بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين. من عبد الإله خليل المغربي إلى معالي وزير الثقافة السيد محمد أمين الصبيحي. وبعد:
بكل إيجاز معالي الوزير،وأسأل: أليس من مهام وزارتكم الموقرة البحث والتنقيب عن المخطوطات وجمعها بل واقتناؤها ؟ فكيف وقد أعلمت وزارتكم بوجود مخطوطات عمرها قرن من الزمن خلفها خريج من خريجي جامعة القرويين في بداية القرن العشرين ؟ وحسب تقييمي الساذج مقارنة بتقييم خبراء الوزارة ومفكريها وكوني من المهتمين بالفكر الإسلامي وجدت بتلك المخطوطات إضافات وازنة ولمسات فكرية قل نظيرها واستدلال وبرهان وبيان يغيب حتى بمستواه البسيط والبدائي عما يقدمه لنا رواد الفكر الديني ومدعوه.
وبعد توافر المخطوطات لدى وزارتكم تقوم بتكليف الأكاديميين بتحقيقها وشرحها،فكيف وقد وصلتكم بعض ما بتلك المخطوطات من مضامين مشروحة ومحققة ومعادة الصياغة والتركيب بأساليب واضحة وبينة جعلتها صالحة للنشر؟ أم هو القول والمبدأ"وما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" وقد أعدت الصياغة كون تلك المخطوطات عبارة عن ملاحظات سريعة وإشارات خاطفة، وأجزم أن مراسلتي لم تتصفح بل وضعت على رف من الرفوف حتى تحظى بنصيبها من غبار الوزارة وأتربتها ولو كان غير ذلك لتواصلتم معي وأجبتموني ووقفتم عند ما أنقله إليكم فكم هو جدير بالدراسة والبحث، حيث أن ما ضمته مراسلتي من مضامين واضح بين يدفع كل لبيب إلى التدبر والتمعن بل يدفع إلى ذلك كل من حظي بنصيب متواضع من اللغة يمكنه من الفهم السليم – ولستم تعدمون ذلك – وكل من حظي بقدر من المنطق اللغوي يمكنه من الغوص في مكنونات الألفاظ- ولستم تعدمون ذلك- وقد أكرمني مدير مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات بمقابلة خاطفة فرضتها فرضا واستقبلني كرها وهو يتحجج بكونه مشغولا بالتحضير للمعرض الدولي للكتاب بالدارالبيضاء، ومديرنا كاتب وشاعر كما قيل لي بباب مكتبه وربما فيلسوف كذلك، بل ربما كان فنانا تشكيليا يخلط بين الألوان ويقرأ الجمال وأخذ مني مراسلتي دون أن يمهلني كي أشرح وأوضح المراد ووعدني بالنظر في أمري وكوني لا أجامل في مثل هذه المواقف صارحته أنه وارد عندي بشدة أن يكون مصير مراسلتي الإهمال والتجاهل والنسيان فقام بحركة ظنا منه أنها مطمئنة حيث قام بوضع مراسلتي داخل حقيبته المصونة وأنا على يقين أن السيد المدير قد قام بإزالة وريقاتي عند أول عملية تنظيف للحقيبة ،هذا إن لم يكن قد أخرجها من الحقيبة بمجرد انصرافي وهل يعقل أن تحمل حقيبة السيد المديرالعفيفة تهريج وشطحات المقبورين؟
غبت عنه شهورا حاولت فيها أن أصل إلى جنابكم الكريم معالي الوزير وذاك لا يكون ،فمن أكون حتى استقبل من طرف السيد الوزير؟ فارتأيت أن أعود إلى مكتب جناب المدير لعل وعسى ...فما إن رآني بباب مكتبه حتى خاطبني قائلا:لست أدري ما الذي تريده مني - كلام سوقي مقرف- فأجبته أنه لا يعرف ما الذي أريد كونه لم يكلف نفسه عناء الإطلاع على مراسلتي ولم يمهلني لأشرح له فتركني أحدث نفسي ودخل مكتبه والحق أنه حرم نفسه المتعة الفكرية إذا كان حقا كاتبا وشاعرا وأديبا ومفكرا.
فما كان مني بعد مقابلته الفظة إلا أن قصدت مكتب الضبط بالمديرية ذاتها وسجلت المراسلة حتى أقيم الحجة وأكشف السوءة ،وهاأنذا أخاطبكم معالي الوزير وأملي أن أجد من يسمعني وقد جئتكم لأقدم عطاء وتراثا حيا لا لأتلقى دعما أو توجيها وذاك ما تمليه الوطنية الحقة ولو كنت أسعى وراء حفنة من الدراهم وبعض الذكر الطيب الحسن لقصدت دور النشر وأنتم تعلمون معالي الوزير أن دور النشر لا هم لهم سوى العائد المادي فهم تجار بالدرجة الأولى وإضافات كالتي بحوزتي تحرك فضول القراء وتحمل كثيرا من الغرابة وتسقط أمورا لم يقرها نص أو منطق قد صارت من الثوابت والمسلمات بفعل التقادم وعدم توفر البديل المقنع، وتكفي جزئية واحدة حملتها المراسلة كشفت تجاوزا مذموما اقترفه جميع المفسرين والمؤولين دون استثناء من أجل التوفيق بين اللفظ والمعنى المزعوم حيث أضافوا إلى اللغة ما ليس منها حين زعموا أن معنى "عزني في الخطاب"أي"ألح علي في الطلب" في قوله تعالى في قصة سيدنا داود عليه السلام والخصمان "هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب" فالعرب لم تستعمل الفعل هذا الإستعمال قط وقد جاء في جميع المعاجم أن عزه في الخطاب بمعنى أفحمه بالحجة والدليل، أتى مفسرونا ومؤولونا جميعهم هذا التجاوز وقد دفعهم إلى ذلك دفعا تحرجهم من وضع علامة استفهام فيقرون بعجزهم عن إدراك الكنه ويكونون بذلك قد حثوا على الإجتهاد مع تبيان موضعه وإبراز حقله، وهم يرون وضع علامة استفهام عيبا ونقصا وقصورا والعيب كل العيب والقصور الذي ما بعده قصور والعوار المحرج والمخزي أن نقول من أجل القول فقط دون مراعاة أدوات الإشتغال من منطق ولغة ولكم معالي الوزير أن تطلعوا وتحكموا ما الرصين والمعجز ،غير أن الغريب المؤسف أن يصلكم التفسير الحق للنص الديني المعتمد من أجل القول بجواز زواج القاصرات ويهمل ولا يلتفت إليه، صدمت حقا . ولكم معالي الوزير أن تطلعوا وتحكموا ما الرصين والمعجز هل ما أثبته جميع المفسرين والمؤولين أم صاحب ما بحوزتي من مخطوطات وهو النكرة المقبور رحمه الله تعالى وأحسن إليه وأثابه حسن الثواب.
لكم واسع النظر معالي الوزير ولا تؤاخذوني على ما حملته رسالتي من ألفاظ قد يرى فيها غير المنصف صاحب الشطط أني غير لبق وغير مؤدب والحقيقة أنه بسخريتي حينا ودعابتي حينا آخر أروح عن نفسي وأوفر لها شحنات من الصبر والتحمل تساعدها على مواصلة المسير.تقبلوا فائق الإحترام والتقدير والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته.
أضع بين يدي جنابكم الكريم معالي الوزير نسخة مما بلغ وزارتكم الموقرة وجهلته وغفلت عن مضامينه وما فرط من استدرك فتاب وأصلح... كما أحيطكم علما أني تواصلت مع جهات عدة – ستجدون ما يثبت ما أزعمه في آخر المراسلة - كان أولها المجلس العلمي المحلي لمدينة الرباط فكان التجاهل فقصدت المجلس العلمي الأعلى ولقيت مراسلاتي نفس المصير، فتوجهت نحو الرابطة المحمدية للعلماء وقابلت فتى يمارس نشاطا بقسم البحث والمخطوطات وشرحت وأسهبت كما قابلت السيد المدير غير أنه تعذر علي مقابلة السيدالأمين العام ولا جديد يذكر، فما كان مني إلا أن كلفت نفسي وقصدت مقر مجلة "إحياء "التابعة للرابطة وقابلت السيد عبد السلام الطويل الرجل اللبق بكل صراحة ولا تعنيني اللباقة بقدر ما تعنيني المهنية، وما سردته نقطة في كأس حيث راسلت جهات عدة ولا من مجيب وتراهم يتهافتون على التفاهات إذا نطقها من صار شيخا سنا وحفظا.
