استضافت قناة فرانس 24 زينب الغزوي "المغربية" العاملة بأسبوعية شارلي إيبدو الساخرة، التي اعتبرت ما وقع لزملائها وحشية، وهذا ما يتفق عليه العالم، لكن الغزوي، أو زعيمة وكالين رمضان، قالت إن عدم مشاركة المغرب في مسيرة الجمهورية غباء. أمر مضحك أنت تتكلم زينب الغزوي عن الغباء وكأن الحكمة والنور يخرج من فمها. الغزوي لم تسمع ساركوزي يتكلم، ولم تنصت لبرنار سكارسيني، المدير العام السابق للأمن الداخلي، ولا لهوبير فيدرين، أشطر الديبلوماسيين الفرنسيين في عهد اليسار، والذين دافعوا عن حق المغرب في الاختلاف مع فرنسا.
زينب الغزوي الذي لم يزعجها الإساءة لعقائد الآخرين، لم تسمع فيدرين وهو يقول إن ذلك كثير على العالم المسلم.
بين الغباء والدهاء مجرد حروف، لكن الدول ليست لعبة. المغرب الذي لا تعرفه زينب هو دولة إمارة المؤمنين، وهي التي الدولة التي تحمي عقائد المخالفين ولا يمكنها أن تساهم في مسيرة رفع فيها متظاهرون رسوما مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم. فهل تقبل زينب الغزوي أن يسب أحد والديها؟ طبعا لن يقبل بذلك أحد ولن نرضاه لأحد. ومثلما هناك من يعتبر أشياء معينة لا ينبغي أن تمس فكذلك العقائد. لنفترض ما تقوم به شارلي إيبدو حرية تعبير. فلماذا طردت رساما فقط لأن رسم ابن ساركوزي متهما إياه بالزواج من يهودية ليغير دينه؟ ليست هناك حرية للتعبير فيما ترسم وتكتب شارلي إيبدو ولكن هناك مخطط للمس بعقائد فئة معينة في حين لا يستطيع رسامو وصحفيي الشارلي الاقتراب من اليهود وليس من أنبيائهم الذين هم أنبياؤنا.
لكن للأسف الشديد، فإن المتكلمة لا تحترم نفسها فبالأحرى أن تحترم الأديان، وهي التي تتقاضى راتبا عبارة عن تنازل زميل لها عن نصف راتبه مقابل العيش معه تحت سقف واحد.