امرأة كردية تعادل 100 من رجال داعش"، بهذه الكلمات لخصت بيريفان ساسون، المقاتلة في صفوف المقاتلين الاكراد الذين يدافعون عن عين العرب في مواجهة عناصر داعش، المعركة المرعبة مع عناصر التنظيم على ابواب المدينة منذ نحو شهر. وكانت وكالات الانباء اعدت تقريرا عن مشاركة المرأة الكردية في التصدي لداعش مشيرة الى ان مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" جابرييل جيتهاوس لم يكن يعلم، وهو يسجل تقريرا مع نساء الأكراد البيشمركة، الذين يقاتلون "داعش"، منذ ما يقرب من شهر، انه جلس وتحدث مع الفتاة التي صارت حديث الجميع الآن..
انها بيريفان ساسون (19 عاما)، عندما تراها تظن للوهلة الأولى أنها جاءت لتسجل معها "بي بي سي" لقاء عن حماستها للمشاركة في مسابقة لملكة جمال، ولكن "بيريفان" اختارت الطريق الصعب وهو الوقوف في الصفوف الأمامية كتفا بكتف مع الرجال البيشمركة للدفاع عن أرضها وشرفها ضد غول "داعش".
التحقت بيريفان كغيرها من المئات من نساء البيشمركة الأكراد لقتال "داعش"، لم يحول كونها فتاة من القيام بدورها في الذود عن أهلها في مدينة "كوباني" الكردية السورية، حيث تشكل النساء ما لا يقل عن 30% من المقاتلين الأكراد الذين يتصدون لتقدم "داعش" في محاولته لاحتلال قرية "كوباني" الكردية الاستراتيجية بين سوريا وتركيا، وجميعهن تتراوح أعمارهن بين ال 18 وال 35 عاما.
كانت كلماتها لمراسل "بي بي سي" أشبه بنبوءة الموت فقد قالت له أنها ستنتحر بآخر طلقة من سلاحها، إذا وقعت في أيدي مقاتلي "داعش" ولن تستسلم للتنظيم الذي يشنّ حرباً جائرة على أهلها في كوباني، بحسب تعبيرها، وهو ما حدث بالفعل ففي هجوم للقوات الكردية على أحد معاقل "داعش" على مشارف "كوباني" في الرابع من أكتوبر الجاري استقبلت رئيسة الوحدة التي تقاتل فيها "بيريفان" رسالة من جهازها اللاسكلي مفادها "وداعا"، قبل أن تطلق آخر رصاصة في سلاحها وتنتحر مفضلة الموت على الوقوع أسيرة في أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي لا يحترم "الأسرى"، فقتل الرجال وباع النساء في سوق الرق، واجبرهن على الزواج من مقاتلي التنظيم.
المعلومات أكدتها وسائل إعلام تركية، وأفادت المعلومة القادمة عن تلك المعركة التي دارت بين مقاتلي البيشمركة و"داعش" أن التنظيم قتل عدة أسرى من القوات الكردية بشكل بشع بعد نفاد ذخيرتهم، وأن بعض المقاتلين قاوموا حتى آخر طلقة لديهم لينتحروا بها، كي لا يقعوا أسرى بيد التنظيم.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أفاد بأن "قيادية في وحدات حماية المرأة التابعة لوحدات حماية الشعب الكردي اقتحمت الأحد تجمعا لعناصر تنظيم "داعش" عند الأطراف الشرقية لمدينة كوباني، واشتبكت مع عناصر التنظيم، وفجرت عليهم قنابل كانت بحوزتها قبل أن تفجر نفسها بقنبلة"، دون أن يذكر اسم المقاتلة، وما إذا كانت هي نفسها بيريفان، في حين ترجح معظم الترجيحات أن تكون كردية أخرى، مع العلم أن خبر الانتحارية أثار لغطاً كبيراً حول ما إذا كانت منفذته هي نفسها بيريفان.
وكانت بيريفان ساسون قد صرحت لمراسل "بي بي سي" متحدثة عن مقاتلي "داعش": "يرتجفون عندما يرون امرأة تحمل مسدساً بينما يصورون أنفسهم للعالم بأنهم شجعان. فواحدة من نسائنا تتحلى بالشجاعة والجدارة أكثر من 100 واحد من رجالهم".