فقلت ربما كان المغاربة لا يصفقون لعمل فكري إلا إذا صفق له المشارقة فبلغت مقالتي مقر"الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين" ومدير مكتبهم الإعلامي ببيروت بل أبغتها كذلك إلى مكتبهم بالقاهرة وتونس ولا من مجيب وقد أسمعت لو ناديت حيا.فقلت في نفسي أنه لا بد لي من نشر بعض ما بحوزتي ذاك هو الباب الرسمي للصدع بما أعتقده إضافات وازنة فما كان مني إلا أن راسلت مجلة الوعي الإسلامي وقمت بمتابعات عبر الهاتف كما جرت العادة فوجدتهم من "النظائر" وتحدثوا عن سياسة التحرير وضوابط النشر .فعدت مرة أخرى ألف بجانب شيخنا الجليل يوسف القرضاوي وراسلت مدير مكتبه فحول مراسلتي السيد المدير الذي صار مديرا سابقا لمكتب الشيخ إلى المدير الجديد لمكتب الشيخ فنسيت كما هي العادة ، ولم أيأس بل تواصلت مع مدير " مركز القرضاوي للوسطية والتجديد " وأخبرته الأمر وكان الواقع المرير.عدت مرة أخرى إلى أحضان الوطن وقلت : لم لا أعرض ما تعلق بزواج القاصرات على منظمة أو جمعية حقوقية فكم نراهم يدافعون عن القاصرين والقاصرات وقد انفطرت قلوبهم إشفاقا على القصر؟ تواصلت مع رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الأستاذ أحمد الهايج فأرشدني جزاه الله خيرا وذاك أقصى ما يمكن للرجل فعله ،دلني على فضيلة الأستاذ أحمد عصيد ومنحني رقم هاتفه فاتصلت وأخذت عنوانه الإلكتروني وراسلته ولا زلت أنتظر ...فماذا أقول وماذا أحكي ؟ معرة ومسبة، اللهم أصلح الحال . ...................................................................
سلام الله عليكم، الصياغة ليست كما أوردها صاحب المخطوطة حيث كان رحمه الله يثبت إشارات سريعة وملاحظات خاطفة قد أعدت صياغتها وآمل أن أكون قد وفقت وأحسنت.
الحقيقة الغائبة : القول الفصل حول زواج القاصرات
يقول جل من قائل في سورة الطلاق:" واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا" فهم علماؤنا الأجلاء وفهموا فقط من قوله تعالى" واللائي لم يحضن" أنهن الصغيرات اللائي لم يبلغن بعد ولم يسبق لهن أن حضن ،ومن باب الأمانة العلمية أشهد بالسبق لرجل مجتهد فهامة وأقدر رأيه إذ وضع" ذوي الإختصاص وأهل الإجتهاد" على الطريق وقدم لهم ما يعينهم على كشف اللبس واستنباط المعنى الحق لقول المولى عز وجل" واللائي لم يحضن" وحسب الرجل العالم أنه قد صرف المعنى إلى حقيقة طبية إذ ذكر أن معنى اللفظ القرآني محل الدرس يعني فئة من النساء لا تحيض على الإطلاق سواء كن صغيرات أو بالغات أو يائسات . وقوله مردود عليه إذ لو كان المعنى المراد من اللفظ كما قال لجاء النفي ب"لا" النافية فيكون اللفظ القرآني "واللائي لا يحضن" بدلا من" واللائي لم يحضن" . والحقيقة الغائبة تكشف بما يلي :وأعجب كيف غفل عنه الدارسون والمتدبرون؟
ذكر الحق المبين ثلاثة أصناف من النساء: الصنف الأول هن اللائي يئسن من المحيض والصنف الثاني هن اللائي لم يحضن ،أما الصنف الثالث فهن أولات الأحمال. لنفكك الأصناف الثلاثة على الشكل الآتي:
الصنف الأول: (اللائي يئسن من المحيض) هن البالغات المتقدمات في السن اللواتي سبق لهن أن حضن وطهرن وحضن وطهرن وحضن وطهرن و.... وحل موعدهن الموالي غير أنهن لم يحضن وانتظرن الموعد الموالي وكان أن لم يحضن وموعد ثالث ورابع وخامس و... فيئسن من المحيض وعشن مع أزواجهن بعد ذلك فترة من الزمن وهن من اللائي يئسن من المحيض ، فعدتهن ثلاثة أشهر إذا حصل الطلاق.
الصنف الثاني:( اللائي لم يحضن) وهن البالغات اللائي لم يحضن بعد طهرهن الأخير وربما حل موعد حيضهن الموالي ولم يحضن كذلك غير أنهن لم ييئسن بعد من المحيض وظنهن - وذاك ما يحتمل- أنهن حوامل أو أنهن يعانين من اضطراب كان سببا في كونهن لم يحضن،أو أنهن قد بلغن سن اليأس.
الصنف الثالث:( أولات الأحمال) هن من لم يحضن فكان ظنهن كالصنف السابق أي كاللائي لم يحضن وحصل أن تأكدن من أن الحمل قد وقع فعلا ولسن يعانين اضطرابا كان سببا في كونهن لم يحضن أو أنهن قد بلغن سن اليأس.فعدتهن إن طلقن أن يضعن حملهن.
سؤال: ألم يبرز نسق ما نتيجة هذا التفكيك أو التحليل؟ جواب من يبصر يجيء فيه: بلى ،برز نسق تصاعدي وظهر ما يفيد في تبيان المراد الإلهي ،نسق أو ترتيب تصاعدي متعلق باحتمال وقوع الحمل الذي من أجل تبين وقوعه من عدمه تعتد النساء ، والخلاصة كالآتي: الصنف الأول (اللائي يئسن من المحيض)احتمال وقوع الحمل عندهن ضعيف جدا جدا جدا. و الصنف الثاني أي:( اللائي لم يحضن) فاحتمال كونهن لم يحضن لأن الحمل قد وقع هو احتمال وارد . أما الصنف الثالث أي: ( أولات الأحمال) فقد وقع الحمل فعلا ولا مجال للحديث عن الإحتمالات.
ويأتي الإثبات الدامغ بما يلي:
سؤال: إذا كان المراد الإلهي من قوله جل من قائل:" واللائي لم يحضن" هن الصغيرات اللائي لم يبلغن بعد، أما كان الأولى أن يأتي اللفظ القرآني كالآتي:" واللائي يئسن من المحيض من نسائكم واللائي لم يحضن إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا"؟ جواب العاقل يجيء فيه: بلى، إذ اللفظ الذي ذكرت يلزم الدارس المستنبط للأحكام أن يلحق الصنف الثاني "اللائي لم يحضن" بحكم الصنف الأول" واللائي يئسن من المحيض" وتكون عدة الصنفين معا ثلاثة أشهر، وقد فصل الحق المبين بين الصنفين بقوله" من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر" وحمل الفاصل حكم الصنف الأول حتى يتسنى للدارس المستنبط أن يلحق الصنف الثاني ،أي" اللائي لم يحضن" بالصنف الأول" اللائي يئسن من المحيض" إذا تبين أنهن لم يحضن كونهن قد بلغن سن اليأس وتكون عدتهن ثلاثة أشهر،أو يلحقهن بالصنف الثالث" أولات الأحمال" إذا تبين أنهن لم يحضن لأن الحمل قد وقع ويصير أجلهن أن يضعن حملهن.
والله تعالى أعلم وفهم العاقل أسلم، ولمن ساءه حديثي من علمائنا الأجلاء ورآني أحرم ما أحل الله وأنتزع من العباد حقهم في متعة أحلها الخالق فليجب وليسهب دون أن "يروعني" أو "يدهشني" بما ألفه السادة العلماء من قبيل قولهم" قال فلان.." أو"أثبت فلان.." وإن فعل فما عليه إلا أن يسرد الحجج والأدلة والبراهين التي رصع بها"فلان الموحى إليه" رأيه وإفادته ،شيخه الذي يأخذ عنه كل أقواله وآرائه وهو شيخنا - أتكلم باسم العامة لا بضمير" نحن"- الذي نرى أنه من حقنا بل وواجب علينا مراجعته وكشف "تجاوزاته و أخطائه" ،أما إن حمل رد من غيور على الدين والأمة عبارة من تلك العبارات دون إرفاقها بما استدل به "الشيخ الحجة" فسأجيب عند قول الغيور" قال فلان.." بقولي" من يكون فلان الذي ذكرت ؟" من باب الجدال وليس "فلان" أعزه الله وأكرمه وأثابه حسن الثواب بالنكرة عندي والحق أني أعرف لأعلام الأمة قدرهم وقيمة اجتهادهم وإسهامهم الفكري أكثر من كثير من المتكلفين الذين يبدون غضبا وامتعاضا حين ينكر أحد المعتزين بالعقل الذي كرمنا به الخالق قول رجل صالح من السلف المبدع غير أنهم لا يرقون عندي إلى درجة أن تصير كل آرائهم وأقوالهم حجة تقبل وتهضم ولا تنتقد فترد عليهم مخافة أن يشملني قول المولى عز وجل: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله".
