كيف إغتنى قادة البوليساريو من المساعدات الإنسانية الدولية ؟ بات تحويل المساعدات الإنسانية المقدمة للمحتجزين في مخيمات تندوف نشاطا قائم الدات يدر على القياديين في البوليساريو ملايين الدولارات سنويا. عملية التحويل تتم فوق الأراضي الجزائرية، خصوصا في مطار مدينة وهران، كما كشفت ذلك عدة تقارير دولية. و قد أحدثت منظمة ''فرانس ليبيرتي'' ضجة كبيرة هزت أركان البوليساريو، عندما كشفت، لأول مرة، أن قياديين في الجبهة باتوا يملكون منازل، بعضها فاخر، في عدد من المدن الإسبانية كالعاصمة مدريد و فالانسيا ، و في جزر الخالدات. علما أن هذه المنظمة الغير الحكومية كانت تعد من أبرز المناصرين للبوليساريو في تلك الفترة. و لم تكن ''فرانس ليبيرتي''، الجبهة الوحيدة التي أدانت إستغلال قياديي البوليساريو لمعاناة المحتجزين، حيث أن الحقوقي الإسباني '' ميغاييل أنخيل بوجول كرسيا''، رئيس مركز الدراسات الإسبانية-المغربية، الموجود مقره بسراقسطة بإسبانيا، أكد توفره على وثائق تثبت أن المساعدات الإنسانية يتم تحويلها على نحو ممنهج من قبل ''البوليساريو''. تعتمد أساليب البوليساريو في الحصول على المساعدات الدولية على بؤس المحتجزين و معاناتهم، و على تضخيم أعدادهم بين القول أنهم يناهزون 168 ألف نسمة، و عددهم في الواقع لا يتجاوز في أحسن الأحوال 60 ألف نسمة، و الترويج بين حين لأخر لأطروحة ''المجاعة الوشيكة'' بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من الإعانات. و بالإضافة إلى تقديم أرقام مغلوطة و التحذير من ''كوارث إنسانية وشيكة''، تم تأسيس شبكة مكونة من العديد من هيئات المجتمع المدني الأوروبية للضغط على الإتحاد الأوروبي للرفع من ميزانية المساعدات التي تقدم للمحتجزين. غير أن أموال الإتحاد لا تسلم من التحويل أيضا، حيث لا تعرف إلى اليوم الوجهة التي سلكتها 700 ألف أورو خصصتها ''بروكسيل'' العاصمة البلجيكية في غشت 2005 لترميم حوالي 20 مدرسة بمخيمات تندوف، علما أن الجبهة تمنح لبضعة موظفين من قيمة المساعدات الدولية، رواتب تفوق الميزانية التي تخصصها للصحة و التطبيب على سبيل المثال. و بخصوص المساعدات العينية، فإن جزءا قليلا منها يباع في تندوف نفسها، في الوقت الذي ينقل فيه قياديون في البوليساريو لهذه الإعانات بواسطة شاحنات في ملكيتهم إلى مناطق أخرى، لتباع بأسعار السوق في نقط بيع مختلفة بكل من الجزائر و موريطانيا و مالي و النيجر. و تتشكل المساعدات العينية من الدقيق و الزيت، و المعجنات و الأرز و العدس، و المصبرات كسمك التونا و السردين و الحليب المجفف و كذا مختلف أنواع الأدوات المدرسية و توجه بالأساس إلى أسواق الزويرات بموريتانيا و شمال مالي. و الأكثر إثارة أن المساعدات التي تعلن الجزائر عن تقديمها للمحتجزين، و المتكونة أساسا من البنزين و الكازوال و قطع الغيار، تباع يوميا في تندوف و في مدن جزائرية أخرى .