زنكا زنكا....لن أبتعد أنا الآخر عن هذه الحمى الشبابية..التي اجتاحت موقع اليوتيوب وصفحات الفيسبوك ، أريد أن أكون بدوري مستهلكا لآلية الإعلام الأمريكي الجديد أو ما يصطلح عليه بوسائل التواصل الاجتماعي... وكأن قدرنا أن نبقى مفرطين في الاستقبال الى مالا نهاية...ونظل منقبين زنكا زنكا عن هذه الحضارة التي تهدم بيوتنا ليل نهار... بعد أن خرج التونسيات في بداية شهر ينلير زنكا زنكا كل واحدة تحمل طبونة فوق رأسها كتعبير راقي على غلاء الأسعار ..الطبونة طبعا في اللهجة التونسية هي رغيف الخبز الذي قلب نظام الطرابلسية وليس الطبونة أعزكم الله،التي يحتفل بها الفايسبوكيين والفايسبوكيات في العلب الليلية في بلادنا لأنهم من الصنف الذي شبع خبزا ... والأمر المقزز خرجوا في مسيرة20 فبراير يناشدون كأبطال واعدين التغييير ..واليوم تناقلتهم وسائل الاعلام خصوصا الإلكترونية يترنحون على إيقاعات صاخبة في فندق مشهور بمراكش،وهم يتمايلون بأجسادهم على موسيقى مفبركة لرئيس دولة، شاءت نذالته وذكائه الساذج أن يقوم اليوم مرغما بديويتو مع أشهر مطربة عالمية.. شاكيرا..
زنكا..زنكا أو الدليل الأقوى في هذه السنة على الأمية التكنولوجية...لأنه لا توجد تكنولوجيا سيئة بل الإستخدام العربي أساسا لها هو الذي ألصق بها صفة الوضاعة...فقد وصفنا الغرب للاسف الشديد أننا أسوء مخلوقات الارض التي تسئ استخدام هذه الوسائل الحديثة من هواتف نقالة وشبكة عنكبوتية وقنوات فضائية....ف 80في المائة سلبيين في طريقة أدائهم التكنولوجي و20 في المائة يدخلون إلى النت من أجل المواقع الإباحية والجنسية بل تسجل الدول العربية عامة المرتبة الأولى عالميا في تصفح تلك المواقع البورنوغرافية الخليعة....يا له من غزو فكري مدمر؟ جعلنا نغني في الكاباريهات واكا واكا ممزوجة باللسان اليبي زنكا زنكا...للأسف الشديد نتآمر على أنفسنا ونقتل هويتنا وديننا الحنيف جهارا، فبدل أن نصلي صلاة الغائب على إخواننا الليبيين المستشهدين،نجد منا من يشرب نخبهم خمرا ويقتل أرواحهم المتبقية في أنفسنا في ليال شواطئها إيقاعات من صناعة ماسونية وشيطانية.
بإضاءة الأنوار المتوهجة .. وعصر المؤخرات وبطريقتكم المتمردة في ممارسة الأهواء والرقص ..تكونوا قد قدمتم مجانيا شهادة اعتراف للمواطنين الشرفاء بشرودكم خارج التماس...أنتم أيها القابعون في الصالونات الليلية لا تنتظروننا هناك ..لأن الصالونات الثقافية والأدبية هي التي أسست على مر التاريخ للثورات والنهضات الفكرية...أما علبكم الليلية الحمراء سواء في جحوركم وبيوتكم أو هذه المراقص التي غالبتها نثانتكم ورائحتكم الإدمانية المقرفة ...حيث زجاجات الويسكي الباهظة هي المستفردة بالحكم..والأجساد النسوية المعروضة للبيع هي بيت القصيد أما الموسيقى الصاخبة هي لتحويل الجميع إلى عالم آخر ربما هو من يطلبكم لتأسيس حركة التحرير النبيذية...وليس التحرير من الصلاحيات الملكية لأن مللككم هناك هو شيطان أحمر كلياليكم الحمراء.
زنكا زنكا ،بيتا بيتا و دارا دارا، ظلم و أهين الليبيين ، شعب كان مزنوكا أي ضيق السبيل في حرية الرأي والإفتخار بين الأمم برئيس سوي نفسيا وعقليا وهم اليوم يقتلون من قائد أممي وعميد الحكام العرب وملك ملوك أفريقيا وإمام المسلمين((معمر القذافي))..لكن يبدو أنهم سيشفون من الحماقات التي كانت تملى عليهم كل يوم من كتاب قيل عنه أنه كان أخضرا..وستشطب تندوف المغربية زنكا زنكا من المواد المعلبة التي قال لي أحد اقدم سجناء الحرب في العالم السيد (بليليط) وهو من مدينة دبدو شرق المملكة المغربية أن القدافي كان يقدم الدعم بسخاء كبير على المرتزقة الذين يحاربون اليوم بجانبه زنكا زنكا اعترافا له بكرمه وجوده من مال هو في الأساس مال أحفاد شيخ وعريس المجاهدين العرب عمر المختار...نهاية تبدو تراجيدية للزعيم الليبي، الذي يكون برحيله الوشيك قد دق مسمارين في نعش البوليساريو ،الأول: توقف مصدر تموين كبير لهذه العصابة الاجرامية التي فضحها وزير الجالية الليبي المستقيل بالمحاربة الى جانب ملك ملوك العالم ، أما المسمار الثاني هو تضييق الخناق عليها دوليا ومحليا لسفكها ببشاعة دماء الليبيين الذين اختاروا الحرية....فمرحا لهم بالنصر والتحرير الأكيد ومرحا لشعبنا الصحراوي في زريبة البوليساريو في أول تحدي له لعاق الوطن والوالدين عبد العزيز المراكشي بمظاهراتهم الحاشدة تنديدا بالفساد ودعما للحكم الذاتي..ومزيدا من الصمود فالنصر آت .
أيها الخفافيش المختفية في علب الليل...ويا من تعرضن أجسادكن للإيجار...دقت ساعة العمل...دقت ساعة الزحف دقت ساعة الإنتصار اخرجوا وانتشروا في الأرض المغربية زنكا زنكا ..اركصوا وامرحوا....أنتم أيها المجنونون بسكرات النبيذ يا من تحملون راية النبوءة المزعومة.... لا تخلفوا الميعاد ، استيقظوا باكرا للمواجهة..فسوف نفضحكم بثقافتكم الجديدة(( واك واك أعباد الله))أو على إيقاع شاكيرا واكا واكا لأنها المنتصرة فقد سبقت زمانيا ((زنكا زنكا)).