هسبريس لا تريد ان تفرط في 4 ملايين زائر لموقعها، فقضية الصحراء بالنسبة لها آخر ما يمكن التفكير فيه رغم أن خطاب جلالة الملك كان واضحا "من يريد ان يضع رجلا هنا ورجلا هناك"..
هسبريس رجل مع المغرب ورجلين مع الجزائر ففي مقال تحت عنوان "الجزائر تدعو إلى "تصفية الاستعمار" من الصحراء المغربية!"، أورد الموقع كلام وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، فيما اعتبرته ردا رسميا من الحكومة الجزائرية على خطاب جلالة الملك محمد السادس في الذكرى ال39 للمسيرة الخضراء..
مقال الموقع وان كان يحاول إيهام القارئ بحياديته ووقوفه إلى جانب الحق المغربي، من خلال استعمال عبارات "تطبيق ما أسماها لوائح أممية سابقة" و"حسب تعبير الوزير الجزائري" و "جددت الجزائر مساندتها لما اعتبرته" ..إلا ان الموقف لم يفلح في إخفاء مغازلته للقراء والحكام الجزائريين من خلال طريقة تقديم الخبر وتقديم مختصر لفقرات مختارة من خطاب جلالة الملك في مقابل الإسهال والإسهاب في بسط ادعاءات رمطان العمامرة ومواقف الجزائر المناوئة لوحدت المغرب الترابية.. قراءة مشبوهة لصحف جزائرية وسيرا على نفس النهج وفي مستهل قراءته لأنباء الجرائد الصادرة هذا الاسبوع لم يجد الموقع غير "أخبار اليوم المغربية" التي تطرقت لما أسمته "الأسباب الكامنة وراء اللهجة القوية للخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ال 39 للمسيرة الخضراء، تجاه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما"، وهو ما قالت عنه هسبريس استنادا لذات الجريدة اليومية، أن "الخطاب الملكي جاء للرد على الرسالة الأمريكية التي أرسلتها واشنطن للقصر الملكي قبل أزيد من شهرين والتي تضمنت ثلاثة مطالب: أولها يتعلق بالمبعوث الأممي، كريستوفر الروس، الذي طلبت واشنطن من الرباط أن تتركه يقوم بعمله، بالرغم من تحفظ المغرب عليه واتهامه بأنه ينقل صورة غير حقيقية عن الوضع في الصحراء. أما المطلب الثاني حسب الجريدة ذاتها، فيهم ملف حقوق الإنسان حيث "ألحت الإدارة الديمقراطية الأمريكية على ضرورة قيام المغرب بمزيد من الجهود فيما يخص حقوق الإنسان في الصحراء، والذي رد عليه الملك محمد السادس ضمنيا في خطابه بالقول "إن المغرب هو البلد الوحيد بالمنطقة الذي يتعاون مع الآليات الخاصة للمجلس الأممي لحقوق الإنسان، في الوقت الذي يقول فيه المطلب الثالث إن على الرباط ألا تعول على أي دعم مباشر وصريح من واشنطن للمغرب ضد الجزائر..." هذا هو تحليل ب20 لأسباب قوة ووجاهة الخطاب الملكي، وهو "تحليل" لا يرى ابعد من ارنبة الانف كما يقال، وصاحبه لا يعتد به لانه من اكبر النصابين والمستفيدين من ريع الدعم العمومي واكراميات المستشهرين، وقد وجدته هسبريس مناسبة للركوب عليه لإعطاء القراء الجزائريين ما يلهيهم عن الواقع المزري الذي يتخبطون فيه..
هسبريس تغزل حكام المرادية ذات الموقع لم يستوعب جيدا، او لا يريد ان يفهم، ما جاء من إشارات في خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء خاصة تلك المتعلقة بأولئك الانتهازيين والخونة والمتاجرين بالقضية الوطنية، حين كشف جلالته عن وجههم من خلال قوله "هناك من يريد وضع الوطن في خدمة مصالحه، هؤلاء الذين جعلوا من الابتزاز مذهبا راسخا، ومن الريع والامتيازات حقا ثابتا، ومن المتاجرة بالقضية الوطنية، مطية لتحقيق مصالح ذاتية. كما نعرف أن هناك من يضعون رجلا في الوطن، إذا استفادوا من خيراته، ورجلا مع أعدائه إذا لم يستفيدوا".
موقع هسبريس، اختار اللهاث وراء السعار الذي أصاب الصحافة الجزائرية بسبب الخطاب الأخير لجلالة الملك، فانبرى لمحاباة "الجمهور" الجزائري والطغمة العسكرية الحاكمة والمتحكمة في دمية قصر المرادية، وذلك من خلال نشر أشرطة فيديو مأخوذة من قنوات جزائرية تسهر عليها المخابرات الجزائرية للتنفيس على الشعب الجزائري وإيهامه أن تعثر الإصلاح السياسي والمسلسل الديمقراطي بالجارة الشرقية مرده الخطر المغربي الذي تجب محاربته بمزيد من الجيوش وصرف الملايير على سباق التسلح وكذا الإجماع الوطني الواهي حول الحكام وحول مواقفهم المعادية لقضية الصحراء المغربية..
