يبدو ان أطوار الصراع الداخلي في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لن يطفأ قريبا أوار حرائقها، بل إن لهيبها مرشح لمزيد من الاستعار. فبعد نشر يومية الحزب "الاتحاد الاشتراكي"، لبيان "نداء من أجل مستقبل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، المذيل بتوقيعات أسماء تاريخية كبيرة ووازنة في الحزب، صدر بيان للمكتب السياسي برئاسة الكاتب الأول إدريس لشكر، يتحدث عن كل شيء إلا ما يحدث من صراع وشد وجذب وسط حزب عبد الرحيم بوعبيد. وكأن ما نشرته جريدة "الاتحاد الاشتراكي" يقع في حزب آخر لا يجب التدخل في شؤونه الخاصة.
هذا في الوقت الذي ترد فيه أخبار عن اتصالات ومواعيد يقوم بها لشكر مع بعض خصومه داخل الاتحاد، من بينهم مدير الجريدة الحزبية عبد الهادي خيرات، وأعضاء في الفريق الاشتراكي بالبرلمان، المنقسم على ذاته، والذي فرض لشكر نفسه رئيسا عليه، بعد إزاحته للمرحوم أحمد الزايدي بطريقة غير لائقة ومن دون إخبار المعني بالأمر. وهو ما عطل فترة انطلاق أشغال دورة البرلمان قبل إقناع الزايدي بالتنازل.
وتضمن جدول أعمال الاجتماع الأخير للمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، (الاثنين 15 دجنبر 2014)، حسب نص البلاغ المنشور اليوم الأربعاء بجريدة الحزب وعلى صفحته بالأنترنيت، التداول حول "المستجدات السياسية و تطورات القضية الوطنية، في ضوء الاجتماع الأخير لمجلس الأممية الاشتراكية، و القوانين الانتخابية و قضايا تنظيمية، وعلى رأسها التحضير للاجتماع المقبل للجنة الإدارية و متابعة الاستعدادات لإحياء أربعينية الفقيد أحمد الزايدي.
وللتذكير فإن مهرجان أربعينية المرحوم الزايدي ستنظمه عائلة الفقيد، التي رفضت مشاركة إدريس لشكر وحضوره المهرجان التأبيني لفقيدها. وسبق لإدريس لشكر أن صرح أنه يحضر لأربعينية الزايدي بمشاركة اسرة الراحل، وهو ما سارعت الأسرة إلى تكذيبه وتفنيده.
ومع ذلك فإن لشكر يصر على إحياء الذكرى بطريقته الخاصة، من خلال عقد اجتماع تنظيمي صباح يوم تنظيم مهرجان التأبين، يخصص "للتداول في التحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة" بمقر الحزب بأكدال في الرباط. وهو الموضوع الذي يبدو أن لشكر منشغل به أكثر من العمل على رص صفوف الحزب وإعادة ترميم هياكله المتداعية بسبب الخلافات والصراعات الحادة التي يعيشها منذ المؤتمر الوطني التاسع ببوزنيقة.