خلال تنصيب الملك، الاثنين 21 فبراير 2011، للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالقصر الملكي بالدارالبيضاء، لوحظ غياب ذلك الشخص الذي اعتاد المغاربة رؤيته أثناء التعيينات، والذي كان هناك حرص على أن يكون أسود البشرة ويرتدي ملابس تقليدية ترمز إلى ثقافة مخزنية قديمة. تعيين أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي شهد خروجا عن المألوف، فعدد من المعينين، كما لوحظ، لم يقبل يد الملك ولم ينحن للسلام عليه بل ظل بعضهم منتصب القامة وحيوا الملك وأخاه مولاي رشيد بأدب ثم انصرفوا. يتعلق الأمر بأكثر من 18 شخصية معينة، منهم المخرج نبيل عيوش وبلعربي علال والشناوي مصطفى وسعيد جواد وعبد العزيز إيوي والراشدي محمد بشر والناجي حكيمة وحكيمة حميش.... غالبية هذه الفئة، وفق ما جمعته "كود"، تنشط في جمعيات للمجتمع المدني، خاصة في مجال حقوق الإنسان بالإضافة إلى الثقافة، هؤلاء وأسماء أخرى سلمت على الملك باحترام لكن دون انحناء. فئة ثانية، وتمثل الأكثرية اكتفت بتقبيل كتف الملك، منهم عبد المقصود الراشدي وأحمد حرزني وجامع المعتصم وأمثاله. هناك فئة ثالثة قبلت يد الملك، وتنقسم هي الأخرى إلى فئتين، واحدة انحنت لتقبيل يد الملك دون أن يسمح لها الملك بذلك وأخرى أصرت على تقبيل يد الملك، منهم عدد من رجال الأعمال كعثمان بنجلون وأحمد رحو والتهامي الغرفي ومحمد بنصالح وبعض الأسماء التي تشغل مناصب في مؤسسات عمومية مغربية. ولا يعرف إن كان للوقفات التي شهدتها المدن المغربية المطالبة بالإصلاح وراء تصرف بعض المثقفين والناشطين الجمعويين. وكانت دعوات طلبت من المؤسسة الملكية إلغاء تقبيل اليد، فالقيادي السابق في "الاتحاد الاشتراكي" محمد الساسي كان أول من دعا إليها بداية حكم الملك محمد السادس، وقد رفع بعض المواطنين شعارات في مسيرة الدارالبيضاء تكرر نفس الطلب.