في ما يلي نص البيان المشترك الصادر في أعقاب زيارة العمل والصداقة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إلى جمهورية الغابون: " بدعوة من فخامة السيد علي بونغو أونديمبا، رئيس الجمهورية، رئيس الدولة، قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بزيارة عمل وصداقة إلى جمهورية الغابون من خامس إلى ثاني عشر يونيو 2015.
وتندرج هذه الزيارة في إطار تعزيز الشراكة المتقدمة التي أرساها البلدان على أساس متين من العلاقات التاريخية المتميزة، تتمحور حول تعاون متعدد الأبعاد، فعال، وذي مصداقية، وكذا على حوار سياسي منتظم ومعمق.
وخلال هذه الزيارة، أجرى قائدا البلدين تقييما لمدى تنفيذ المبادرات والمشاريع الضخمة التي تم إطلاقها خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها جلالة الملك إلى الغابون، واتفقا على تسريع وتيرة الإنجاز.
وركز قائدا البلدين، اللذان يتقاسمان نفس الرؤية بخصوص التنمية البشرية المستدامة، هذه الزيارة حول هذا المحور الهام للتعاون بين البلدين.
واعتبرا أنه يتعين مواكبة المشاريع الاقتصادية بإجراءات ملائمة لمحاربة الهشاشة والإقصاء.
هذا البعد الأساسي في السياسة الإفريقية التي ينهجها صاحب الجلالة الملك محمد السادس يشكل مجالا متميزا لتقاسم الخبرات في إطار تعاون جنوب-جنوب مجدد، يشجع على بروز نماذج فعالة للتنمية، تتلاءم مع خصوصيات وواقع كل بلد.
وتبرز نجاعة هذه المقاربة في تزامنها مع تدارس الأممالمتحدة في شتنبر المقبل لأهداف الألفية للتنمية لما بعد 2015.
وفي هذا السياق، أعرب قائدا البلدين عن ارتياحهما للتعاون القائم في مجال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وترأسا حفل التوقيع على اتفاقيات تمكن من تقاسم هذه التجربة الرائدة وتطبيقها في جمهورية الغابون في إطار استراتيجية الاستثمار البشري للغابون.
كما أشرف قائدا البلدين على إعطاء الانطلاقة لأشغال بناء مركز للتكوين المهني في المهن التي تتلاءم مع أولويات الاقتصاد الغابوني، وعلى تسليم هبات من الأدوية.
وحرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس على الإشادة بالتقدم الاقتصادي الذي حققته جمهورية الغابون تحت قيادة فخامة الرئيس علي بونغو أونديمبا، وأكد له دعم المغرب في تنفيذ المخطط الاستراتيجي للغابون الصاعد.
وجدد قائدا البلدين التزامهما من أجل النهوض بالتنمية البشرية المستدامة ومكافحة التغيرات المناخية. وأشادا بالدور الحيوي لفخامة السيد علي بونغو أونديمبا من أجل حماية والحفاظ على الكائنات البرية المهددة، وباحتضان المغرب خلال سنة 2016 لمؤتمر الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22).
كما أعرب صاحب الجلالة عن تهانئه للرئيس الغابوني على العمل المتميز الذي قام به خلال فترة رئاسته للمجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا (سيماك)، وكذا على تعيينه على رأس المجموعة الإقتصادية لدول وسط إفريقيا (سيياك). وسيعمل البلدان على تعزيز الأواصر المؤسساتية والتعاقدية المتميزة القائمة بين المملكة المغربية وهذا التجمع للإندماج الإقليمي.
وبخصوص الصحراء المغربية، جدد الرئيس علي بونغو أونديمبا التأكيد على موقف الغابون الثابت، الذي يعتبر الصحراء جزءا لا يتجزأ من تراب المملكة المغربية.
ولدى تطرقهما للنزاعات في إفريقيا، عبر رئيسا البلدين عن انشغالهما العميق حيال تنامي الأعمال الإرهابية وحالات الأزمات التي تهدد السلم والأمن بالقارة.
وفي هذا الصدد، اعتبر قائدا البلدين أن الأزمات التي تعرفها بعض البلدان الإفريقية لا يمكن أن تحل بشكل مستدام، إلا في إطار مقاربات جامعة وشاملة، تتضمن الجوانب الأمنية وتدابير إعادة البناء لما بعد مرحلة هذه النزاعات، والانخراط في إصلاحات هيكلية للحكامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كما أبرزا أن الاستراتيجيات الرامية لتحقيق الاستقرار، يجب أن تنكب على معالجة الأسباب العميقة التي تنجم عنها هذه النزاعات، وذلك من خلال تدابير ملموسة تهم التنمية والإقلاع الاقتصادي، علاوة على التخفيف من آثار التخلف والهشاشة التي تفضي إلى الاضطرابات و انعدام الأمن.
وأدان قائدا البلدين بقوة، الإرهاب بكافة أشكاله، ودعوا إلى تعبئة أكبر للمجتمع الدولي لمكافحة هذه الظاهرة التي تهدد السلم والاستقرار في الدول، وتستهدف أركان المجتمع. وأشارا، بهذا الخصوص، إلى التزام الغابون، إلى جانب بلدان المنطقة، بالتصدي لجماعة بوكو حرام والقرصنة البحرية بخليج غينيا.
وبخصوص الوضع في جمهورية إفريقيا الوسطى، عبر قائدا البلدين عن ارتياحهما للجهود المبذولة من طرف المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا، والمجتمع الدولي، لإرساء السلم والأمن، الضروريين لتفعيل مسار استعادة النظام الدستوري وإعادة البناء في أعقاب الصراع. وفي هذا الصدد، أشاد فخامة الرئيس علي بونغو أونديمبا بدور وانخراط المغرب في الجهود الرامية إلى استعادة السلم والأمن بإفريقيا الوسطى، لاسيما عبر مشاركة تجريدة من القوات الملكية المسلحة ضمن بعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، ورئاسة المغرب لتشكيلة جمهورية إفريقيا الوسطى التابعة للجنة بناء السلام الأممية، إضافة إلى مبادرات التضامن والدعم الموجهة لصالح ساكنة جمهورية إفريقيا الوسطى. وأشاد قائدا البلدين أيضا بانعقاد منتدى بانغي حول المصالحة، وأكدا بأن حل هذا النزاع يجب أن يكون جامعا وشاملا، و التوصل إلى مصالحة وطنية حقيقية في إطار الوحدة الوطنية والوحدة الترابية لجمهورية إفريقيا الوسطى".