من غرائب حال الفكر وشطط المفكرين الرواد: إشارة قرآنية واضحة للثورات العربية الراهنة
لست من المختصين في علم تفسير وتأويل القرآن الكريم أو أي فرع آخر من فروع العلوم الشرعية ولكن لي قول ورأي في جزئيات معينة،رأي أعتقده صوابا يقبل حتما الإضافة وأرى رأي غيري فيما تعلق بتلك الجزئيات خطأ لا يحتمل الصواب قطعا. من وقت لآخر أقوم بصياغة مقال أبرز فيه بعضا مما يصنف عندي من الإعجاز القرآني والبيان الرباني وأضعه بين يدي فقيه مجتهد أو منبر إعلامي فاعل أو مؤسسة تخدم الفكر الإسلامي – أو كذلك يعتقد القيمون عليها ويصرحون – وكلهم، الفقيه المجتهد والمنبر الإعلامي الفاعل والمؤسسة الخادمة تنويريون يدعمون المبدعين ويشجعون المفكرين الشباب المبتدئين ويتبنون باكوراتهم الفكرية ومنهم من يتحمل نفقات النشر ، طبعا بعد التصرف والتعديل والتصحيح من قبل شيخ جليل أو لجنة يشرف عليها شيخ جليل نفعنا الله بعلمه، وقد ساءني أن وجدتهم جميعهم أول ما يسألون عنه ما يسمونه الخلفية الأكاديمية والأمر خلاف ذلك ،نعم الخلفية الأكاديمية ضرورية لمن أراد التنظير في علم الفيزياء النووية أو خبايا البرامج المعلوماتية أما الدارس المتدبر لكلام الخالق سبحانه حسبه نصيب من اللغة يمكنه من الفهم السليم للنص الديني وحظ وافر من المنطق اللغوي يكون مصفاة تسقط داخل الإناء ما هو بيان معجز وتبقي ما عداه مما يبدو حشوا ولغوا خارجا، وللمتمتع بما سبق القدرة على التقييم الصحيح إن ضرب بعرض الحائط صفات القدسية التي ألصقت بعلماء السلف وصار يحتج بقولهم " قال فلان القطب كذا وكذا" أو "عند المالكية كذا وعند الشافعية كذا ولا يبينون من أين للمالكية كذا وكذا"صارت أقوال الشخوص نصوصا دينية شأنها شأن القرآن كلام الخالق العليم وكلام من لا ينطق عن الهوى الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام ،هذا وإن حظي وأكرم المتفكر والمتدبر لكلام الخالق سبحانه بشيء من التوفيق الإلهي أبدع وأتى بجديد يضاف أما صاحب الخلفية الأكاديمية فله أن يتقدم من أجل تحمل مسؤولية إدارية أو وظيفة تربوية تعليمية يلقن من خلالها ما حفظه وليس يستطيع تجاوزه لطلبته أو مريديه .
آخر تواصل لي كان مع رجل حسبه تواضعه ، سمعت عن تواضعه قبل رؤيته وكان واردا عندي أن يكون تواضعا متكلفا مصطنعا فوجدت التواضع من طبع الشيخ غير أنه تواضع اجتماعي أو معاملاتي إن صح تعبيري ولو كان تواضعا فكريا لكان الشيخ أكمل وأعلم، و الشيخ الجليل سبق له أن شرفني باطلاعه على بعض مقالاتي ولم يستحسن منها شيئا البتة، مع أنها جميعها تحمل إضافات جديدة تعد سبقا بالمقاييس الحقة والمنصفة ، وبعد التحية والسلام شكرت للشيخ كلام حق صادق تفضل به على شاشة إحدى القنوات الفضائية حول الثورات العربية المباركة ومقاومة ومقارعة الإمام الظالم رغم أن حديثه كان كله إحالات على فتوى الأزهر ، فتوى العصر كما سماها الشيخ ، بعدها كشفت له عن خطأين شائعين وتجاوزين فاضحين صارا راسخين كالمسلمات بفعل التقادم وعدم توفر البديل الصواب وكنت أكاد أجزم أن الشيخ هذه المرة سينصفني ويصفق لي، وصفق الشيخ أثابه الله لكن ليس احتفاء بي وتعبيرا على قوة إنجازي ولكن صفق الشيخ زاجرا إياي ناصحا لي كالعادة وداعيا الله لي بالتوفيق والسداد، الخطأ الأول الصواب عند الشيخ وجميع العلماء وطلبة علمهم ترديد الشيوخ سامحهم الله قول " محمد بن الحنفية "ينسبون الرجل لأمه مع علمهم أن أباه هو الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ويحفظون قول الخالق عز وجل" ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما"وأخبرت الشيخ أن نسبة محمد بن علي بن أبي طالب لأمه بدل أبيه رضي الله عنه لفظ يخدم ملوك بني أمية ومن بعدهم ملوك بني العباس إذ أنهم بدل أن يقارعوا رجلين الحسن والحسين رضي الله عنهما ومن بعدهما ولديهما سيقارعون ثلاثة رجال ومن بعدهم ولدهم إن غلب في تخاطب الناس محمد بن علي بن أبي طالب بدل محمد بن الحنفية فبنسبة الرجل لأمه تتقلص فرص حشده لأنصاره والخروج على السلطان ومن بعده ولده رحمهم الله، وتحفظت على القول أنه ما كان لأولئك الملوك أن ينالوا مرادهم لولا أن أعانهم بعض علماء المذهب ال سني بتثبيت اللفظ وعلماء آخرون بالصمت رغم علمهم بالمراد السياسي الخبيث ، وعلماء آخرون غافلون يحفظون قول الخالق ويفقهون معناه ويقلدون كبراءهم ، التقليد ولا شيء يعلو على التقليد، تحفظت على قول ذلك تفاديا لغضب الشيخ ، والخطأ الثاني الصواب عند الشيخ طبعا التجاوز المذموم لجميع المفسرين عند تناولهم قول الخالق جل من قائل في قصة نبي الله داود عليه السلام والخصمان "هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب" زعم المفسرون أن معنى "عزني في الخطاب " أي ألح علي في الطلب والعرب لم تستعمل الفعل هذا الإستعمال قط والمعاجم المعتمدة موجودة وحاضرة وكلها جاء فيها :عزه في الخطاب إذا أفحمه بالحجة والدليل فكيف للمفسرين أن يضيفوا للغة ما ليس منها إذ أن معاني واستعمالات مفردات القرآن الكريم هي ما عناه بها العرب قبل نزول الوحي وليس لنا التجاوز والإضافة ،والحق سبحانه وتعالى يقول: "وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين" . هاكم المقالين بصيغهما و رد الشيخ ، يأتي بعد ذلك تعقيبي على رد الشيخ الجليل وإيضاحي لما تعذر على الشيخ إدراكه.
