تجسدت العناية السامية، التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، يوليها للرياضة والشباب، من جديد اليوم الجمعة بمدينة سلا، من خلال تدشين جلالته لأربعة مشاريع سوسيو- رياضية بهذه العمالة. ويتعلق الأمر بقاعتين مغطاة متعددتي الرياضات ب كل من "حي السلام"و"سلاالجديدة"، ومركبين سوسيو- رياضيين للقرب بكل من "سلاالجديدة" وحي "سعيد حجي". وتعكس هذه المشاريع، المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغلاف مالي يفوق 21 مليون درهم، الحرص الراسخ لجلالة الملك على إعطاء دفعة قوية للمسلسل التنموي الذي تشهده مدينة سلا، وكذا الرؤية السديدة لجلالته التي تجعل من الرياضة عنصرا أساسيا لتطوير القدرات والكفاءات الذاتية للشباب وصقل مواهبهم وتطوير قدراتهم الرياضية .
وتشتمل القاعة المغطاة متعددة الرياضات ب"حي السلام"، التي أنجزت بتكلفة مالية تبلغ 5 ملايين و945 الف و520 درهم، على الخصوص، على قاعة لممارسة رياضات كرة اليد والسلة، والكرة الطائرة، وكرة القدم المصغرة والكريكيت، إضافة إلى مرافق إدارية وصحية ومستودع . أما القاعة المغطاة متعددة الرياضات، بسلاالجديدة، والمشيدة بتكلفة مالية بلغت 5 ملايين و600 الف درهم، فتتضمن قاعة لممارسة رياضات كرة اليد وكرة السلة، والكرة الطائرة، وكرة القدم المصغرة ومرافق إدارية ومستودع ومرافق صحية وخارجية، إلى جانب مرافق اخرى تتمثل في أكشاك، ومواقف للسيارات وحديقة.
ويهدف المشروعان، اللذان سيعززان البنيات الرياضية بمدينة سلا، إلى خلق فضاءات للتدريب وتنظيم الأنشطة الرياضية، بما من شأنه إبراز مواهب وكفاءات جديدة في المجال الرياضي من بين الأجيال الصاعدة. كما سيمكنان من تطوير الملكات الرياضية لدى الأطفال والشباب، ومحاربة جنوح الأحداث وتحفيز الاندماج السوسيو- رياضي للساكنة المستهدفة، وذلك عبر ضمان ولوج أوسع للتجهيزات والبنيات الرياضية الأساسية.
كما أشرف جلالة الملك على تدشين مركبين سوسيورياضيين للقرب، "سلاالجديدة" و "سعيد حجي"، وذلك في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الشباب والرياضة والمجلس الإقليمي والجماعة الحضرية لسلا. وتشتمل مكونات المشروع الاول "سلاالجديدة" ، الذي بلغت كلفته الإجمالية 5 ملايين درهم، على مركب رياضي بعشب اصطناعي، ودار للشباب وحضانة للأطفال وقاعة متعدد الاختصاصات، وأخرى للتوجيه وأكشاك، ومقصف. أما المركب السوسيو رياضي للقرب، بحي "سعيد حجي" ، المشيد بتكلفة 5 ملايين درهم، فيضم مرافق متعددة من قبيل جناح إداري، وحضانة للأطفال، وقاعة لمزاولة الأصناف الرياضية، ومقهى، ومكتبة وملعب متعدد الرياضات بعشب اصطناعي.
وتندرج مختلف هذه المشاريع الرياضية في إطار تعزيز الأنوية الرياضية بمدينة سلا وتثمين طاقات الشباب لإبراز مواهبهم الرياضية، وتمكينهم من تكوين رياضي ذي مستوى جيد وكذا تمكين النوادي من التوفر على بنيات استقطاب رياضية كفيلة بمساعدتها على صقل المواهب الرياضية لشريحتي الشباب والأطفال.
والأكيد أن هذه المنشآت الرياضية، التي تتوخى تفعيل رؤية مجتمعية تجعل من شريحة الشباب أساس كل تنمية شاملة ومستدامة، كفيلة بتعزيز قدرات هذه الشريحة من المجتمع والحيلولة دون وقوعها في مستنقع الانحراف وكذا المساعدة على بروز كفاءات رياضية متميزة تزاوج بين الموهبة والتكوين.
وستضطلع هذه البنيات الجديدة، التي تندرج في إطار برنامج التأهيل الحضري المندمج لمدينة سلا (2014- 2016) الذي أعطى جلالة الملك انطلاقته أول أمس الأربعاء، بدور بالغ الأهمية في تشجيع الشباب على متابعة دراستهم وإبراز ملكاتهم الرياضية والفنية والثقافية.
وستتيح مختلف هذه المشاريع، التي تشكل أداة ناجعة لمحاربة الهدر المدرسي وجنوح الأحداث، فرصة ملائمة للشباب لتسهيل اندماجهم ضمن الحياة الاجتماعية، ومحاربة كافة أشكال التهميش والإقصاء في الأحياء المجاورة.
ويعكس إنجاز هذه المنشآت الاهتمام الخاص الذي ما فتئ جلالة الملك يوليه لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك من خلال تتبع جلالته الشخصي لمراحل تنفيذها.