أكد الخبير السويسري في شؤون العالم العربي، جان-مارك مايار، اليوم الأربعاء، أن إقدام الجيش الجزائري على إطلاق النار على مدنيين مغاربة على مستوى الحدود بين البلدين، يدل على فقدان النظام الجزائري السيطرة على "جناحه الأكثر تعصبا"، معربا عن قلقه حيال هذا الوضع.
وفي هذا الصدد، تساءل الخبير السويسري، "هل ينبغي علينا أن نطرح من جديد السؤال عما إذا كان هذا الجيش لا يضم بين صفوفه متسللين يسعون إلى خلق البلبلة في محاولة لتشجيع تسلل مجموعات إرهابية وإجرامية".
وبحسب مايار، فإن "هذا الطرح يبقى معقولا، ولو أنه لا يمكن في الوقت الراهن تأكيده أو نفيه"، مشيرا بالمقابل إلى أن هذه الفرضية تعد مبعث قلق خاصة على خلفية الاستفزازات المتكررة التي يقوم بها الجيش الجزائري، معتبرا أنه "ينبغي، والحالة هذه، البدء عاجلا في عملية تطهير تشمل جميع مستويات التراتبية العسكرية قبل أن يتفاقم الوضع ويصبح مستعصيا على السيطرة".
ومن جديد، يتساءل الخبير السويسري "عن ماذا يبحث هذا النظام المافياوي-العسكري في الجزائر"، مبرزا أن الأمر يتعلق "بسؤال ملح يجري طرحه منذ فترة طويلة."
من جهة أخرى، قال مايار إن للمغرب "الشجاعة ليقول إنه يرفض كل أشكال العنف، وأنه يندمج في الحركية العامة للعولمة التي لا يمكن لأي بلد تجاهلها".
وأضاف أن بلدان منطقة المغرب العربي، إذا ما تمكنت من التوافق، يمكن أن تجد في هذا الفضاء الجغرافي والاقتصادي قوة ودينامية من شأنها تحسين ظروف عيش شعوبها.
وأكد أن الساكنة المتاخمة للحدود المغربية الجزائرية، من هذا الطرف أو ذاك، ترغب في السلم والعيش في عالم يرسم مستقبله وفق ما يخدم مصالح المواطنين وأسرهم.
وأشار الخبير السويسري إلى أن المغرب "مهد الطريق لتحقيق هذا الأمل"، موضحا أن المملكة نجحت في انتقالها الديمقراطي وأن مراحل أخرى ستلي ذلك، قبل أن يستطرد قائلا "إلا أنه لا يمكن للأسف قول نفس الشيء عن الجار الشرقي الكبير".
يذكر أن عنصرا من الجيش الجزائري كان قد أطلق السبت الماضي ثلاثة عيارات على عشرة مدنيين مغاربة على مستوى الشريط الحدودي لدوار أولاد صالح، التابع للجماعة القروية بني خالد الواقعة على بعد 30 كلم شمال شرق مدينة وجدة".
في سياق ذلك، أوضحت الحكومة المغربية في بلاغ لها أنها "تندد بقوة بهذا المس المباشر وغير المقبول لحياة المواطنين المدنيين المغاربة من طرف الجيش الجزائري، وتشجب هذا التصرف غير المسؤول والذي ينضاف إلى الأفعال المستفزة الأخرى التي تم تسجيلها في الآونة الأخيرة على مستوى الشريط الحدودي".