الخصمان ونبي الله داود عليه السلام
المفسرون جميعهم زعموا أن "عزني في الخطاب" بمعنى ألح علي في الطلب،والعرب لم تستعمل الفعل لهذا المعنى قط،ولكم أن تعودوا إلى المعاجم العربية المعتمدة وكلها أوردت معنى"عزه في الخطاب"بمعنى أفحمه بالحجة والدليل وضعوا للفعل معنى واستعملوه استعمالا لم تقل به العرب قط ،فأخذوا اللغة من القرآن بدل أن يفسروا نصوص القرآن بلغة العرب ، وما ضر المفسرين العظام حمد الله لهم كرائمهم وتجاوز عن زلاتهم لو وضعوا علامة استفهام وأقروا بجهلهم كنه هذه الجزئية وكانوا بذلك قد حثوا على الإجتهاد بل وحددوا موضعه وأبانوا حقله ،والأمر هنا بسيط جدا لكنه يحتاج إلى أن يأتي الدارس بمعلومة غائبة لم يرد ذكرها في النص - وهنا مكمن الإبداع- وبها وبها فقط يزول اللبس والغموض والمعلومة الغائبة في حالتنا هاته ما هي إلا الزكاة المفروضة ،كيف؟ المدعى عليه له تسع وتسعون نعجة والمدعي له نعجة واحدة ،قال له خصمه هبنيها حتى أتمم بها مائة نعجة وعزه في الخطاب أي أفحمه بالحجة والدليل بحيث لا يسع صاحبنا إلا أن يقدم نعجته الوحيدة والهزيلة لا ريب لمن يملك مائة إلا واحدة ،فإن فعل ألزم صاحبه بإخراج نعجة فوق العدد الذي كان ملزما بإخراجه عن نعاجه بدون نعجة صاحبه أو قد يكون نصاب زكاة النعاج عندئذ مائة نعجة والنعجة الوحيدة هي المحددة أيعفى من الزكاة إذ أن العدد لم يبلغ النصاب أو يلزم بإخراج نعجة إن هي أضيفت إلى نعاجه وللباحث أن يفتش عن نصاب زكاة النعاج أيام سيدنا داود عليه السلام، وبينهم وبين موعد إخراج الزكاة أيام فاستحق بذلك زكاة صاحبه ونال نعجة من أوسط ما يكون أي أفضل و أسمن من نعجته لكون نعاج صاحبه فيها الهزيلة والبين بين والسمينة والزكاة تخرج من أوسط ما يكون، فلو فعل ووهب صاحبه النعجة وتمم المائة لنال نعجة أسمن من نعجته ولأعفى نفسه أياما من القيام عليها،فما ضره إن فعل ،أوليس قد عزه في الخطاب وأفحمه بالحجة والدليل؟
لا تؤاخذوني فضيلتكم على ما تحمله المقالة التالية من ألفاظ لكوني صغتها صياغة تناسب مراسلاتي لبعض المجلات المتخصصة والمتميزة بتعاملها مع الأسماء لا مع الأفكار.
تداركوا واستغفروا أو أوضحوا ولا تطنبوا
قرأت في الذكر الحكيم قوله جل من قائل "ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما" قرأت قوله عز وجل وسمعت علماء الأمة ودعاتها وطلبة علمهم يدعون محمد بن علي بن أبي طالب رحمه الله ورضي الله عن أبيه الإمام، سمعتهم يدعونه لأمه الحنفية رحمها الله، نعم يشرفه أن يدعى لأمه الحنفية والإثم على من يدعوه لأمه إذا تعمد قلبه أمرا مضمرا،غير أنه يشرفه أكثر ويعزه أكثر وتقر به عينه وذاك حق له علينا كما هو حق لغيره أن نقرن اسمه باسم أبيه الإمام البطل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. سمعتهم يقولون محمد بن الحنفية فقلت: أما من شيخ رشيد يردهم عن شططهم ولا محالة الشيخ الرشيد يحفظ قوله عز وجل قبل أن أولد بل كنت مجرد فكرة عند أبي وأمي رحمهما الله،ثم استدركت وقلت: ربما كان هناك ما لا أعلمه إذ أنني لست من أهل الإختصاص، ربما كان هناك ما درسه أهل الإختصاص وأفاضوا فيه وتناولته الأطروحات والرسائل ويخفى عني لكوني مجرد متطفل على ميدان ليس لي ،فليوضح لي أهل الإختصاص رجاء وخير الكلام ما قل ودل، أما إن كان الأمر كما رأيت فليستغفروا ربهم وليدعوا الرجل لأبيه الإمام رضي الله عنه فهم قد خالفوا أمر الخالق، واحدة والثانية أضاعوا وما زالوا يضيعون وقت مريديهم إذ غالبا ما يقال" محمد بن الحنفية"ثم يتبع بتعيين أبيه الإمام ولا أستغرب إن كان هناك من يعتبر ذلك إسهابا لا مضيعة للوقت.
رد الشيخ الجليل
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ العزيز ....... حفظك الله وسددك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا على صلتك وفوائدك. وإليك بعض الدردشة حول ما أثرته في رسالتك.أما المسألة الأولى: سيدنا داود وقضية النعاج، فقد فسرتها كعادتك بفكرك الجوال الطليق، ولكن ليس بالفكر وحده، وليس بالفرضيات الطريفة يتم التفسير. استحضرْ دائما مقولة عمر رضي الله عنه: من أين لك هذا؟ فهي قاعدة صالحة في العلم والفكر، كما هي صالحة في المال والكسب. أما مسألة محمد بن الحنفية، فملحظك فيها وجيه سديد، وتفسيرك لها بالغرض السياسي الأموي محتمل وليس بغريب. ولكن مما يؤخذ بالاعتبار كذلك أن العلماء والمؤرخين وكتاب التراجم، ليسوا هم من يحدد للناس أسماءهم وأنسابهم وألقابهم وكُناهم، ويلصقها بهم، وإنما هم يستعملون ما اشتهر منها بين الناس وما عرف به الأشخاص في مجتمعاتهم. فإذا استعمل الناس اسم "محمد بن الحنفية"، وشاع بينهم وغلب في استعمالهم وتخاطبهم، كان العلماء مضطرين لاستعماله.. لكن مع التنبيه ... وربما كان استعمال الناس تلك الصيغة بريئا عفويا، لكونه ينطوي على فائدة عملية وهي التمييز والتعيين الواضح. وربما اندس في ذلك غرض غير بريئ كالذي أشرتَ إليه. وفي جميع الأحوال فالعلماء يحكون أمرا واقعا لا يمكنهم تجاوزه. ومثل هذا يوجد في قولهم: الأقرع... والأعرج ... والأعمش... وابن جماعة... وابن أبيه.
تعقيبي على رد الشيخ:
أما المسألة الأولى: سيدنا داود وقضية النعاج، فقد نبهني فضيلته مشكورا إلى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "من أين لك هذا" وقال أنها صالحة في العلم والفكر كما هي صالحة في المال والكسب، أما كان الأولى أن يتنبه شخصه الكريم إليها وقبله شيوخه وقبلهم شيوخ وشيوخ وجميع المفسرين والمؤولين ، فمن أين لهم بالمعنى الذي أثبتوه لقول المدعي "وعزني في الخطاب" إذ زعموا أن معناه" ألح علي في الطلب" والعرب لم تستعمله هذا الإستعمال قط، فقد أضافوا إلى اللغة ما ليس منها وكان يجدر بهم أن يضعوا علامة استفهام مكان لغطهم ويقروا بجهلهم كنه هذه الجزئية ،أضافوا إلى اللغة ما ليس منها من أجل التوفيق بين اللفظ والمعنى المغلوط والخالق جل من قائل يقول: "قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" وقوله تعالى "بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" فأين يا ترى المعنى المثبت المزعوم من لغة العرب ؟ أليس ذلك من العوج؟
كما ذكر فضيلته أني أفسر بفكر جوال طليق – وما يمنعني من ذلك ما دمت داخل الإطار ،من يقيدني؟ فما وجد الفكر إلا ليجول ويسرح– وليس بالفكر وحده وليس بالفرضيات الطريفة يتم التفسير !!! أجيب فأقول أن تلك الفرضية ، أي إخراج الزكاة كانت مفروضة على بني إسرائيل أيام وقوع الحادثة إذ يقول تعالى في سورة البينة " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة"أمروا بنصوص التوراة أو الزبور والتوراة سبقت الزبور والزبور جاء به داود عليه السلام والحادثة في عهد داود عليه السلام وبالتالي فرضيتي متكاملة الأركان فهي واردة ومحتملة عكس استحالة أن تكون العرب قد استعملت الفعل "عز" ليفيد المعنى المتوهم ، زد على ذلك أنه باعتماد فرضيتي نحافظ على المعنى الذي أرادته العرب بعبارة " عزني في الخطاب" أي "أفحمني بالحجة والدليل".
كما أنه وبقبول ما ذهبت إليه نجعل دلالة القصة ومرماها أكثر نفاذا إلى القلوب والعقول ، فقولنا بما رآه السلف الصالح والخلف الغافل وهو مثبت بجميع التفاسير دون استثناء يضع سيدنا داود عليه السلام قد تجاوز بأن تسرع فأصدر حكمه دون سماع المدعى عليه مع بقاء حكمه الصادر عادلا لا يشوبه شطط "إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ. إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ..."أما إن نحن أخذنا بإضافتي كان سيدنا داود عليه السلام قد تسرع في إصدار حكمه دون سماع الطرف الثاني مما جعله يخطئ في حكمه ولو سمع من المدعى عليه لحكم له فكان حكمه الأول شططا. وهذا الوجه للقصة أبين وأكمل في إبراز المراد الإلهي من القصة ألا وهو:"لا والشطط في استعمال السلطة" .
