أعضاء من الأمانة العامة قالوا إن بنكيران فقد التوازن ووضوح الرؤية بجلوسه مع من كان يصفه ب "السلكوط والشيطان" شرع أعضاء من المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في جمع توقيعات للمطالبة بإقالة أمينه العام عبد الإله بنكيران. وأفادت مصادر من برلمان الحزب أن لقاء بنكيران بإلياس العمري، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، كان سببا مباشرا في المطالبة بإبعاده، خاصة أنه لم يستشر أعضاء الأمانة العامة في الأمر، كما التزم الصمت إزاء مطالبة بعض الأعضاء بتقديم توضيحات حول دواعي الجلوس مع شخص كان ينعته في السابق بأقدح النعوت ويعتبره سببا في المحنة التي عاشها الحزب في الفترة الأخيرة، سيما بعد اعتقال جامع المعتصم وتفكيك تحالفات الحزب في عدد من المدن. وأضافت المصادر ذاتها أن المحطة الحالية أصبحت تفرض تغيير قيادة الحزب، متهمة بنكيران بارتكاب أخطاء تنظيمية عديدة وسوء تقدير المرحلة السياسية، خصوصا بعد قراره منع مشاركة أعضاء الحزب في تظاهرات 20 فبراير، ما أدى إلى تجميد كل من الرميد والشوباني وحامي الدين عضويتهم في الأمانة العامة، كما أن منعه شبيبة الحزب من التظاهر كان النقطة التي أفاضت كأس الأزمة العميقة التي يتخبط فيها الحزب منذ مدة، حسب الرسالة التي أصدرتها شبيبة الحزب في 26 فبراير الماضي تشرح فيها دواعي تمسك أعضائها بالاحتجاج في 20 فبراير. في السياق ذاته، أكدت مصادر من المجلس الوطني أن طلب إقالة عبد الإله بنكيران تم الشروع في أجرأته فعلا اعتمادا على المقتضيات الواردة في القانون الأساسي للحزب، والذي ينص على أنه "يمكن للمجلس الوطني إقالة الأمين العام للحزب من خلال طلب يتقدم به ثلث أعضاء المجلس، فتعقد دورة استثنائية داخل أجل ثلاثة أشهر على أبعد تقدير من أجل المصادقة على الطلب من لدن ثلثي الأعضاء، ثم يتولى نائب الأمين العام تدبير شؤون الحزب خلال أجل أقصاه سنة، يعقد بعدها مؤتمر وطني استثنائي لانتخاب قيادة جديدة. من جهة أخرى، يسود انقسام داخل الأمانة العامة بخصوص قرار إقالة بنكيران، بين الرافضين للأمر من الموالين له، وبين من يعتبر أن الأمين العام الحالي فقد الشرعية وأضحى مرتبكا في مواقفه وقراراته السياسية وطريقة تدبيره للحزب. وأفادت مصادر من تيار الغاضبين، فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن استقبال بنكيران لإلياس العمري في هذا الظرف بالذات يعني أنه "فقد توازنه ولم يعد يتحلى بوضوح الرؤية"، وترى المصادر ذاتها أن "البام"، المتهم بالإساءة إلى الحياة السياسية في البلاد يعيش اليوم طوقا غير مسبوق حرره منه بنكيران باستقباله للعمري دون استشارة أحد أو إصدار بلاغ يشرح فيه دواعي لقائه بمن كان يصفه ب"الشيطان والسلكوط"، وهذا ما يطرح برأي المصادر ذاتها، الكثير من علامات الاستفهام حول صحة ما كان يقوله في حق هذا الشخص، فإذا كان صحيحا فلا معنى للجلوس معه، وإذا كان خطأ فذلك يعني أن بنكيران مطالب بالقيام بنقد ذاتي لأخطائه التي تكاثرت، على حد تعبير المصادر ذاتها.