بعد الكثير من التكهنات حول جسم طائر مجهول والاعتقاد بأنه يعمل بتوجيهات كائنات فضائية مجهولة، أعلن الخبراء في مجال البحث عن "وجود حياة" خارج كوكبنا الأرضي أن هذا "الجسم الطائر هو قاتل الأقمار الاصطناعية"، كما يوضح خبير الأجسام الطائرة المجهولة الخاندرو روخاس، في إشارة إلى الجسم الطائر الذي ظهر في مايو الماضي ليلاً. وأُطلقت العديد من التسميات على هذا الجسم الغريب مثل كوسموس 2499 و2014-28 أي. من جانبها أطلقت قيادة دفاع الفضاء الجوي الأمريكية الشمالية "نوراد" رقم 39.765 على هذا الجسم الطائر.
ويزاد الاهتمام العالمي بهذا الجسم الغامض، وهو ما يتضح من خلال عدد الزيارات للصفحة المتعلقة به في موقع n2yo، وهذا الموقع يمكن من خلاله تتبع مسارات الأقمار الاصطناعية.
ومهما اختلفت تسمية هذا الجسم الطائر، إلا أن مصدره بات معروفاً، إذ كان على متن صاروخ روسي، أُطلق إلى الفضاء من قاعدة بلستسك صباح 23 مايو الماضي. ووفق البيانات الروسية، نقل الصاروخ ثلاثة أقمار اصطناعية للأغراض العسكرية. لكن بعد إطلاق الصاروخ بقليل ظهر إلى جانب هذه الأقمار الاصطناعية وبقايا الصاروخ الناقل جسم آخر، تمكن من الوصول إلى مداره النهائي.
وفي البدء اعتقد العلماء أن هذا الجسم ما هو إلا قمامة فضائية تدور حول الأرض، لكنه بدأ في التحرك بعد ذلك، ووصل إلى مدار على ارتفاع يصل لأكثر من 1100 كلم وينطلق بسرعة 7.33 كلم في الثانية. لكن ما لفت الانتباه هو مناورة كوسموس 2499 السريعة، إذ اتجه في البدء نحو أقمار اصطناعية روسية أخرى.
وفي التاسع من نوفمبر الجاري عاد ل"الالتقاء" مع رأس الصاروخ الناقل، وقرب الجسمين إلى هذه الدرجة، إذ كان البعد بين الاثنين لا يتعدى عشرات الأمتار، وهو ما يفتح الباب أمام التكهنات حول مهمة كوسموس 2499. إذ يعتقد الخبراء أنه يمكن أن يكون "قاتل الأقمار الاصطناعية" التي يمكن لها وحدها القيام بهذه المناورة الدقيقة.
خلال حقبة الحرب الباردة عملت القوى العظمى على تطوير أسلحة يمكن بواسطتها التخلص من خطر الأقمار الاصطناعية للخصم. لكن بعد انهيار الكتلة الشرقية أوقفت روسيا رسمياً برنامج الأقمار الاصطناعية المقاتلة السوفيتي، غير أنها هددت عام 2010 باستئنافه مجدداً.
صحيفة الفايننشال تايمز كانت أول وسيلة إعلام تحدثت عن هذا الجسم الطائر المجهول (كوسموس 2499)، موضحة أن مهمته قد تكون لأغراض مدنية، لكن ما يزيد الغموض حوله هو أن روسيا أحاطت إطلاقه إلى الفضاء بالتكتم التام، إضافة إلى قدرته العالية على المناورة الدقيقة في الفضاء.
لكن يبقى من غير المفاجئ إذا ما كُشف أن روسيا تعمل على تطوير أقمار اصطناعية مقاتلة، فهي ليست الوحيدة في هذا المضمار، إذ تعمل كل من الصين والولايات المتحدة وبريطانيا على صناعة "قتلة للأقمار الاصطناعية".