يعتبر سفير المغرب بموسكو سفيرا غير مقيم بجمهورية بيلاروس حيث توجد جالية مغربية غير كبيرة لها مصالحها وحاجياتها كباقي الجاليات المغربية بشتى أنحاء العالم. للتذكير فإنّ جمهورية بيلاروس دولة مستقلة وذات سيادة ولا تعتبر جزءا من الاتحاد الروسي، لذلك السفر إلى موسكو يستوجب على الأجانب المقيمين ببيلاروس الحصول على تأشيرة سفر من القنصلية الروسية التي ترفض منحها للمغاربة إلا بدعوة من السفارة المغربية. إلى هنا قد يكون الأمر عاديا، لكن المشكلة تكمن في كون بعض المغاربة انتهت صلاحية جوازاتهم أو ستنتهي في القريب العاجل ولا يستطيعون السفر إلى موسكو لتمديده أو تغييره علاوة على مصاريف السفر المكلفة جدا (سعر تذكرة القطار من منسك العاصمة البيلاروسية إلى موسكو 100$ عدا مصاريف الجواز حوالي 100$ والتنقل داخل موسكو والأكل). وكل المحاولات لإقناع السفارة بإرسال مسئولين إلى منسك، كما حصل في الماضي، باءت بالفشل. وهذا يعني أن السفارة المغربية بموسكو قد أسقطتنا من اهتماماتها ولم تعد تعتبرنا تحت مسئوليتها. فنحن هنا أصبحنا كأشخاص بدون جنسية ولو أن هؤلاء وضعيتهم القانونية أفضل بكثير منا، على الأقل الأشخاص الذين لا جنسية لهم يمنحون وثيقة صفر ويستطيعون التنقل أما نحن فلا نستطيع مغادرة التراب الوطني البلاروسي. فهل هذا عقاب لبعضنا على دعمنا لحركة 20 فبراير أو انتماء بعضنا لها؟ الحقيقة لا أدري، كل ما أعرفه هو أن لكل مواطن الحق في تبني الفكر الذي يقتنع به والانتماء للجهة التي تتماشى وفكره وبالتالي التعبير عن هذا الفكر بكل حرية ما لم يدع هذا الفكر للميز العنصري أو العقائدي أوالطائفي أو للعنف والتطرف. إن مثل هذه التصرفات من قبل السفارة المغربية بموسكو لن تزيدنا إلا إيمانا عميقا بضرورة الملكية البرلمانية وافتخارا بانتمائنا لحركة 20 فبراير وتشبثا بمطالبها المشروعة والحضارية، لأن سفارة أي دولة كانت إنما تمثل الشعب والوطن لأنها ليست تواصلا سياسيا فحسب بل وثقافيا وعلميا واقتصاديا وتجاريا.. ومن هذا المنطلق فإن كل مهاجر يعتبر سفيرا لبلده وبالتالي وجب على سفارة بلده التواصل معه وهذا ما حصل قط بين مغاربة بيلاروس وسفراء المغرب بموسكو الذين زاروا مرارا العاصمة البيلاروسية منسك ولم نعلم بهم إلا من خلال النشرات الإخبارية البيلاروسية أو الجرائد. إن هذه الوضعية هي عامة وتشمل كل السفارات المغربية بجميع أنحاء العالم مادام السفراء يعينون من طرف الملك وليس من قبل وزير الخارجية وبالتالي اهتمامهم منكب على إرضاء ولي نعمتهم وليس المواطنين الذين لا قيمة لهم لدى السفراء المغاربة بما أنهم لا يملكون حق المشاركة في تسيير بلادهم. إن السفير المغربي هو ممثل للقصر وليس للشعب المغربي لذلك لا يهتم بالمواطنين إلا في بعض المناسبات وبالقدر الذي يفيده في كتابة التقرير عن النشاط. فإلى متى ستبقى دار لقمان على حالها؟ أم أنه لابد من تغيير تكتيك النضال داخل إطار حركة 20 فبراير لتنتبه السفارات المغربية، عموما، إلى المهاجر المغربي؟ إذا ظل الوضع على ما هو عليه فسوف نتوجه بدعوة إلى كل مغاربة الخارج للدخول إلى المغرب والاحتجاج بالعاصمة الرباط وتحويلها إلى ميدان تحريري مغربي.