توصل باشا مدينة تاوريرت يوم السادس من الشهر الجاري بمراسلة من الكتابة الجهوية للحزب بالجهة الشرقية تفيد بحل الكتابتين الإقليمية والمحلية، وذلك إثر إقالة عبد الرحمن حماس الكاتب الإقليمي وعبد العزيز بلبشير الكاتب المحلي، وتكليف عبد الله حمال، الكاتب الجهوي للحزب، بالتسيير المؤقت للكتابة الإقليمية والمحلية، في انتظار عقد اجتماعات لتجديد الهياكل الحزبية. وجاءت هذه القرارات نتيجة أجواء التوتر التي تعرفها هياكل حزب العدالة والتنمية بالمنطقة الشرقية، والتي تعود للخلافات بين حماس وبلبشير حيث اتهم هذا الأخير غريمه باختلاس أموال الحملة الانتخابية خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، وكذلك إصرار مستشارين من الحزب على عدم إعادة البقع التي استفادوا منها بغير وجه حق.
وكان مناضلون ومنتخبون من حزب العدالة والتنمية بالحسيمة قدموا استقالتهم من الحزب بعد استفحال المشاكل الداخلية، ويتعلق الأمر برشيد بوفوس، منتخب عن حزب العدالة والتنمية وعضو ببلدية الحسيمة، ونور الدين كوبية ومصطفى الأشقر ومحمد السحيمي وسعيد يكوبي وأحمد مزيان ومحمد يكوبي وكريم الخياري وحسن المنصوري وعبد المجيد أمخيار.
وفي رسالة الاستقالة عبر المستقيلون عن غضبهم تجاه سوء التسيير والتدبير للشؤون الحزبية من خلال ممارسات الكاتب الإقليمي للحزب نبيل الأندلوسي واتهموه بالانفراد بالقرارات وبالحماية من القيادة الوطنية للحزب. وتميزت سنة 2013 بصراعات متتالية بين أعضاء الحزب بالحسيمة، وتميزت بالشد والجدب بين تيار يقوده نور الدين كوبية ومصطفى الأشقر وجناج الكاتب الإقليمي نبيل الأندلوسي الذي يبحث عن إحكام القبضة على دواليب الحزب بالمنطقة.
والخلافات التي تظهر محليا لها صدى وطني، حيث تبلورت الخلافات وسط الحزب الإسلامي الذي يقود الحكومة مباشرة بعد تشكيل حكومة بنكيران الثانية، وحسب مصادر حزبية فإن الخلافات موجودة منذ زمان وكان بنكيران يؤجلها بطرقه الخاصة ولم تعد تعبيرات الغضب تصدر فقط من بعض القياديين الذين لم يتم استوزراهم أو لم ينالوا حظهم من الكعكة ولكن وصلت إلى القواعد الحزبية.
وانتقلت عدوى الغضب إلى الفروع الحزبية وأصابت معقل الحزب في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء ، حيث تم حل هياكل الحزب بسيدي مومن وطرد جميع أعضائه وفرض الانتساب من جديد للحزب لمن أراد، كما تقوم بعض الوجوه الحزبية بالانسحاب من الحزب.
وتفند هذه الاستقالات التماسك التنظيمي، الذي تزعمه قيادة الحزب الذي بدأ في تلقي الضربات من الداخل.