ما بين الرقم 12 والرقم 21، فرق يعد ب 19 قرن، فرق من الزمن ليس بالسهل على حضارة أو تاريخ أن يضلا صامدين طوال هذه المدة. هذا الحال هو حال حضارة بني مرين وما أدراك ما بنو مرين، سلالة بربرية تولت الحكم في المغرب ما بين 1244-1465 حيث استفاد المرينيون من جو الاستقرار الداخلي الذي ساد دولتهم، بعد مرحلة مريرة لترتيب البيت من الداخل، فكان لها ذلك فيما بعد، فجاء الازدهار تجارياً وصناعياً وزراعياً ، وتمكنت الدولة المرينية أن تترك بصمات حضارية ما زالت ماثلة للعيان حتى وقتنا هذا، وقصبة بني مرين في مدينة دبدو خير دليل على براعة هذه الحضارة ، فجعلت من هذه القصبة حصنا حصينا أمام الأعداء بوضعها صورا يدور على جنبات القصبة ويجعلها برجا عاتيا يطل على المدينة كأنه برج مراقبة....نعم برج مراقبة للقوافل التجارية عبر مثلث فاس-تلمسان-سجلماسة، هذه المكانة جعلت منها مدينة تاريخية بامتياز. اليوم ونحن نعيش القرن 21 تعيش هذه القصبة الإهمال والتخريب وأسوارها تنهار سنة بعد أخرى بعدما أهملت قرون ليس فقط سنوات، بسبب الامبالات الممنهجة من طرف المسؤولين المحليين والوزارة المعنية، لأنها ثقافة شعب بأكمله ليس فقط أشخاص. لذا نطر ح السؤال المر، ونقول هل الحضارات التاريخية كانت أحسن منا حالا، وأكثر تطورا و تقدما، وكانت لها وزارات معنية بالثقافة أحسن منا ألان، وكانت لها سياحة ثقافية أفضل، وتسويق ترابي Marketing Territorial متطور يعتمد على وسائل اتصال متطورة تحكي بجد حال القرن 21. فالجواب حتما لا، الحال أحسن الآن مما كان عليه لكن العقلية، الأفكار و المبادئ هي التي تحرك الإنسان في فعل الخير أو نقيضه. [email protected]