اذا كان المغرب، قد راهن، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على جعل القارة الافريقية تحظى بالأولوية في سياسته الخارجية، فإن هناك دولا افريقية بعينها، تعكس بوضوح هذا الخيار الاستراتيجي، حيث أضحت نموذجا للتعاون الوثيق الذي يترجم بشكل ملموس هذه السياسة من خلال خطوات وتدابير ملموسة وعملية. وتعد كوت ديفوار، أحد هذه البلدان الشقيقة، التي تربطها بالمملكة صلات وروابط شراكة مثمرة للطرفين في إطار تعاون جنوب/جنوب، يشكل نموذجا واعدا وإطارا حقيقيا للتنمية ورافدا للإقلاع الاقتصادي.
ويزخر هذا البلد، التي يمثل ثلث الناتج الداخلي الخام للاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب افريقيا، ويوفر أكثر من ثلث كتلته النقدية وأزيد من ثلثي صادرات المنطقة، بمؤهلات وإمكانيات يفتح استثماراها آفاقا حقيقية للارتقاء بتعاون اقتصادي ثنائي يوازي العلاقات السياسية النموذجية والمتميزة.
ولا تزال كوت ديفوار، الذي سيقوم رئيسها السيد الحسن وتارا يومي الثلاثاء والاربعاء القادمين بزيارة رسمية للمغرب، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس تستحضر بارتياح وفخر، اللحظات القوية التي ميزت الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك لأبيدجان قبل سنة.
واذا كانت الزيارة الملكية، قد شهدت التوقيع على 26 اتفاقية للشراكة بين القطاعين العام والخاص وللاستثمار، فقد تميزت بالخطاب المؤسس لجلالة الملك في افتتاح المنتدى الاقتصادي الإيفواري المغربي، والذي شكل مناسبة جديدة لتعزيز وتقوية الشراكة القائمة بين البلدين واستعراض الآفاق الحقيقية للاستثمار المشترك والنهوض بالعلاقات الثنائية الرفيعة المستوى والتي تشمل قطاعات عديدة ومختلفة