أما بالنسبة لمسألة "محمد بن الحنفية" فقد ذكر فضيلته أنه علي أن آخذ بعين الإعتبار أن العلماء والمؤرخين وكتاب التراجم ليسوا هم من يحدد للناس أسماءهم وأنسابهم وألقابهم وكناهم ويلصقها بهم وإنما هم يستعملون ما اشتهر منها بين الناس ، أجيب فأقول : أنا لا يعنيني المؤرخون وكتاب التراجم فالمؤرخ لا أنتظر منه أن يمتثل لمعنى "آية" في كتب التاريخ ينهاه مضمونها عن دعوة المرء لغير أبيه ولا كتاب التراجم، أما العلماء فدستورهم القرآن فكيف لهم أن يسايروا العامة مثلي ويسقطون في منهي عنه فهم في ذلك كمن قال" بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون" وأين نحن من قول الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام "لا يكن أحدكم إمعة..."لقد غير محمد عليه الصلاة والسلام ،قدوتنا وأسوتنا عقيدة أمة ويعجز علماء الأمة عن تغيير اسم بتصحيحه!!! كما أن فضيلته تفضل بقوله أن نسبة محمد إلى أمه الحنفية رحمهما الله ينطوي على فائدة عملية وهي التمييز والتعيين الواضح أي تفاديا أن يفهم السامع إن سمع "محمد بن علي بن أبي طالب" أن يعتقد أنه حفيد رسول الله لعلمه المسبق أن فاطمة الزهراء رضي الله عنها زوج الإمام علي كرم الله وجهه. أقول للشيخ الكريم أني لم أجد في القرآن الكريم أو ما صح عن الرسول الكريم نهيا عن هذا الخلط أو أمرا بالعمل على تجنب هذا الخلط وما ضرني لو كان؟ إنما وجدت نهيا عن نسبة أي كان لغير أبيه فلزمت أمر الخالق.
كما أن فضيلة الشيخ رخص لنفسه وللعلماء ومن تم للعامة مثلي نسبة الرجل لأمه مادمنا مضطرين لذلك – أعني أنه مضطر لذلك هو وصحبه العلماء أما العامة فهم تبع لا غير وقد كان الأعراب يشيرون على الرسول الأكرم فينزل عند رأيهم عليه الصلاة والسلام – أجيب فأقول: وما يمنعنا من عكس الأمر ؟ ما ضر علماءنا الكرام لو نسبوا الرجل لأبيه الإمام وأتبعوا ذلك بالتنبيه على أن أمه "الحنفية" ما ضرهم لو قالوا "محمد بن علي من أمه الحنفية" فنكون بذلك قد تجنبنا إتيان نهي رباني وبينا أن محمد بن علي بن أبي طالب ليس حفيدا للرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام ، أم هو التقليد ولا فكر يعلو على التقليد؟
وقد سبق في تواصل سابق أن كشفت للشيخ عن وجود إشارة قرآنية للثورات العربية المباركة ، وحين سألته هاتفيا عن رأيه حول الإشارة وتقييمه للخاطرة قال أنها إشارة لطيفة بنبرة تحمل شيئا من السخرية فما كان مني إلا أن قاطعته رغم أني أجيد الإستماع وذكرته بما صفقوا له عندما شرع الصهاينة في بناء الجدار العازل وقالوا بخصوص قوله تعالى" لا يقاتلونكم إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر" أنه إعجاز غيبي للقرآن الكريم وكأن الجدار العازل سيرد عنهم الصواريخ الموجهة أو غارات الطائرات المقاتلة ومما يمتلكه محيطهم من عتاد عسكري لا صواريخ أو طائرات خارقة بتكنولوجيا عالية، ثم عند اجتياح الصهاينة لمناطق محيطة معينة غير ما مرة، أين قراهم وجدرهم بل ويصلون إلى أبعد من ذلك كما حصل في تونس،قصف واغتيال،إنما كانت القرى والجدر أيام الدعوة المحمدية حيث أخبر الحق سبحانه رسوله الكريم وصحبه الأشداء تخوف اليهود في منازلتهم في العراء ،في الصحراء الواسعة وكذلك كانت بعض حروب العرب وبديهي أن القتال خارج الديار،في الصحراء الواسعة كان دلالة على شجاعة وإقدام وجرأة المقاتلين.
أخي القارئ، بعد ما تقدم وبعد تواصلي مع علماء معترف لهم بأنهم أهل للإجتهاد المطلق- تصنيفات يرفضها المنطق السليم - و مفكرين كبار وكانت النتيجة شبيهة وربما أدمى للقلب حار عقلي وتاه فكري ولست أدري ما الفكر وما نوع الفكر الذي يستحسنه الرواد ؟ وما نوع الإستدلال والبرهان المقنع المفحم عند علمائنا الأجلاء ؟ وبأي منطق يشتغلون ،هل هو هو المنطق الذي يمكنني من حل مسألة رياضية أو الفوز في مباراة شطرنج هذا إن لم يعزروني على لعب الشطرنج ،أم للمفسرين والمؤولين والدارسين لكلام رب المنطق والبيان من أهل الإختصاص منطق آخر لا بد لي من شيخ أو شيوخ وبأوراد معينة وصبر ومثابرة حتى أناله ؟لك أن تحكم أخي القارئ ! والإشارة القرآنية السالفة الذكر هي كالآتي:
إشارة قرآنية واضحة للثورات العربية المباركة
كثيرا ما يكشف عن إشارات قرآنية لوقائع محددة أو حقائق علمية ...بل في أحايين كثيرة تؤخذ الإشارة من حسابات تصير دقيقة عند تواترها والتأليف بينها وإن أخذت بداية من فضاء العشوائية وذلك في إطار ما يسمى "الإعجاز العددي للقرآن الكريم"، وقد وردت إشارة قرآنية واضحة للثورات العربية الراهنة كم كانت جديرة أن أسبق إليها، إذ يقول جل من قائل في سورة النور الآية 35: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ، الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ، الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ، يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ، نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) لندع أول الآية ففحواها لم يتبلور عندي بعد وإن كنت أمسك بطرف الخيط ولم يمنعني من بلورته وإيضاحه إلا الكسل –أعوذ بالله منه- زيادة على كون ما سيأتي يكفيني لأن آخذها كإشارة ربانية وحر من يردها علي ،فلنأخذ قوله عز وجل: " الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ، يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ، نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
معلوم أن ثمار الزيتون ينحصر وجودها في حوض البحر الأبيض المتوسط ، وله ضفتان: جنوبية وشمالية ، ولنا أن نقول أن فلسطين ولبنان وسوريا ونصيب من أرضي مصر وتركيا تمثل الشرق ، كما أن المملكة المغربية و إسبانيا تمثلان الغرب، أما تونس الخضراء فلا هي بالشرقية ولا هي بالغربية بل تتوسطهما ويقابلها في الشمال إيطاليا وهي كذلك ليست بالشرقية وليست بالغربية ،وبعد هذا المدخل تكون الإشارة الربانية كالتالي: الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ : الزجاجة إشارة إلى الثورة، رفض الظلم و الإستبداد والتطلع لواقع جديد وحكم رشيد،ولنا أن نقول أن الزجاجة تشكل إطارا واقيا للمصباح موفرا له بذلك ظروف أداء مهمته،كذلك الثورة تؤطر الجماهير وتنظمهم،،، ولنا أن نربط بين الثورة والزجاجة وسنجد الكثير مما يجمع بينهما ويخدم الفكرة والغاية من الربط بين هذه وتلك.
يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ : أي أول حلقة من حلقات مسلسل الثورات المباركة حلقة ثورة تونس الخضراء فلا هي بالشرقية ولا هي بالغربية ، سيقول قائل كريم: إيطاليا كذلك لا هي بالشرقية ولا هي بالغربية وقد سبق لك أن أقررت بذلك فيما أسلفت ، أجيب المتسائل الفاضل أو الملاحظ الناقد أنني أسقطت إيطاليا لأن المبين سبحانه يقول" شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ " وخير ما يبارك به العقيدة الصحيحة وهذا لا ينطبق على بلدان الضفة الشمالية اللهم إلا على تركيا غير أنها شرقية.
يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ :تنتقل الثورة إلى أمصار أخرى دون تنسيق، دون تأطير و دون تنظير إذ عادة ما يبرز قبل و إبان الثورات مفكرون ومنظرون ينظرون و يحرضون ويشحنون الجماهير ذاك ما لم يحصل في ثورة تونس المباركة و انتقلت الثورة إلى مصر دون تنسيق بين نخب البلدين ودون أن يقوم منظرو ثورة تونس- المنعدمون أصلا – بتصدير مبادئ ثورتهم.
وما الزيت الذي يكاد يضيء إلا شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"
وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ :يضرب الله الأمثال فتتضح الإشارة فقد سبق في علمه سبحانه وتعالى ما يقع وما سيقع والله بكل شيء عليم.
وزيادة في تأكيد وتثبيت الإشارة أنصح الإخوة الباحثين بالتنقيب عن إعجاز عددي موجود لا محالة ، كأن مثلا ، مثلا نأخذ قوله عز وجل " يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ " ونقوم بإحصاءات حول عدد الحروف أو الآيات أو ما شاكل من مطلع السورة إلى حدود كلمة"مباركة" أو "زيتونة" والكلمتين دلالة على تونس الخضراء ومعلوم خطوط الطول والعرض الوهمية المتعلقة بتونس وأنا على يقين من وجود ما يدعم قولي ليس في هذه الناحية بالضبط وبهذه الإعتبارات ولكن في غيرها مما يماثلها، أخيرا أقول أنه بالأخذ بما سبق واعتبار الآيات إشارة قرآنية للثورات العربية الراهنة والمباركة نجد معنى لقول الحق سبحانه " لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ " أما ما قيل حوله فيظهره على أنه حشو - تعالى ربنا عن ذلك علوا كبيرا - ولا أحصر معناه في إشارته لتونس الخضراء بل إشارته هاته أول معانيه اللائقة ببيان رب البيان وذلك باب من أبواب عظمة القرآن!!
أخيرا أقول ما الحقيق أن يعتمد كتفسير لقوله جل من قائل" لا شرقية ولا غربية" ؟ هل ما تقدم من كونها إشارة إلى تونس أم ما سيأتي من ترهات معذورون أصحابها فهم لم يعيشوا الربيع العربي ،بل أغلبهم لم تكن لهم ربما دراية البتة بحقيقة جغرافيا المنطقة ،بل اللوم والعتاب يقع على من جاءه البديل ولزم القديم وهو يحفظ قوله تعالى " فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ"
لقد جاء في فتح القدير للإمام الشوكاني عند تفسير هذه الآية من سورة النور:
" وقد اختلف المفسرون في معنى هذا الوصف، فقال عكرمة وقتادة وغيرهم: إن الشرقية هي التي تصيبها الشمس إذا شرقت، ولا تصيبها إذا غربت. والغربية هي التي تصيبها إذا غربت، ولا تصيبها إذا شرقت. وهذه الزيتونة هي في صحراء بحيث لا يسترها عن الشمس شيء لا في حال شروقها ولا في حال غروبها، وما كانت من الزيتون هكذا فثمرها أجود. وقيل إن المعنى: إنها شجرة في دوحة قد أحاطت بها، فهي غير منكشفة من جهة الشرق، ولا من جهة الغرب، حكى هذا ابن جرير عن ابن عباس، قال ابن عطية: وهذا لا يصح عن ابن عباس، لأن الثمرة التي بهذه الصفة يفسد جناها، وذلك مشاهد في الوجود، ورجح القول الأول الفراء والزجاج، وقال الحسن: ليست هذه الشجرة من شجر الدنيا، وإنما هو مثل ضربه الله لنوره ولو كانت في الدنيا لكانت إما شرقية وإما غربية. قال الثعلبي: قد أفصح القرآن بأنها من شجر الدنيا، لأن قوله زيتونة بدل من قوله شجرة، قال ابن زيد: إنها من شجر الشام، فإن الشام لا شرقي ولا غربي، والشام هي الأرض المباركة."
التحقق من حديث، إثباته أورده مثالين نموذجيين أولهما يرد حديثا نبويا مكذوبا وثانيهما يثبت آخر بالقطع
كثيرا ما يختلف في أمر حديث، ربما رآه البعض صحيحا في حين ضعفه آخرون وقد يقال عنه أنه حسن أوموضوع مكذوب معتمدين في ذلك على ما جمعه علماء السلف الصالح أثابهم الله وخلفوه لنا في مؤلفاتهم ومصنفاتهم ،وإنه ليحزنني أن أرى العلماء الأجلاء يغفلون عن تحكيم منطق اللغة عند تناولهم نص الحديث بالدراسة والتحليل رغم كون مفتاح حل المسألة دان منهم في أحايين كثيرة ولا يحتاج كشفه مجهودا مرهقا، نعم قد يلتفتون أحيانا إلى اللغة ومعانيها الدقيقة المحددة وغالبا ما يكون ذلك بدافع إثبات أمر وجدهالدارس في نفسه مسبقا – وهذا تعبير يرفضه ويتقزز من سماعه الدارس والناقد المقتدر – أقول قصد إثبات أمر وجدهالدارس في نفسه مسبقا فيكون بذلك قد نصب نفسه قيما على تشريع رباني أو توجيه نبوي. وهاكم مثالين خلفهما الجد الفاضل تجدون في ثانيهما ما يبين قولي:
المثال الأول: حديث " أصحابي كالنجوم ،بأيهم اقتديتم اهتديتم "
قيل الكثير حول الحديث المذكور والسواد اعتبره ضعيفا أو موضوعا لكن دون برهان بين دامغ.
قيل في رد الحديث أنه ليست كل النجوم تهدي بل هناك نجوم بعينها نهتدي بها في البر والبحر تلك النجوم التي نعلم عنها وعن حركتها ما يمكننا من تسخيرها للعب دور الدليل والهادي، وقد يقول مجادل وحق له أن يقول: ربما كانت جميع النجوم تهدي لو علمنا عنها وعن حركتها ما يكفي حتى نتمكن من تسخيرها لهدايتنا وإن كانت عبر حسابات معقدة ومركبة ويدعم ذلك قول المولى عز وجل في سورة النحل ، الآية6 "وعلامات وبالنجم هم يهتدون" –اللهم إلا إذا كان قد تم الإصطلاح على تسمية نجم هاد بعينه ب"النجم" وليس الموضوع موضوع بحثنا- إذا الحجة ناقصة في ردهم للحديث فما سبق غير كاف. فريق آخر يقول أو قال على الأصح ،إذا كان الإقتداء بالصحابة كلهم في جميع أقوالهم وأفعالهم هداية كاملة تامة فهل نقتدي مثلا بالصحابي الجليل سمرة بن جندب في جزئية حكم بيع الخمر فيكون بيع الخمر حلالا، أم بغيره فيكون بيعه حراما ؟ أجيب فأقول : يجوز أن يدع لنا الخالق الحكيم الخيار بين فعل ونقيضه أي لنا أن نأخذ بقول الصحابي سمرة بن جندب فنبيع الخمر ولا إثم علينا أو برأي غيره فنحرم ذلك ونحجم عنه،كلامهم إذا مردود عليه وغير مفحم لمعتمدي العقل والمنطق ومنطق اللغة في الفهم والإستنباط.
ما لم يتنبهوا إليه وهم يجمعون على صحة نص الدليل الحلقة المفقودة قول الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام حين بلغه قول رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول " أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " وعند رسول الله عليه الصلاة والسلام عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ،فقال عمر:"مر عباد بن بشر فليقتله" فأجابه الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام:" فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه؟ ولكن أذن بالرحيل" أنظر أخي القارئ لقد جعل الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام في قوله رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول من أصحابه، جعله من أصحابه وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وبالتالي إن صح الحديث "...أصحابي كالنجوم..." فلا حرج علينا أخذا به أن نقتدي برأس النفاق ،فكيف وهو الذي صرح الرسول عليه الصلاة والسلام أن ما يمنع قتله هو حديث الناس، معناه أنه أتى بما يستوجب قتله وهو عدو لله وللرسول.
