بعد أن أفاد أحمد الحليمي المندوب السامي للتخطيط "أن 95 % من الجمعيات المغربية لم تقدم تصريحًا بالتمويلات التي تتلقاها من الخارج" ووصرح الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، أن "ثقافة تقديم الحساب والمعطيات وكشفها للعلن، منعدمة لدى الجمعيات". جاء دور إدريس الضحاك، الأمين العام للحكومة، الذي كشف ان الدولة رصدت توصل 962 جمعية مغربية ب 125 مليار سنتيم من التمويلات الخارجية، منذ 2006 ... وكان إدريس الصقلي العدوي، رئيس لجنة مراقبة المالية بمجلس النواب، قد اعتبر أن "الدعم الذي تستفيد منه الجمعيات، وخاصة الخارجي منه، له أهميته، وسبق له أن أثار نقاشا عموميا داخل المغرب، حول ما إذا كان هذا الدعم يصرف على تحقيق الأهداف النبيلة والشريفة للعمل الجمعوي"، فيما اتهم محمد حصاد، وزير الداخلية، امام نواب البرلمان، بعض الجمعيات الحقوقية المغربية بالعمالة للخارج، وبإضرارها بالمصالح الوطنية...
وهو ما أثار عددا من الجمعيات الحقوقية، التي أصدرت بيانا مشتركا نددت فيه بتصريحات حصاد، وأكدت على أن "من حَقّها أن تتلقّى الدعم من هيئات حكومية أو وكالات إقليمية أو دولية، وإبرام شراكات معها، وإنجاز برامجَ تتلاءم ودورَها ومساهمتها في التنمية الديمقراطية، طبقا لما يُخوّله لها القانون، شأنها في ذلك شأنَ مؤسّسات وقطاعات حكومية".
وشدد إدريس الضحاك، الأمين العام للحكومة، على أنه "آن الأوان لإحداث مجلس أعلى للجمعيات، تكون مهمته تدبير شؤون المجتمع المدني، كما هو معمول به في بعض التجارب الديمقراطية".
وقد حمل إدريس الضحاك، إلى إحدى لجن البرلمان، هذا الأسبوع، تقريرا في الموضوع، أوضح فيه أنه أعد حزمة من الإجراءات الإدارية في إطار سعي الحكومة إلى توسيع رقابتها على التمويلات الخارجية، التي تستفيد منها الجمعيات. وكشف الضحاك أنه راسل وزير الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، من أجل إمداده بحجم التمويلات الأجنبية للجمعيات.
وكشف الضحاك أن الدولة رصدت توصل 962 جمعية مغربية ب 125 مليار سنتيم من التمويلات الخارجية،منذ 2006. معلنا أن العشرة أشهر الأخيرة من سنة 2014 سجلت حصول منظمات المجتمع المدني على ما يفوق 15 مليار سنتيم. بينما تم رصد 22 مليار سنتيم خلال 2013.
وأضاف الأمين العام للحكومة أن سنة 2012 سجلت قمة هرم التحويلات الخارجية للجمعيات المغربية، حيث تجاوزت التمويلات المصرح بها: 24.4 مليار سنتيم. ما يعني تضاعف هذه التمويلات مرتين مقارنة بالسنة التي سبقتها.
وأوضح الضحاك أن التمويلات الخارجية بلغت سنة 2006 ما يناهز 7.4 مليار سنتيمن تلقتها 88 جمعية. مقابل 7 ملايير سنتيم توصلت بها 85 جمعية، لتصل إلى 7.8 مليارات سنتيم سنة 2008 توصلت بها 70 جمعية.
وفي سنة 2009 انتقلت النمويلات الخارجية المصرح بها من طرف أكثر من 100 جمعية إلى ما يزيد عن 11 مليار سنتيم، في وقت تلقت 86 جمعية أكثر من 14.6 مليار سنتيم سنة 2010. وهذا الرقم انتقل إلى 14.5 مليار سنتيم سنة 2011.
وصنف إدريس الضحاك الجمعيات المعنية بالتمويلات الخارجية، إلى جمعيات "تجهل" إلزامية التصريح بتمويلاتها الخارجية. وجمعيات "غير مكترثة" بالتصريح. وجمعيات "ترفض" بشكل واع التصريح بالأموال المحصل عليها من ةجهات خارجية.
وفي الجانب الآخر، تلقت الجمعيات المعنية تصريحات حصاد وتقرير الضحاك، بغضب واحتجاج ، واعتبرت ذلك تضييقا على نشاط المجتمع المدني ومحاصرة له.