هل هي نتائج الخريف الإخواني الذي هبّ على تونس وبعض بلدان ما سمي ب"الربيع العربي"، والذي اتى على ثورة الياسمين وحولها إلى ثورة ضد الياسمين؟ أم هي مجرد إجراءات لمواجهة "جهاد النكاح"، الذي استشرى مؤخرا وأصبحت تونس عنوانا لهذا النوع الجديد من "الفيزا" إلى الفردوس الموعود؟ تلك بعض الاسئلة التي يتداولها التونسيون ومعهم المتتبعون لما يجري في أرض "عليسة"، ابنة ملك صور الفنيقية، مؤسسة قرطاج، و"صافونيبيا" زوجة الملك "سيفاكس"، وبلاد قيل ان مدونة اسرتها من اكثر المدونات تحررا وجرأة على امتداد بلاد "قمعستان"، كما قال الراحل نزار قباني ذات قصيدة.
خبر منع التونسيات من السفر إلى الخارج كانت قد نفته المكلفة بالإعلام في شركة الخطوط التونسية الشهر الماضي، إلا ان بعض الاخبار الواردة هذه الايام من ذات المطار أكدت ان السلطات قامت فعلا باتخاذ تدابير جديدة تمنع الفتيات دون سن الخامسة والثلاثين من مغادرة البلاد، دون ترخيص أو تصريح أبوي أو عائلي..
هذه الاجراءات أكدها أحد المسؤولين الامنيين بمطار قرطاج، عندما سئل من طرف بعض الصحافيين حول صحة هذا المنع، مضيفا ان ذلك لا يعني الصحافة بل يدخل في اختصاص السلطات الامنية..
مصدر آخر بذات المطار اضاف ان الاجراءات جاءت على خلفية الاتهامات الموجهة للفتيات التونسيات بممارسة الدعارة في لبنان إضافة إلى مشاركتهن فيما يعرف بجهاد النكاح في سوريا، مضيفا ان هناك بعض الاستثناءات بحيث يؤخذ بعين الاعتبار مظهر الفتاة وسيرتها..
إلا ان البعض الآخر يتساءل عن سر تضمين اللائحة لاسم المغرب إلى جانب الجنزائر ولبنان والأردن وسوريا وتركيا ومصر..، كما ان تحديد العمر في 35 سنة لا يستقيم باي منطق كان، ام ان السلطات التونسية تعتير ان الفتيات اللائي فوق هذا السن محصّنات من الوقوع في "الرذيلة" وإقتراف جُرم "جهاد النكاح"؟