لقد خاب مسعى الكذاب واضع الحديث ولو أبدل مفردة "أصحابي" بمفردة أخرى تفيد الصحبة والمعية كقوله مثلا "صحبي" أو "أخلائي "... لما كان لملاحظتي وزن ولتعذر رد الحديث بالقطع وسبحان الحق الذي يقول"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
بقيت إشارة أخيرة، ربما قال ملاحظ : من أخبرك أنه من اللا زم أن نقرن بين كلمة" أصحابي" في الحديث الأول وبين كلمة" أصحابه" في الحديث المتعلق بعبد الله بن أبي ؟ ومن أخبرك أن ما يفهم ويستنبط من الأولى يفهم ويستنبط من الثانية بالضرورة ؟ أجيب فأقول بداية، اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وبعدها ألفت نظر الملاحظ الفاضل إلى أن الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام ترك لنا ما هو أكمل وأعقد .اسمع مني: لما أمرا عتبة وشيبة ابني ربيعة – والقصة معروفة- أمرا غلاما لهما اسمه "عداس" وكان نصرانيا بأخذ قطف من العنب ووضعه في طبق وأخذه إلى الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام .ففعل عداس وأقبل به حتى وضعه بين يدي الرسول الكريم .فأخذه وقال:"بسم الله" فقال عداس:" والله إن هذا الكلام ما تقوله أهل هذه البلاد "فقال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام :"ومن أي البلاد أنت؟وما دينك؟" أجاب عداس:" نصراني وأنا من أهل نينوى" فقال الرسول الأكرم :"من أهل قرية الرجل الصالح يونس بن متى" فقال عداس:" وما يدريك ما يونس بن متى؟" قال عليه الصلاة والسلام :"ذلك أخي كان نبيا وأنا نبي" فآمن عداس. ما يهمنا من الحادثة هو لفظ"الرجل الصالح" ولفظ "كان نبيا "في كلام الرسول الأكرم، فحين ذكر عليه الصلاة والسلام أخاه نبي الله يونس بن متى في الماضي وصفه بالنبوة إذ قال:"ذلك أخي كان نبيا وأنا نبي" وحين ذكره في حاضره وصفه بالصلاح إذ قال:" من أهل قرية الرجل الصالح يونس بن متى" .لم يا ترى؟ لأنه عليه الصلاة والسلام خير من يفهم عن ربه،له استعداد لذلك، وربنا المبين في مواضع عديدة من القرآن الكريم يذكر النبي أو الرسول ويختم الحديث عنه بالقول "وإنه في الآخرة لمن الصالحين"كقوله جل من قائل في سورة البقرة الآية 130 إخبارا عن حال خليله إبراهيم عليه السلام" ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين"،المقصود أن النبي أو الرسول ينعت بصفة النبوة أو الرسالة في الدار العاجلة ،في الحياة الدنيا وبمجرد انتقال النبي أو الرسول إلى جوار ربه يصير عبدا صالحا.
قارن أخي القارئ هذه بالأولى واعلم أن الحيطة والدقة في استعمال لفظي "عبد صالح" و" نبي" مع أن الخلط هنا لا يأتي بلبس أو تضليل إنما هو احترامه عليه الصلاة والسلام للمنطق القرآني الرباني،واعلم أخي القارئ أنه عليه الصلاة والسلام ما كان ليغفل ويشطط في استعمال مفردتي "أصحابي"و"أصحابه"في رده على اقتراح صاحبه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه والتي يترتب عنها ما ذكر.
المثال الثاني: حديث"للسائل حق وإن جاء على فرس".
السواد الأعظم يرد هذا الحديث فيحسبه مما كذب على خير الأنام عليه الصلاة والسلام ،والحديث صحيح لا ريب في ذلك, زعم العلماء الأفاضل أن الحديث موضوع واحتجوا على ذلك كون الأخذ بالحديث وتطبيقه فيه تشجيع على التسول ويدعمون زعمهم بذكرهم قول الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام:"اليد العليا خير من اليد السفلى" فيسألون: كيف للرسول الأكرم أن يأمر بما من شأنه أن يجعل أيدي العباد سفلى ؟أجيب هؤلاء بالقول: لن تكون هناك يد عليا ما لم تكن هناك يد سفلى أو بالأحرى أياد سفلى .أي لن نصنف يد عليا ويد سفلى إلا إذا توافرا معا، المقصود أنه إذا كان هذا ما منع القائلين بما سبق من الأخذ بالحديث فإن أخذهم بالحديث فيه تحقيق للحديث الآخر الذي استدلوا به ويتحقق لهم ذلك بل فيه سعة لهم أن يعطوا من أتاهم على فرس ومن لا فرس له ولا حمار،معدم.
كما أنهم يسردون الحادثة التي أتى فيها رجل الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام – هناك من القراء الأكاديميين الأجلاء من سيقول أين التوثيق؟أين المرجع؟ أقول تركت كل ما هو شكلي لأصحابه الأكاديميين فذلك وقبيله من بهارات التزيين والتنميق لا غير والقصة معروفة ومشهورة ولا داعي لاستحضار الأجواء الروتينية للبحوث والرسائل- أقول أتى رجل الرسول الكريم يريد عطاء فسأله خير الأنام هل ببيته متاع ذو قيمة .أجاب الرجل أن له بعض المتاع المتهالك .فأمره عليه الصلاة والسلام بإحضاره وعرضه للبيع فبيع ،ثم أمره عليه الصلاة والسلام بشراء أكل لأهل بيته بنصف القيمة وأن يقتني فأسا بالنصف الآخر ويحتطب .ففعل الرجل وعاد بعد أيام وقد حسن حاله وصلح أمره.
يقولون لو صح حديث "للسائل حق وإن جاء على فرس" لمنح الرسول عليه الصلاة والسلام سائله عطاء،أقول قطعا ،نعم يمنحه عطاء إذا توفر له عليه الصلاة والسلام ما يقدمه للسائل ولم يكن عليه الصلاة والسلام إن عدم ذلك أن يأمر أصحابه الحضور بعطاء للسائل ،هل تراه عليه الصلاة والسلام يأمرهم بما هو تطوعي فيصير إلزاميا؟ وأجزم أن ذلك ما كان ،لم يكن يملك عليه الصلاة والسلام ما يهبه للسائل ولو توفر لديه شيء لقدمه لمن جاء يسأل عطاء وبعدها يدله على طريق العمل والكسب فيجمع بين العطاء والتوجيه. من الحكم الصينية "لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصطاد" فلو كان يملك عليه الصلاة سمكة واحدة لقدمها لسائله وبعدها يعلمه كيفية اصطياد سمك مقبل الأيام،إنه القدوة والمثال عليه لصلاة والسلام.
بعد ما تقدم قد يقول أخي القارئ: إذا حجة القائلين بوضع الحديث واهية واستدلالهم ناقص،ولكن ما الذي يجعل الحديث صحيحا من هدي سيد الخلق والمرسلين؟ أجيب فأقول :أولم يقل جل من قائل في سورة المعارج "إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا ،إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" فماذا يفهم من قوله جل من قائل" والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" يفهم ويفهم فقط أن هؤلاء العباد يجعلون للسائل والمحروم حقا معلوما أي نصيبا محددا ومعروفا في أموالهم دون تقييد ،سائل ومحروم على إطلاقهما ،سائل محتاج معدم أو سائل غير محتاج أو سائل غني ،ليس لنا أن نخوض في هذه التقسيمات ونخلق منها استثناءات وأحتار كيف للصفوة أن يتعاملوا مع نص قانوني وضعه مخلوق ،يتعاملون معه بمنطق ودقة واستدلال وبرهان ويغفلون ذلك في تعاملهم مع نص قرآني أو حديث نبوي فأمرهم عجيب.وعجيب أمر العلماء العظام الذين أبدعوا وأفادوا غير أنهم في هذه الجزئية وغيرها كثير قد أهملوا منطقهم وبيانهم وبليغ حجتهم حيث زعموا أن المقصود بقوله عز وجل ،قول رب المنطق والبيان "والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم " زعموا أن المقصود هو الزكاة المفروضة ،أجيبهم فأقول :لو كان الأمر كما زعموا فأين باقي الفئات المستحقة للزكاة ؟ أتراه نسخا؟ولمن أخذ بالحديث مجال للمراوغة،كيف؟ شخص ميسور الحال وجواد محب للإنفاق غير أنه يغيظه أن يصل عطاؤه إلى غير المحتاج،فليراوغ وليجعل للمحروم المعدم ألف درهم،بل مليون درهم وليجعل للسائل درهما يتيما فهو مهمل أما إن أيقن صاحبنا الجواد أن سائله محروم فليمكنه من الحق المعلوم للمحروم أي عطاء وليزده الحق المعلوم للسائل الذي حدده صاحبنا الجواد مسبقا في درهم يتيم ،ربما إن سقط درهم من يد هذا الشخص الموسر المحب للإنفاق لن يكلف نفسه عناء التقاطه من على الأرض ويكون بذلك قد لزم قول المولى عز وجل وقول سيد الخلق والمرسلين عليه الصلاة والسلام .مثال:لو جاءه سائل على فرس أي بلغة زماننا جاءه من يركب سيارة فخمة وسأله عطاء فليمنحه درهما وهنيئا لمن يركب سيارة فخمة ذلك الدرهم إن شكل له مغنما،وصاحبنا الموسر المحب للإنفاق يكون سلفا قد حدد قيمة عطاء السائل الغير المحتاج في درهم يتيم.
