قالت صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية إن المغرب ينعم باستقرار اقتصادي وسياسي "استثنائي" في منطقة هزتها أحداث "الربيع العربي". وأوضحت الصحيفة، في مقال أصدرته مؤخرا، أن المملكة استطاعت اجتذاب أعداد متزايدة من السياح الأوروبيين والاستثمارات الأجنبية، وهو ما يعكس الثقة التي يحظى بها المغرب لدى الفاعلين الاقتصاديين الأجانب والدائنين.
وأشارت الصحيفة إلى ارتفاع عدد السياح الأجانب الذين زاروا المغرب بنسبة 7 في المائة، وكذا صادرات السيارات المصنعة بالمغرب بنسبة 70 في المائة خلال سنة 2013 مقارنة مع السنة التي سبقتها، مذكرة بالسندات الإلزامية التي أنجزها المغرب في السوق المالية الدولية بقيمة مليار أورو، بعد أربع سنوات من الغياب عن هذه السوق.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن مجموعة من المحللين يؤكدون أن الاقتصاد المغربي سيواصل نموه ليصير أقوى أرضية اقتصادية ومالية في منطقة شمال إفريقيا، مشيرة إلى طموح المغرب إلى أن يصير أرضية محورية للإنتاج والتصدير نحو إفريقيا.
وأكدت أن هذا الطموح يعززه تطور المبادلات التجارية بين المملكة وإفريقيا، مبرزة أن المبادلات بين الطرفين تتطور بشكل لافت كل سنة، حيث ارتفعت الاستثمارات المغربية بإفريقيا بأزيد من 40 في المائة خلال عقد من الزمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن مجموعة من المقاولات المغربية العاملة في قطاع الخدمات مثل الاتصالات عن بعد والبنوك مستقرة بإفريقيا الفرنكوفونية، موردة تصريحات لوزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، قال فيها إن الاستقرار السياسي والاقتصادي للمملكة يجذب الاستثمارات الأجنبية، إلى جانب ما تقدمه البلاد من ميزات تنافسية لرجال الأعمال.
وأوضح السيد بوسعيد، حسب الجريدة، أن المغرب، الذي يتوفر على موقع استراتيجي في إفريقيا، يعمل على وضع ركائز نموذج جديد للتعاون جنوب - جنوب، مشيرا إلى أن إفريقيا تعتبر القطب الجديد للنمو العالمي.