توفي عازف القيثارة وموسيقى الفلامنكو الإسباني الشهير، باكو دي لوسيا، أمس الثلاثاء، نتيجة إصابته بأزمة قلبية في المكسيك عن عمر ناهز 66 عاما، مخلفا إرثا ضخما جعله واحدا من أكثر الموسيقيين الإسبان تأثيرا في العالم. وأعلن متحدث باسم بلدية الجزيرة الخضراء ( جنوب إسبانيا)، حيث ولد دي لوسيا، أن المدينة ستعلن الحداد الرسمي لمدة يومين تكريما لابن المدينة الفذ باكو دي لوسيا.
وقد خلفت وفاة دي لوسيا حزنا عميقا بين أفراد الشعب الاسباني عكسته مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية البصرية التي خصصت حيزا وافرا لحدث رحيل هذا الفنان الذي يحظى بشعبية مذهلة في شبه الجزيرة الإيبيرية وباقي أنحاء العالم.
وكان دي لوسيا يعيش في السنوات الأخيرة ما بين المكسيك وإسبانيا. كما كان يعتبر سفيرا لموسيقى الفلامنكو التقليدية التي تنتشر في جنوب إسبانيا، بالإضافة إلى تأثيره الكبير على دوائر موسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية.
كما يعد من أمهر العازفين على القيثارة في العالم. وله ارتباط روحي عميق بفن الفلامنكو، وولع حقيقي بالحرية، وهو الذي أضفى على الفلامنكو بعدا كونيا.
كما عمل لوسيا على تطوير قيثارة الفلامنكو مقربا إياها من موسيقى الجاز، وذلك بفضل تعاونه مع كبار العازفين على القيثارة في العالم، من أمثال لاري كورل وجون ماك لوغن وأل دي ميولا، ومع العازف على البيانو تشيك كوريا.
وكان باكو دي لوسيا قد أقام حفلا في شهر يونيو من السنة الماضية في إطار فعاليات مهرجان فاس للموسيقى العريقة العالمية.
وقد عاش جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بفضاء باب الماكينة، لحظات لن تنسى مع باكو دي لوسيا، الذي حلق بأنغام آلته الموسيقية في سماء المدينة العريقة، من خلال تقديمه مختارات من ألبومه الشهير "زرياب"، فضلا عن أدائه مقاطع موسيقية صامتة.
وقد حج آنذاك الى باب المكينة الى جانب المغاربة عدد كبير من محبي باكو من مختلف الجنسيات، خاصة من إسبانيا، حيث وصل معظمهم إلى العاصمة الروحية خصيصا لحضور حفل باكو دي لوسيا، الذي أكد من خلال حفله بمدينة فاس، عن موهبته، ليس في فن الفلامينكو وحسب، بل في الأنواع الموسيقية الأخرى، كالجاز والموسيقى الكلاسيكية.