بل أدل من ساءهم الحديث وسبب لهم ضيقا وحرجا فجعلوه موضوعا مكذوبا، أدلهم على أصعب من ذلك ،أحيلهم إلى قول خير البرية عليه الصلاة والسلام واعظا عقبة بن عامر رحمه الله تعالى،حيث قال:" يا عقبة بن عامر،صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك" القمة والمثال في ديننا الحنيف القويم أن نعطي من سبق وسألناه المعونة فحرمنا مع استطاعته تقديم العون ،بل نعطيه دون أن يسأل أي دون أن نكلفه ذل السؤال.فخير الأنام عليه الصلاة والسلام قال"اعط من حرمك" ولم يقل: "اعط سائلا كان قد حرمك" ونربط هذا ونقيسه بقوله جل من قائل في سورة فصلت :"ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" وبما سبق بيانه يستشعر المرء عظم قول المصطفى عليه الصلاة والسلام " إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه..." .
تم بحمد الله
نص رسالتي إلى الأستاذ المختار مدير مكتب شيخنا فضيلة العلامة يوسف القرضاوي.
Objet : إحدى الحقائق القرآنية الغائبة،يا لغفلة العلماء À : Date : mer. 21/05/14 19 :38 Nouveau D…doc
رد الأخ المختار De : mokhtar lehmar
Objet : RE : إحدى الحقائق القرآنية الغائبة،يا لغفلة العلماء Date : jeu. 22/05/14 08 :04
وعليكم السلام أخي الكريم رسالتك الآن بمكتب الشيخ بالرغم من احتوائها على لغة غير لائقة ولا تليق بأهل العلم وطلبته وبالرغم من أني لم أعد أعمل مع الشيخ يوسف القرضاوي فقد أرسلتها لمكتبه فالمرجو التواصل مع مكتبه مباشرة والسلام المختار
نص رسالتي الموجهة إلى الدكتور محمد خليفة حسن مدير مركز القرضاوي للوسطية والتجديد:
Objet : إحدى الحقائق القرآنية الغائبة À : Date : mer. 30/04/14 12 :42 Nouveau D…doc
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين. من عبد الإله خليل إلى فضيلة الدكتور محمد خليفة حسن. ما حمله الملف المرفق يجد تصريفا أمتن وأبلغ للنص القرآني المعتمد عليه من قبل علمائنا الأجلاء في قولهم بجواز الإستمتاع بالصغيرات وقد كان فضيلة العلامة المرجع يوسف القرضاوي قد صرح أن القرآن أجاز ذلك غير أنه لم يعد مقبولا اليوم...وأعتقد أن فضيلة الدكتور يوسف سيسعد بما حمله خطابي بل أبعد من ذلك وبناء على ما نعلم من نباهة الشيخ حفظه الله ومنهجيته العلمية الرصينة لربما فتحت هذه الإضافة أو الجزئية بابا لفكر قرآني جديد،وأنتم تعلمون أستاذي خليفة أن الحاقدين على الدين والأمة بل والإخوان بنو جلدتنا يعيبوننا بما سبق وبجزئيات أخرى ما كانت لتثبت وتصير من المسلمات لو أفرغ الدارس المتدبر لكلام رب العالمين داخله من أي فكرة مسبقة أو حكم قبلي.لكم أن تطلعوا أستاذي الفاضل ويأتي الشرح وبإسهاب إن شاء الله تعالى بعد تقييمكم لما وصلكم إذ لست أقف عنده بل أحمل لكم مشروعا فكريا يساهم في بناء فكر قرآني جديد،وسلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته.
عبد الإله خليل
وطبعا بلغه ملف مرفق يحمل ما بلغ الأستاذ المختار ولكن ربما لمجرد أني ذكرت فضيلة الشيخ يوسف في المكالمة الهاتفية وأوردت رأيه فيما تعلق بزواج القاصرات وقلت أنه سيسعد بالإضافة رأى أستاذنا خليفة أن طريقة عرضي للموضوع تحمل تجريحا وتقليلا من شأن المركز ومديره وليجبني الأستاذ إن تفضلتم وأستفسرتم:وجدت المركز الذي يحمل اسم الشيخ يوسف بارك الله لنا فيه قد أورد –إن لم يكن كل ما نشره المركز- على صفحات موقعه الإلكتروني منشورات بقلم الدكتور يوسف فقط ،ألم ينشر المركز لعلماء أو كتاب آخرين؟أقدركم – قلت ذلك وأكرر وأنتقدكم أخذا بما حملته خطبة الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه،"أعينوني،أو قوموني"- ومن باب الدعابة أوصي الأخ الفاضل حسن خليفة بمنح شيخنا القرضاوي جائزة المركز. تقبلوا فائق التقدير والإحترام وسلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته. أخوكم عبد الإله خليل دمتم في حفظ الله ورعايته وسلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته. ............................................................................................... ما يثبت بلوغ رسالتي إلى مجلة الوعي الإسلامي الرائدة وأأسف على تقصيري كون إضافتي لا تتناسب مع ضوابط النشر وسياسة تحرير المجلة،عجب أمرهم...
Répondre | Menu De: alwei kuwait Objet : Re: القول الفصل حول زواج القاصرات Date : jeu. 07/08/14 11:27 Afficher les détails Afficher en texte brut السيد الفاضل/عبد الإله خليل. تحية طيبة وبعد،،، نرسل لكم بشأن مقال/الحقيقة الغائبة. المقال لا يتناسب مع ضوابط النشر وسياسة التحرير بالمجلة.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.
بتاريخ 2 أغسطس، 2014 1:20 م، جاء من allal arbi [email protected]: سلام الله عليكم شكرا جزيلا مخاطبكم عبد الإله خليل 00212642083038
............................................................................................... ما يثبت بلوغ رسالتي إلى الأستاذ أحمد الهايج رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ذاك الذي وهب جهده وكل اهتمامه للدفاع عن حقوق الإنسان والقاصرات هن ممن يدافع عنهم السيد الرئيس وباستماتة،عجبا...
Objet : القول الفصل حول زواج القاصرات،عبد الإله خليل À : [email protected] Date : jeu. 07/08/14 17:36 خليل.docx
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبر كاته. لا تؤاخذني فقد أكون فظا بعض الشيء غير أن الأكيد أني أحترمكم وأقدركم ولأجل ذلك أنتقدكم قصد التقويم. أنظروا الملف المرفق. أخوكم عبد الإله خليل ................................................................................................ ما يثبت بلوغ رسالتي إلى الأستاذ أحمد عصيد ذاك الذي ينشد فكرا تنويريا ويدعو إلى التجديد وإعادة قراءة التراث،عجبا...
Objet : مضامين المخطوطات،عبد الإله خليل À : [email protected] Date : dim. 10/08/14 12 :31 خليل.docx
حياكم الله أستاذي الكريم الملف المرفق يحمل نص رسالة كنت قد وجهتها قبل حلول شهر رمضان المبارك للإخوة في جريدة الإتحاد الإشتراكي تلك الجريدة التي لا أظن حجم توزيعها يتجاوز بضعة آلاف نسخة ولا من مجيب مع أنهم ينشرون ما تعلق بالفكر الديني ،كان ذلك بعد أن أعيتني مراسلات المجلات والجهات العلمية المتخصصة ولا من مجيب وقد أسمعت لو ناديت حيا،تلك معرة العرب وصفوة العرب حيث وجدتهم يتعاملون مع الأسماء ولا تعنيهم الأفكار وهم دون مستوى تقييم الجديد،هم قوم تبع لا غير ومصابون برهاب الفكر الديني شكرا جزيلا أستاذي الفاضل