أكد مكائيل مان المتحدث باسم الممثلية العليا للاتحاد الأوروبي في الشؤون الخارجية وسياسة الأمن أن المغرب والاتحاد الأوروبي يتعاونان بشكل وثيق في مجال السلام والأمن وتسوية النزاعات من أجل إرساء الاستقرار بإفريقيا. وقال المتحدث في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة القمة الرابعة لإفريقيا والاتحاد الأوروبي إن "التعاون بين الاتحاد الأوروبي والمغرب جد وثيق في مجالات السلام والأمن وتسوية النزاعات لأنها شرط ضروري للاستقرار في المنطقة" .
وأضاف أنه من أجل رفع التحديات المرتبطة بهذه الإشكاليات، يدعو الاتحاد الأوروبي لانخراط أكبر لكل الفاعلين المؤثرين سواء تعلق الأمر بالمنظمات الإقليمية كالمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا أو البلدان المعنية مباشرة أو بشكل غير مباشر.
وأوضح أن الاتحاد الاوروبي يشجع المغرب للمضي قدما في جهوده الهادفة إلى تعزيز السلام والاستقرار والنهوض بالتنمية المستدامة في إفريقيا، مسجلا أن المغرب يضطلع من خلال سياسته في إفريقيا، بدور مهم من أجل تعاون أفضل خصوصا في منطقة الساحل وفي مختلف بلدان غرب إفريقيا. وأكد أن " التنمية والأمن يوجدان في صلب الإشكاليات الرئيسية بالمنطقة ومن ثمة يتعين تشجيع كل تحرك في هذا الاتجاه".
وعلى مستوى التعاون الثلاثي، الذي يقوم فيه المغرب بدور ريادي، أشار المتحدث باسم الممثلية العليا للاتحاد الأوروبي في الشؤون الخارجية وسياسة الأمن إلى أن الأعضاء ال28 بالاتحاد يدعمون برامج التعاون الثلاثي عندما تتوفر الشروط الضرورية له، مبرزا في هذا الصدد أن المغرب يتوفر على مؤهلات مهمة بفضل خبرته في هذ المجال .
وبعد أن أبرز الرهانات الأساسية للقمة الرابعة بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا المنعقدة ببروكسيل، أشار مكائيل مان إلى أن الفكرة وراء عقد القمة تكمن في إعطاء الشراكة بين القارتين بعدا استراتيجيا جديدا تطبعه شراكة سياسية معززة وتعميقا للتعاون في جميع المستويات. وقال " إن هذه الشراكة ستتأسس على توافق أورو إفريقي حول بعض القيم والاهتمامات المشتركة والأهداف الاستراتيجية المشتركة ".
ويتعلق الأمر ، يضيف المتحدث ، بشراكة ندية تقوم على أساس تعزيز الحوار السياسي والتدبير المشترك والمسؤولية المشتركة في إطار التعاون الثنائي وفيما يتعلق بالقضايا الدولية والتضامن والثقة المتبادلة واحترام القانون الدولي والاتفاقيات الدولية .
وأوضح مكائيل مان أنه سيكون على الشريكين التعاون من أجل النهوض بالرأس مال البشري عبر التربية والتكوين ، بما في ذلك النساء والشباب والالتزام باتخاذ إجراءات لتشجيع الاستثمارات وإحداث وسائل تحفيز النمو.
على صعيد النهوض بالسلام ، يقول المتحدث ، فإن القمة تسمح باستكشاف سبل تعزيز قدرات إفريقيا لتدبير الأمن في القارة مضيفا أن " الهدف هو تمكين الأفارقة أنفسهم من استباق وتدبير الأزمات ".
وتجمع قمة الاتحاد الأوروبي وإفريقيا ، وهي الأهم من نوعها، حوالي 53 من قادة الدول والحكومات الإفريقية إضافة إلى قادة البلدان ال28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
ومن المرتقب أن تتبنى قمة بروكسيل التي تأتي بعد تلك التي احتضنتها القاهرة (2000) ولشبونة (2007) وطرابلس (2010)، بالإضافة إلى إعلان سياسي، وثيقة تحدد آليات التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا خلال السنوات الثلاث المقبلة في إطار استراتيجية مشتركة بين الجانبين.