هسبريس ينشر اشرطة ضد مصالح المغرب وفي هذا الإطار نشرت هسبريس شريط فيديو من حساب قناة النهار الجزائرية المخابراتية، وضمته إلى ركن "صوت وصورة" دون ان تجري عليه أي تغيير حيث نقلته بكل حذافيره وبعنوانه الأصلي الكاذب: " ALERTE: Rabat offre des pots-de-vin à des responsables onusiens pour s'attaquer à l'Algérie " وهو الشريط الذي كالت فيه مذيعة فاشلة اتهامات مغرضة للمغرب من خلال الادعاء انه يقدم رشاوى لمسؤولين امميين لضرب الجزائر، وانه يوظف رجال الأممالمتحدة للتجسس على الجزائر..ولان موقع هسبريس يعد رائدا في مجال "محاربة السرقة الأدبية والسطو على الملكية الفكرية" فإنه لم يمسس بأي سوء هذا الشريط وكل الأشرطة التي نقلها عن قنوات ومصادر جزائرية، وهو يريد بذلك ان يوهم القراء والمتتبعين بأنه يحترم حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، إلا أن الغاية من وراء ذلك هو مغازلة القراء الجزائريين والمخابرات العسكرية لكي لا يفقد قطاعا مهما من زواره الذين يساهمون في رفع أسهمه لدى المستشهرين، ولو على حساب القضية الوطنية الأولى التي لا مجال فيها للحياد، فإما ان نكون وطنيين او لا نكون ولا منزلة بين الوطنية والخيانة..
شريط يعاكس موقف المغرب نفس الأمر فعلته هسبريس مع شريط آخر، نشرته قناة "البلاد نيوز" بمناسبة إطلاق العسكر الجزائري النار على المغربي رزق الله الصالحي على مستوى الحدود بين المغرب والجزائر. ورغم أن الحادث مر عليه أكثر من شهر، إلا ان أصحاب هسبريس وجدوا أن نشره مفيد بعد خطاب جلالة الملك وذلك للضرب في التوجه المغربي الرسمي ومغازلة الجزائريين خاصة ان مضمون الشريط مليء بالشتم والعداء ل"المرّوك" كما يقول الجزائريون عن المغاربة..وكما هو الشأن بالنسبة للأشرطة الأخرى فإن هسبريس لم تجر أي تغيير عليه واكتفت بنقله وعرضه للجمهور رغم انها رائدة في مجال الانقضاض على الفيديوهات والصور والمقالات التي ينشرها الغير.. وهذا السلوك يظهر مدى تمادي وانخراط هسبريس مع جوقة الانتهازيين والخونة والمتاجرين بالقضية الوطنية. لا لشيء سوى في سبيل المال والريع المتحصل مقابل افعال يجدون لها مبررا وقالبا هو حرية التعبير والنشر..
صحافيو هسبريس وزيارة الجزائر لن ننسى هنا العلاقة المشبوهة التي نشأت منذ الشهور الأخيرة بين صحافيين من هسبريس وخاصة المدعو نورالدين لشهب وبين الجزائريين، وهو الذي أصبحت الحدود مفتوحة في وجهه ، حيث يقوم بالسفر الى العاصمة الجزائر أكثر ما يزور عائلته الصغير في سيدي قاسم، نورالدين لشهب هذا، الذي هو في الاصل رجل تعليم هجر القسم بأمر من وزير التربية الوطنية، لم تعد تمنعه اي حدود للذهاب الى الجزائر ولقاء العديد من المسؤولين الحكوميين الجزائريين، ويبقى التساؤل عريضا حول المقابل المادي الذي يجعل الاشهب هذا دائم التواجد في الجزائر..
وصدق جلالته حين قال في الخطاب الاخير انه رغم كل ما يملكه الطرف الآخر، من "ورقة خضراء" ومن بترول وغاز، فإن المغرب قوي بمبادئه، وبعدالة قضيته، وبالتحام كافة مكونات شعبه حول قضيته الاولى، بل بحب المغاربة لوطنهم و تشبتهم به، وهو أقوى وأمضى من كل الأسلحة..
الفيديو الأول الذي نشر يعاكس قرارات الحكومة المغربية
الفيديو الثاني تنشره هسبريس لمذيعة جزائرية تهاجم المغرب ولاحظوا كل الاشرطة هي من موقع البلاد المعروف بولائه للمخابرات العسكرية الجزائرية
فيديو آخر وهذه المرة جزائريون يكيلون السب والشتم للمغاربة ويصفونهم بالمورو
شريط لمذيعة معروفة بإشتغالها مع المخابرات الجزائرية وخطابها كله معاكس للمغرب ووحدته وسيادته ومقدساته لكن هسبريس تنشره وتعرضه بدون أي مركب نقص على عموم المغاربة