ودّعت مدينة بوزنيقة مساء يوم الاثنين العاشر من نونبر الحالي، ابنها البار الفقيد أحمد الزايدي في جنازة شعبية ووطنية مهيبة، تحت سماء حزينة ملبدة بالغيوم، وبحضور مسؤولين كبار وسامين من الدولة، وقيادات الأحزاب والتنظيمات النقابية والجمعيات الحقوقية وعدد كبير من هيئآت المجتمع المدني والشخصيات المرموقة في مجالات متنوعة. وعرفت الطريق الوطنية الرابطة بين بوزنيقة والرباط اختناقا حقيقيا في حركة المرور بشكل غير مسبوق، وذلك بسبب توافد المئات من المعزين للمشاركة في مراسيم توديع النائب البرلماني ورئيس جماعة الشراط والإعلامي البارز والقائد السياسي وابن المنطقة الفقيد أحمد الزايدي، الذي فارق الحياة إثر غرق سيارته بواد الشراط، في فاجعة مهولة، منتصف نهار الأحد الفارط .
خرج جثمان الفقيد من المسجد الكبير لبوزنيقة بعد الصلاة عليه وقت العصر، وسط تابوت ملفوف بلواء أخضر عليه شهادة "لا لإله إلا الله.. محمد رسول الله"، ووسط صيحات التكبير، المبللة بدموع الأحبة والإخوة والأصدقاء الباكين على فراق الراحل الكبير.
وشوهدت أرتال من السيارات في الطريق الممتد المؤدي إلى المقبرة، في مشهد مثير يذكر بمشاهد المناطق الحدودية والمعابر في فترات السير الحرجة، كما شوهد العديد من شباب المنطقة المتوجهين صوب المقبرة راجلين.
وكان لافتا حضور كل الوجوه الممثلة للحياة السياسية المغربية، من مسؤولين كبار في الدولة والحكومة والأحزاب بمختلف تموقعاتها من يمين ويسار وحركات اسلامية، وكذا الهيئات النقابية والحقوقية والإعلامية والرياضية والفنية وغيرها...
نادرا ما تجتمع مثل مختلف هذه الفئات والحساسيات تحت سماء واحدة، لكن الموت يبقى دائما هو الأقوى، فالمغاربة لا يتأخرون عن تقديم واجب العزاء والمواساة مهما بلغت الخلافات السياسية والحزازات الشخصية بينهم.
هكذا حضرت قائمة طويلة من الشخصيات الهامة نذكر من بينها من شاهدتهم "تليكسبريس" مع الاعتذار لمن أهملنا استعراض أسمائهم بسبب عدم مصادفتنا لهم نتيجة الاحتشاد الكبير:
فؤاد علي الهمة مستشار جلالة الملك، ومحمد حصاد وزير الداخلية، ومصطفى الرميد وزير العدل، وعبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، ونائبه عبد الله باها، ولحسن الحداد وزير السياحة، ومصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، ومحمد بوهدود الوزير المنتدب، وادريس الأزمي الإدريسي وزير الميزانية، وعبد السلام الصديقي وزير التشغيل، ونبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى وسياسة المدينة، ومحمد مبديع وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارات، ونزار بركة رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي، وفيصل العرائشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ورجل الأعمال المعروف ميلود الشعبي رفقة ابنه، وحفيظ بن هاشم المدير السابق لإدارة السجون، وأحمد الحليمي المندوب السامي للتخطيط، ومحمد اعسيلة عامل سلا السابق، وياسين المنصوري مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات، وصلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، وعزيز الرباح وزير النقل والتجهيز، ومحمد بلغازي أمين عام حزب الشورى والاستقلال.
الحبيب المالكي، عبد الواحد الراضي، عبد الرحمان اليوسفي، وفتح الله ولعلو، بنعتيق، عبد الهادي خيرات، محمد أيت قدور، وسعيد اشباعتو، وعلي اليازغي وأحمد رضا الشامي، وعبد الكبير لبزاوي، وابراهيم الراشيدي والدكتور عبد المجيد بوزبع، وعدد كبير من أعضاء اللجنة المركزية للاتحاد وأعضاء الفريق البرلماني للجزب في الغرفتين. وعبد السلام لعزيز الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، علال بلعربي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش.)، عبد القادر الزاير نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والقايد البشير الأحمر من قيادات المؤتمر الوطني الاتحادي، ونبيلة منيب الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، عبد الرحمان بنعمرو الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ومصطفى الباكوري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وإلياس العمري، ميلودة حازب عن الفريق البرلماني لحزب البام،...وخالد مصدق وعبد الوهاب رفيقي (أبو حفص) عن حزب النهضة والفضيلة، محمد يتيم الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل، عبد الرحيم شيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، ونائبه الدكتور مولاي عمر بن حماد، وعبد اللطيف وهبي الرئيس السابق للفريق النيابي للأصالة والمعاصرة.
من أسرة الإعلام التي كان الراحل أحمد الزايدي ينتمي إليها، نذكر حضور وفد كبير من العاملين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، من بينهم: امحمد البحيري، ومحمد ذو الرشاد، ومحمد السراج الضو، ومليكة حاتم، وسميرة الفيزازي، والعلمي الخلوفي، وأمينة غريب، ومحمد العباسي، وعبد الصمد بن الشريف، وحفيظة مسدوري، وأحمد اليوسفي، والزبير بركاش، وسليم الشيخ مديرة القناة الثانية، وفاطمة مومن، وقمر آيت بنمالك..
كما حضر أعضاء من المجلس الوطني الفيدرالي والمكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة يتقدمهم يونس مجاهد أمين المجلس الوطني للنقابة وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي..
وقد تميزت مراسيم الجنازة باهتمام بالغ من مختلف أجهزة الإعلام الوطنية السمعية والبصرية والورقية والإلكترونية، التي أوفدت مبعوثين عنها إلى عين المكان، لنقل وقائع الحدث التاريخي الحزين. وكان الحادث المأساوي لوفاة الزايدي موضوعا لعدد من النشرات الإخبارية الإذاعية والتلفزيونية، وخصصت له الصحف الورقية والإلكترونية مساحات هامة.