في إطار مواكبتها لواقع العلاقات المغربية الجزائرية وما يميزه من حملة تصعيدية ضد المملكة من طرف الجارة الشرقية، استضافت قناة "ميدي 1 تي في" مساء الخميس 28 غشت الجاري، ثلاثة باحثين مغاربة في برنامج خاص اجمعوا من خلاله على ان النظام الجزائر يحاول كل مرة ان بعزف على وتر العداء للمغرب وذلك لتضليل الرأي العام الداخلي وإيهامه أن الأزمة التي تعيشها البلاد ليس مصدرها الداخل بل الخارج المتمثل في العدو المغربي.. وخلال ذات البرنامج اوضح منار السليمي، القانون الدستوري بكلية الحقوق أكدال بالرباط، الإقبال الكبير للجزائر على التسلح، وهو تسلح موجه ضد المغرب، يعد اكبر دليل على هذا العداء الذي يكنه حكام الجزائر للمملكة..
وأكد السليمي أن الجزائر ظلت تطلب من المغرب دائما الفصل بين ملف العلاقات الثنائية وملف الصحراء، ملاحظا ارتفاعا في وتيرة سرعة المؤمرات وتمويل حضور كبير للمجتمع المدني الجزائري في الملتقيات الدولية..
وأشار السليمي إلى أن الجزائر اتهمت المغرب بالضلوع في أحداث غرداية الطائفية، لأن النظام الجزائري ونخبته اعتاد أن يوجه كل التهم للمغرب سواء تعلق الأمر بأحداث داخلية صرفة أو تهريب المخدرات...
من جانبه أوضح الموساوي العجلاوي، الباحث في معهد الدراسات الإفريقية بالرباط أن ما يهدد وحدة الشعب الجزائري هو الصراع بين المالكية والأباضية، من جهة، والذي قد يمتد ليعم التراب الجزائري كله، كما يحدث اليوم في بعض دول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ظاهرة التشيع التي تنتشر بقوة داخل المجتمع الجزائري..
وفي هذا الاطار قال الموساوي العجلاوي، إن أحداث غرداية تكشف أن الصراع لم ينفجر فجأة، بين السنة المالكيين والشيعة الإباضيين، وإنما يعود إلى الفترة الاستعمارية، وهو استمرار لصراع قديم بين المذهبين، اشتد خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في 17 أبريل الماضي، مضيفا ان النظام الجزائري يريد أن يعلق هذا الصراع على مشجب المغرب، وذلك من خلال ترويج فكرة التهديد الخارجي للبلاد، والمتمثل في العدو المغربي، مشيرا إلى أن هذه "الفكرة" مجرد سيناريو محبوك يردده النظام باستمرار من أجل إيهام الرأي العام وتوجيهه، ومحاولة إقناعه أن أصل الأزمة خارجي وليس داخلي...
من جانبه أوضح عبد العزيز بلعمشي رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية، أن الحملة الأخيرة التي تقودها الجزائر ضد المغرب تأتي في سياق مسلسل الحملات والمضايقات والمعاكسات التي دأب عليها النظام الجزائري إزاء المغرب، معتبرا أن رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في نيروبي، والتي دعت إلى خلق آلية لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء تعتبر بمثابة تحول نوعي في مسلسل العداء الجزائري للمغرب.
ولم يترك بلعمشي الفرصة تمر دون ان يثير الانتباه إلى الطريقة التي تحركت بها الدبلوماسية الجزائرية مباشرة بعد الزيارة الملكية إلى مالي...