاميذ الجدد من أصل 6 ملايين و882 ألف و59 بلغ حوالي 680 ألف أي بنسبة تطور بلغت 3,9 بالمائة.
وبخصوص شبكة المؤسسات التعليمية والحجرات الدراسية، فقد بلغ مجموعها خلال الموسم الحالي 10 آلاف و805 مؤسسة تعليمية، بنسبة تطور بلغت 1,5 بالمائة مقارنة مع الموسم الدراسي الماضي، فيما شهد عدد الحجرات الدراسية تطورا بنسبة 12 بالمائة ليبلغ 164 ألف و741 حجرة ، 2848 منها جديدة، وتطور عدد الداخليات ليصل إلى 832، أي بنسبة تطور بلغت 8,5 بالمائة.
وأضاف الوزير أن عدد الأساتذة بلغ حوالي 230 ألف، مع توظيف ثمانية آلاف إطار جديد، كما تم إحداث 119 مؤسسة (46 منها ابتدائية، و42 ثانوية إعدادية و31 ثانوية تأهيلية). ويبلغ عدد التلاميذ المستفيدين من برامج التربية غير النظامية أزيد من 69 ألف، 52 ألف و680 منهم من المسجلين الجدد.
وفي ما يخص تكافؤ الفرص في ولوج التعليم، أشار الوزير إلى أن عدد المستفيدين من المبادرة الملكية "مليون محفظة" بلغ حوال أربعة ملايين تلميذ، وخدمات الإطعام المدرسي (مليون و400 ألف) والداخليات (حوالي 150 ألف)، فيما بلغ عدد الأسر المستفيدة من برنامج "تيسير" حوالي 524 ألف أسرة، وانتقل عدد المستفيدين من حافلات النقل المدرسي إلى 92 ألف و185 تلميذ.
وفي ما يخص التعليم ما بعد الباكالوريا، يضيف بن المختار ، فقد بلغ عدد المتدربين بالنسبة للتكوين المهني 439 ألف متدرب، بنسبة تطور تناهز 12 بالمائة ،كما بلغ عدد طلبة الأقسام التحضيرية للمدارس العليا 9252 طالبا موزعين على 27 مركزا، فضلا عن 5640 طالبا بالنسبة لأقسم تحضير شهادة التقني العالي موزعين على 33 مركزا .
وفي معرض حديثه عن مشكل الاكتظاظ الذي تشهده بعض المؤسسات التعليمية، أوضح الوزير أن الأمر يرجع إلى عوامل تهم بالأساس الخصاص في الموارد البشرية وكذا في الأقسام، بالنظر لتقاعد عدد من الأساتذة مما يجعل من الصعب تعويض المناصب المالية الشاغرة. وأشار في هذا السياق إلى أن الوزارة ستقوم بتكوين العدد اللازم من الأساتذة بغض النظر عن هذه المناصب.
كما أن الانتقال الكبير من البوادي نحو المدن يساهم في الرفع من نسبة الاكتظاظ ببعض الأكاديميات، حيث سيتم العمل على نشر الأساتذة الفائضين لمواجهة الإشكال.
وعلى مستوى ظاهرة الهدر المدرسي، أكد بن المختار أن الوزارة تحاول، في إطار التدابير الجديدة المعتمدة ، الرفع من مستوى التعليم في المستويين الخامس والسادس ابتدائي لتمكين التلاميذ من المسايرة خلال مرحلة الإعدادي التي تشهد أكبر نسبة للهدر.
كما تراهن الوزارة، يضيف الوزير، على تحسين جودة التمدرس فضلا عن تعزيز المسار المهني بالمستوى الثانوي الإعدادي بغية مواجهة الإشكال، مذكرا بأن نسبة التلاميذ الذين يغادرون مقاعد الدراسة بسبب البعد عن المؤسسة التعليمية لا يتجاوز 11 بالمائة، في حين تبلغ النسبة 32 بالمائة بالنسبة للتلاميذ الذين يصرحون بأنهم "لا يحبون المدرسة نظرا لصعوبة الفهم "، و10 بالمائة بالنسبة للذين يرغبون في العمل.
وشدد أيضا على ضرورة منح الأستاذ حرية ومرونة أكبر داخل القسم للتعامل حسب مستوى التلاميذ وتدارك القصور الملاحظ، معتبرا أن إشكالية التدبير تتمثل أساسا في عدم قدرة المدارس على أخذ المحيط الاقتصادي والاجتماعي للتلميذ بعين الاعتبار، حيث تقرر إحداث مركز للبحث في الجانب البيداغوجي بغية جذب التلميذ لاكتشاف المعرفة وتعزيز تطوره الذهني، وذلك عوض شحن التلميذ دون أخذ قدرته على الاستيعاب بعين الاعتبار.
وركز الوزير أيضا على دور التلميذ كفاعل أساسي في تعزيز القيم داخل فضاء المؤسسة، مؤكدا أنه يتعين مكافحة التصرفات الخارجة عن السلوك المقبول وتخليق المدرسة من خلال التعبئة الوطنية.