كشفت وثائق جديدة أن ثمّة خلافات داخل أسرة القذافي حول ثروته الكبيرة، كما إن ابنه سيف الإسلام، الذي ينشط في صناعة النفط عبر فرع لمجموعة وان ناين، أنفق مبلغ مليون دولار للمغنية الأميركية ماريا كاري لتغني أربع أغنيات. ------------------------------------------------------------------------ لندن: كشفت وثائق ويكيليكس السرّية عن حجم نفقات عائلة الرئيس الليبي معمّر القذافي، فمع دخول سنة 2009، قالت إحدى البرقيات السرّية إن سيف الإسلام القذافي دفع مبلغ مليون دولار للمغنية ماريا كاري، لتغني أربع أغنيات فقط في احتفال أقيم في جزر الكاريبي. غير أن القذافي الابن نفى هذا الأمر، وأكد أن من دفع هذا المبلغ كان شقيقه معتصم، مستشار الأمن القومي في ليبيا، الذي أكدت ويكيليس أنه طلب مبلغ 1.2 مليار دولار في 2008 من رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية الليبية للنفط من أجل تأسيس ميليشيا عسكرية خاصة به. وأكدت الصحيفة الأميركية أنه رغم الرقابة الإعلامية المشددة، التي يفرضها القذافي على وسائل الإعلام المحلية في ليبيا، يبدو أن التوترات بين أبنائه لن تفضي إلى خير. كما قالت صحيفة فايننشال تايمز الأربعاء نقلاً عن برقيات دبلوماسية أميركية سرّية حصل عليها موقع ويكيليكس إن الزعيم الليبي معمّر القذافي أقام امبراطورية مالية ضخمة هي مصدر خلافات جدية بين أبنائه. وتحت عنوان "مجموعة القذافي"، يؤكد دبلوماسيون أميركيون أن القذافي وأسرته يملكون مساهمات مهمة في قطاعات النفط والغاز والاتصالات والبنية التحتية للتنمية والفنادق والإعلام وتجارة التوزيع. وفي مذكرة مؤرخّة في أيار/مايو 2006، يوضح دبلوماسيون أميركيون أن أبناء القذافي يحصلون على عوائد منتظمة من الشركة الوطنية للنفط، التي تبلغ قيمة صادراتها السنوية عشرات مليارات الدولارات. وأوضحت المصادر عينها أن سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي ينشط في صناعة النفط عبر فرع لمجموعته "وان ناين". واستثمر معمّر القذافي بنفسه في 2009 ما قيمته 21.9 مليون دولار في مجمع فندقي في مدينة لاكويلا الإيطالية، التي شهدت زلزالاً مدمّرًا في 2009. وأشارت برقية دبلوماسية أخرى مؤرخّة في آذار/مارس 2009 إلى "صراعات داخلية" بين أبناء القذافي، يمكن "أن توفر ما يكفي من الإثارة والصخب لإنجاز مسلسل مليودرامي ليبي". وقال الدبلوماسيون الأميركيون إن التوتر زاد بين أفراد العائلة، خصوصًا مع التركيز على إظهار سيف الإسلام في مقدمة الساحة السياسية الليبية. ومن يونيكريديت إلى فينميكانيكا مرورًا بشركة إيني أو جوفنتوس، استثمر نظام معمّر القذافي أموال نفطه في شركات إيطاليا، التي استفادت في المقابل من النفط الليبي وعقود سخية. وتوثقت العلاقات بين البلدين منذ توقيع اتفاق تاريخي في آب/أغسطس 2008 لتصفية حسابات الاستعمار الإيطالي (1911-1942). وقدّم رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني آنذاك اعتذارات بلاده، وتعهّد بتسديد 5 مليارات دولار كتعويض على مدة 25 عامًا بصورة استثمارات. ومنذ الاتفاق، عمدت طرابلس، التي كانت مستثمرة في شركات إيطالية، وتملك 10% من شركة فيات قبل التخلي عن حصتها، إلى تعزيز مساهمتها في رؤوس أموال المجموعات الإيطالية الكبرى. وأفادت صحيفة ايل سولي 24 اوري أن قيمة المساهمات التي تملكها ليبيا في إيطاليا تبلغ 3.6 مليارات يورو. وفي مؤشر إلى تقارب العلاقات بين البلدين، أدت المخاوف حيال العنف في ليبيا إلى تراجع بورصة ميلانو بنسبة 3.59% الاثنين. وتم تعليق التداول بها عند حوالي الساعة 10:00 ت غ بسبب "مشكلة تقنية". وأهم استثمار ليبي في إيطاليا هو في يونيكريديت. ففي خريف 2008 في خضم الأزمة المالية، تجاوز مؤشر البنك المركزي الليبي مؤشر نظيره الإيطالي المنتكس بنسبة 4%. ومع مساهمة الصندوق السيادي الليبي "هيئة الاستثمار الليبية"، باتت ليبيا المساهم الأول في يونيكريديت مع حصة شاملة من 7.582%، الأمر الذي أثار أزمة خطرة، أدت إلى طرد المستثمرين رئيس المجموعة اليساندرو بروفومو. ومنذ أواخر كانون الثاني/يناير، بات الصندوق السيادي الليبي يملك 2.01% من مجموعة فينميكانيكا للصناعات الجوية والدفاعية التابعة للدولة الإيطالية. كما تملك ليبيا 0.5% من شركة إيني النفطية، بحسب مصدر مقرب من الملف. ولم تطلع إدارة البورصة على هذه المساهمة لأنها دون 2%. وأعلنت طرابلس في أواخر 2008 عن نيتها حيازة 5 إلى 10% من المجموعة النفطية، لكن الصفقة لم تتم. كما تملك ليبيا من خلال صندوقها السياسي 7.5% من نادي جوفنتوس تورينو لكرة القدم. كما أعربت عن اهتمامها بمجموعة الطاقة اينيل والاتصالات تيليكو إيطاليا، لكن لم ينجم من ذلك أمر ملموس. في المقابل، تتلقى إيطاليا قرابة ثلث النفط الليبي، حيث تشكل إيني المنتج الأجنبي الأول. ووقع الخيار على شركات إيطالية لعقود سخية (جامعية لشركة أمبرجيلو، أمنية وسكك حديد لفينميكانيكا، جادات...) فيما نالت يونيكريديت ضوءًا أخضر لفتح فرع في ليبيا. وتشكل السلطة المستعمرة السابقة شريك ليبيا الأول تجاريًا، ففي 2009 شكلت إيطاليا الوجهة الأولى للصادرات الليبية (20 %)، والمصدرة الأولى إلى ليبيا بحصة سوق بلغت 17.5%. وتعمل 180 شركة إيطالية في ليبيا، حيث يقيم حوالي 1500 إيطالي.