أكد الشرقي الضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، أن وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أقاليم الجنوب هي نتاج قرار ملكي حكيم بمناسبة الزيارة الميمونة لصاحب الجلالة، نصره الله وأيده، للأقاليم الجنوبية في مارس 2002، يهدف إلى خلق أقطاب ناشئة وصاعدة تأخذ بعين الاعتبار التراث المادي والرأسمال البشري واللامادي للمنطقة. وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن الضريس أبرز خلال ترؤسه، اليوم الجمعة بالعيون، حفل تنصيب جبران الركلاوي مدير وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية في أقاليم الجنوب بالمملكة، المنجزات التي حققتها الوكالة منذ 2004 (أكثر من 3.000 مشروع) والتحديات التي تنتظرها والإصلاحات التي يجب القيام بها في مجال حكامة السياسات العمومية.
وأشار في كلمة خلال هذا الحفل الذي حضره ولاة وعمال جهات العيون- بوجدور الساقية الحمراء، وواد الذهب لكويرة، وكلميم- السمارة، ورؤساء الجهات الثلاث، إضافة إلى عدد من البرلمانيين والمستشارين ورؤساء الجماعات المحلية ومجموعة من فعاليات المجتمع المدني وفاعلين اقتصاديين، إلى أن تعيين السيد جبران الركلاوي مديرا لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية يندرج في سياق المجهودات المتواصلة من أجل تمكين هذه الجهات من كفاءات وطنية قادرة على تثمين مقوماتها الإنسانية والمجالية وتدعيم أسس الحكامة الترابية الجيدة عبر التجنيد الدائم لنخب كفأة، تتحلى بالنزاهة والعمل الجاد والمتواصل من أجل جعل الإدارة في خدمة المواطنين.
وبنفس المناسبة، شكر الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية أحمد حجي، على المجهودات الجبارة التي بذلها طيلة توليه مهام مدير الوكالة.
وبعد أن ذكر بالروح الوطنية العالية التي يتحلى بها رعايا صاحب الجلالة في هذه الأقاليم وبالجهود التي يبذلها شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية والمنتخبون وفعاليات المجتمع المدني، أبلغ السيد الضريس في كلمته عطف ورضا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، والذي يولي رعاياه الأوفياء بهذه الأقاليم من المملكة عنايته المولوية السامية من أجل الارتقاء بهم إلى مستوى ما يطمح إليه جلالته من تقدم ورفاهية وازدهار.
كما أبرز دور الجهات الجنوبية للمملكة التي شكلت عبر التاريخ قلعة مجاهدة وفية للوطن والملوك الذين تعاقبوا على العرش العلوي المجيد، ولقسم المسيرة الخضراء، ولثوابت الأمة ورمز سيادتها، وسدا منيعا ضد جميع المحاولات اليائسة لأعداء الوطن للمس بوحدته.
وأكد الشرقي الضريس التزام المغرب بإيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل حول الوحدة الترابية للمملكة، وانخراطه بكل دينامية في مسار إيجابي من خلال طرح مبادرة الحكم الذاتي التي حظيت بدعم من المجتمع الدولي.
وفي هذا الإطار، نوه الوزير المنتدب بالدور الذي يقوم به المجلس الوطني لحقوق الإنسان لتعزيز جو الانفتاح والديمقراطية الذي تعيش فيه ساكنة المنطقة، حيث لقي هذا التطور المؤسساتي تثمين مجلس الأمن الدولي وكذا الأمين العام للأمم المتحدة في جميع قراراته وتقاريره.
وبعد أن أبرز الشرقي الضريس أن "وصول بلادنا إلى هذه المكانة المتميزة يعتبر ثمرة الرؤية السديدة لصاحب الجلالة نصره الله"، أشار إلى أن هذه المنجزات استمرت بالتأسيس الدستوري لتنظيم لا مركزي يقوم على الجهوية المتقدمة، موضحا الصياغة التوافقية التي ميزت النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية الذي دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، إلى إعماله وفق توصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، والذي ارتكز على تبني مقاربة مندمجة ذات بعد إنساني واسع.
حضر هذا الحفل كذلك كل من الكاتب العام لوزارة الداخلية والوالي المدير العام للشؤون الداخلية والوالي المدير العام للجماعات المحلية.