أكد مسؤولون بحلف شمال الأطلسي أمس الخميس، ببروكسيل، أن المغرب شريك استراتيجي لا محيد عنه في الحوار المتوسطي لمواجهة التحديات التي تتهدد جنوب المتوسط. وشددوا، أمام وفد من الصحفيين المغاربة الذين قاموا بزيارة لمقر الحلف، على أن المغرب وحلف شمال الأطلسي، اللذين يتقاسمان نفس الرؤى والأهداف، تجمع بينهما علاقات متميزة وتعاون مثمر يغطي مجالات متعددة سواء في إطار الحوار المتوسطي أو التعاون الثنائي.
وثمن هؤلاء المسؤولون الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة من أجل استتباب الأمن والاستقرار، مما مكنها من الاضطلاع بدور رائد في الحوار المتعدد الأطراف في حوض المتوسط.
واستعرض مسؤولو حلف شمال الأطلسي مختلف أوجه التعاون والشراكة مع المغرب مؤكدين على أهمية تعزيز الحوار بين ضفتي المتوسط على اعتبار أن أمن أوروبا رهين بالأمن والاستقرار في المتوسط.
وقالت أوانا لونغيسكو الناطقة الرسمية باسم حلف شمال الأطلسي إن المغرب " شريك استراتيجي أساسي لحلف شمال الأطلسي وقوة فاعلة في الحوار المتوسطي ".
وأكدت لونغيسكو أنه، بالنظر للتحولات التي يعرفها العالم، والتي ستظهر تداعياتها في السنوات القادمة خاصة في شرق أوروبا على إثر النزاع بين روسيا وأوكرانيا وفي جنوب المتوسط عقب تنامي الحركات المتطرفة، فإن المغرب أصبح ضمن الشركاء الأساسيين لحلف شمال الأطلسي، مشيرة في هذا الصدد إلى تجديد إطار الشراكة بين المغرب والحلف في 2013.
وأبرزت الناطقة الرسمية باسم حلف شمال الأطلسي أن التعاون مع المغرب يتمحور بالأساس حول مكافحة الإرهاب عن طريق التنسيق وتبادل المعلومات بين الطرفين حول الجماعات المسلحة المتطرفة.
من جانبه، نوه جامس آباتوراي، نائب الكاتب العام المنتدب في الشؤون السياسية والسياسة الأمنية لحلف شمال الأطلسي بالجهود التي يبذلها المغرب وانخراطه الفعال من أجل السلم في حوض المتوسط.
كما أبرز مكانة المغرب، البلد المنفتح، لدى حلف شمال الأطلسي مشيدا في هذا الصدد بمساهمة المغرب في عدد من عمليات حفظ السلام.
وقال هينري لومباري مسؤول بقسم التعاون والأمن الإقليمي، القيادة العامة الدولية للحلف، إن المغرب شارك في عدد من الدورات التكوينية والتدريبية التي نظمها الحلف وذلك في إطار التعاون العسكري مع بلدان الحوار المتوسطي.
وأكد أن مشاركة المغرب في إطار قوة ارساء الاستقرار التابعة لحلف شمال الاطلسي (سفور) بالبوسنة والهرسك، وقوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي (كفور) بكوسوفو يجسد الانخراط الميداني والفعال للمغرب من أجل الأمن والسلام.
وبخصوص التعاون الأمني، أكد أن التعاون مع المغرب يهم برنامج التعاون الفردي الذي صادق عليه مجلس حلف شمال الأطلسي في فبراير 2010، وبرنامجا للشراكة والتعاون الفردي، تمت المصادقة عليه في نونبر 2013.
وبالإضافة إلى برامج التعاون بين المغرب وحلف شمال الأطلسي، تناول المتدخلون مجموعة من المواضيع تتعلق بالتحولات التي يشهدها حلف شمال الأطلسي والانفتاح على بلدان المتوسط والشرق الأوسط، وكذا التعاون في مجال البحث العلمي والبيئة الموجه إلى الباحثين من شركاء الحلف.
وقد تأسست منظمة حلف شمال الأطلسي بناء على معاهدة شمال الأطلسي التي تم التوقيع عليها في واشنطن في 4 ابريل سنة 1949. ويتمثل الدور الرئيسي لهذه المنظمة في حماية الدول الأعضاء من خلال القوة العسكرية، وتساهم الدول الأعضاء في الحلف في القوى والمعدات العسكرية.
ويشهد حلف شمال الأطلسي فترة انتقالية بالنظر للتحديات الأمنية والتغيرات التي يعرفها المشهد الدولي والإقليمي. ولمواكبة هذه التحولات، يعمل الحلف على إعادة النظر في مرجعياته وأولوياته وأدواره وكذا علاقاته مع شركائه.
وقد أعلن حلف شمال الأطلسي عزمه تعزيز علاقاته مع شركائه وخاصة في إطار الحوار المتوسطي الذي أصبح ضمن أولويات الحلف.