أفادت برقيات دبلوماسية أمريكية أن الطمع والغيرة والطموح سمموا العلاقات بين أفراد عائلة معمر القذافي وكثيرا ما دمروا مستقبل المسؤولين الذين وقفوا في الطريق. وسجلت التقييمات الدبلوماسية، التي نشرها موقع ويكيليكس، أن أبناء القذافي الخمسة لجؤوا إلى التهديد واستخدموا العنف أحيانا سعيا لضمان فوز شركاتهم ومصالحهم السياسية في الدولة المصدرة للنفط. وجاء في تقرير دبلوماسي صدر في مارس 2009 "رغم أن الصراع الداخلي ليس شيئا جديدا بالنسبة للعائلة...التي اشتهرت بالعناد إلا أن التصعيد الأخير للتوتر يأتي في فترة بالغة الأهمية بشكل خاص". وصدر التقرير قبل أشهر من احتفال ليبيا بذكرى مرور 40 عاما على ثورة الفاتح من سبتمبر أيلول التي جاءت بالقذافي إلى السلطة. وتتحرك العائلة الآن كحلقة محكمة في مواجهة الاضطرابات التي تهدد بإنهاء حكم القذافي لكن التقارير الأمريكية تسجل انقساما في العائلة بين سيف الإسلام ثاني أكبر أبناء القذافي وخليفته المفترض وبين أشقائه الأربعة الآخرين. ويقدم التقرير قائمة بعدد من المسؤولين الذين أجبروا على الاستقالة أو أرسلوا إلى الخارج أو عزلوا من وظائفهم لرفضهم الاستجابة لطلبات أبناء القذافي أو لرفضهم الامتثال للأوامر أو ببساطة لأنهم أصبحوا قريبين أكثر من اللازم لشخص أو آخر من الأجنحة المتصارعة. وسارع رئيس مجلس إدارة شركة النفط الوطنية بالاستقالة بعد أن رفض دفع مبلغ 2،1 مليار دولار طلبها المعتصم رابع أبناء القذافي ومستشاره الأمني لإنشاء وحدة أمنية خاصة به. وخشى المسؤول النفطي انتقام المعتصم. ونقل عن سفير صربيا لدى ليبيا قوله إن طلبا آخر من المعتصم بشراء أسلحة ومعدات عسكرية أخرى قوبل بالرفض. وكان المعتصم دفع مليون دولار للمغنية الأمريكية ماريا كاري لأداء أربع أغان في حفل بمناسبة رأس السنة في الكاريبي. ووصف السفير المعتصم بأنه "ليس خارق الذكاء ورجل دموي". وخسر عبد الله السنوسي وهو مدير سابق للمخابرات الحربية وكان بمثابة مرشد لأبناء القذافي حظوته لفشله في السيطرة على "أبناء القذافي الأكثر إثارة للمشاكل." ففي عهده اعتقل هانيبال ابن القذافي في سويسرا لاتهامه بإساءة معاملة مستخدميه وطار الساعدي ثالث أبناء القذافي إلى روما ضد رغبة والده. وقال التقرير إن "طلب المعتصم للأموال والقبض على هانيبال وسفر الساعدي... كان مطروحا في اجتماع العائلة". وأضاف انه تردد أن القذافي "قرر تقليص دور السنوسي... وكلف ابنته عائشة القذافي بمراقبة أنشطة إخوتها". ولم يخش أبناء القذافي استخدام العنف. وتعرض أحد الليبراليين للضرب ووضع آخر في السجن لتحذير شقيقهم سيف الإسلام من المضي قدما في إصلاحاته. وقال التقرير "ربما كان الحدث الأكثر دلالة أن شريك سيف الإسلام في الأعمال ومستشاره المالي لفترة طويلة ترك ليبيا بالإكراه في يناير بزعم دراسة اللغة الانجليزية في استراليا". ولا تكشف البرقيات عن أي أمل في العائلة. فسيف العرب أصغر أبناء القذافي الذي يعيش في ألمانيا لا يشار إليه كثيرا وكل ذنبه أنه "يقضي أكثر من اللازم وقتا في الحفلات." لكن السفير الألماني "عبر عن قلقه لنا من أن تورطه في حادث ما مسألة وقت وحسب". *رويترز --- تعليق الصورة: سيف الإسلام القذافي