نحن نعتقد أننا نضع ملابسنا في الغسالة الكهربائية من أجل أن نزيل الأوساخ والجراثيم عنها، لكن المثير للعجب أننا عندما نخرج الملابس من الغسالة نعتقد أنها نظيفة تماما وخالية من الجراثيم، لكن بينت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة أريزونا متخصصون في علم الجراثيم أن مئات الملايين من الجراثيم المسماة E.coli تختبئ في الغسالة، وتنتقل منها إلى ملابسك. تقول الدراسة إنك إذا كنت تعتقد أن ملابسك نظيفة تماماً، وبالذات ملابسك الداخلية، حتى ولو كانت قد خرجت للتو من الغسالة الكهربائية، فأنت مخطئ، لأن ما لا يقل عن مئات الملايين من الجراثيم المسماة E.coli تختبئ في الغسالة، وتنتقل منها إلى ملابسك، ومن ثم إليك عبر لمسك هذه الملابس، التي تعتقد أنها نظيفة بعد غسلها بالماء الساخن والمنظفات الكيماوية. وتضيف "حين نضع قطع الملابس الداخلية في الغسالة علينا أن نتوقع وجود ما لا يقل عن مائة مليون جرثومة من هذا النوع على هذه الملابس، التي لا تلبث أن تنتقل إلى الحمولة التالية من الملابس فتستقر فيها، ومنها ينتقل جزء من هذه الجراثيم إليك عن طريق لمسك للملابس الرطبة". ويقول العلماء إن براز شخص بالغ ليوم واحد يحتوي على ما يتراوح بين مائة مليار وعشرة تريليونات من هذه الجراثيم التي تتواجد بصورة رئيسية في الأمعاء الغليظة. تجدر الإشارة إلى أن هذه النوعية من الجراثيم المتواجدة في الأمعاء الغليظة تقوم بدور مفيد جداً في عملية امتصاص كل ما تبقى في المواد الغذائية من فيتامينات قبل طرحها خارج الجسم، كما أنها تقوم بدور رئيسي في إنتاج فيتامين "ك". لكنها سرعان ما تتحول إلى جراثيم مسببة للعديد من الأمراض بعد مغادرتها الجسم مع البراز. والغريب أن المياه الساخنة لا تكفي وحدها للقضاء على هذه النوعية من الجراثيم، إذ أن الباحثين تمكنوا من العثور عليها في أماكن لا يمكن تصورها، حتى بالقرب من ينابيع المياه الحارة. ويوضح الباحثون أن الطريقة الوحيدة للتخلص من أكبر قدر ممكن من هذه الجراثيم تكون باستخدام المنظفات الكيماوية، وبالذات الكلوركس، فهو كفيل بالقضاء على 99% من جراثيم E.coli. فهذه النوعية من الجراثيم توجد في معظم أرجاء البيت، خصوصا المطبخ والحمام والمغاسل، ولا سبيل للحد من أضرارها سوى باستخدام المنظفات الكيماوية. لكن المتخصصين يستدركون، ليؤكدوا أن بعض أنواع الجراثيم لا يضر بل يمكن أن يفيد. وبالتالي لا يجوز أن نبقى أسرى الخوف، ونبالغ في النظافة والحرص على تعقيم كل شيء