لا شيء يلوح في الافق بخصوص النسخة الثانية من حكومة بنكيران، بعد ان طبّق هذا الاخير سياسة التكتم وإخفاء المعلومة عن الصحافة، في وقت يتحدث الجميع عن الحق في الوصول إلى المعلومة وتمكين المواطن من معرفة ما يجري ويدور في البلاد.. أخبار المشاورات من أجل تشكيل ائتلاف حكومي جديد بين عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار صلاح الدين مزوار، يكتنفها الغموض، والتناقض في بعض الاحيان..
ففي الوقت الذي يتحدث فيه بنكيران عن ان لائحة الحكومة في جيبه، تقول بعض القيادات في ما تبقى من احزاب في الاغلبية ان هناك بلوكاج في مسار الموفاوضات، فيما يذهب البعض الآخر إلى القول بأن الاحرار هم سبب هذه الازمة، التي طالت ولم يعد المواطن يتحمل المزيد من الانتظار، خاصة في ظل الزيادات الاخيرة في مواد المحروقات وما سيترتب عنها من زيادات في نمواد أخرى وحده بنكيران وحزبه يعلمون توقيت ذلك ، كما كانوا يعلمون بتلك التي طالت اسعار الحليب وهذه التي مست المحروقات .
"السياسة فن الممكن"، هكذا يقول الضالعون في هذا المجال، وهو ما اقتنع به بنكيران مؤخرا عندما واجه صقور حزبه بالقول ان " الممكن الآن هو حزب التجمع الوطني للاحرار"، وانه لا يستطيع خلق او صنع حزب على مقاس اصدقاء افتاتي وبوانو وباقي المعارضين لدخول صلاح الدين مزوار وحزبه إلى حكومة بنكيران 2..
جاء في جريدة فرانكفونية أن ما يجري الآن هو مثال حي بأنه في مجال السياسة ليس هناك شخص لا يمكن الاستغناء عنه وأن أعداء الأمس يمكن في أي وقت أن يتحولوا إلى أصدقاء اليوم. ويمكن للمشاورات بين مزوار وعبد الاله بن كيران ان تضر بشكل كبير بصورة حزب الاسلاميين، كما أن جلوسهم على نفس طاولة المفاوضات قد يشكل أيضا ضربة موجعة للسياسة في بلادنا وقد يعمق من ظاهرة النفور السياسي وسط الشباب، بعد ان قبل حزب المصباح وضع يده في يد أحد الذ خصومه حلى امس قريب..
الخلافات بين الرجلين، تضيف ذات الجريدة، قد تؤدي الى استمرار حالة الانتظارية الراهنة وتؤخر لمزيد من الوقت الاعلان عن النسخة الثانية من حكومة عبد الاله بن كيران.
وسواء أفضت المشاورات بين الجانبين إلى تشكيل أغلبية جديدة أم لا، فإن المؤكد أن الحكومة الحالية أضاعت سنتين من وجودها في شجارات لا تنتهي ولم تغن البلد في شيء بل ساهمت في توتير الوضع وتعميق حدة الاكراهات التي يواجهها المغرب.