اندلعت اشتباكات في قريتين في البحرين مع تشديد القوات الامنية قبضتها على المناطق الشيعية، تحسبا لاحتجاجات “يوم الغضب” الذي يأتي استلهاما للاحداث في مصر وتونس،و تهدف إلى إسقاط نظام حكم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وحلقت طائرات هليكوبتر في سماء العاصمة المنامة حيث من المتوقع ان يحتشد المتظاهرون، وكثفت سيارات الشرطة وجودها في القريتين الشيعيتين وفرقت مظاهرة باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. واصيب 24 شخصا على الاقل في مصادمات . وقدمت البحرين مبالغ نقدية قبل ان تبدأ الاحتجاجات لمنع تفاقم الغضب مع امتداد المظاهرات الغاضبة للعالم العربي. وقال نشطاء من البحرين في بيان على موقع تويتر “ندعو جميع مواطني البحرين.. الرجال والنساء والفتيات والفتيان .. للمشاركة بشكل سلمي ومتحضر لضمان الاستقرار ومستقبل واعد لنا ولاطفالنا. “نود ان نؤكد ان 14 فبراير البداية فقط. ربما يكون الطريق طويلا وربما تستمر التظاهرات لايام واسابيع ولكن اذا الشعب يوما اراد الحياة لابد ان يستجيب القدر.” ويقول دبلوماسيون ان مظاهرات البحرين التي يجري تنظيمها على موقعي فيسبوك وتويتر للتواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت ستقيس ما اذا كان يمكن اجتذاب قاعدة اعرض من الشيعة. وسيكون الاختبار الاساسي اذا جرت تظاهرات في العاصمة وهو امر نادر الحدوث. ويقول محللون ان تنظيم احتجاجات ضخمة في البحرين قد يشجع الاقلية الشيعية المهمشة في السعودية المجاورة. ولم يرد اي تعليق رسمي من سلطات البحرين. الشرطة البحرينية تحاصر كل الشوارع في العاصمة المنامة وقال شهود ان مصادمات وقعت بين الشرطة وسكان قرية كرزكان التي تشهد مناوشات متكررة بين قوات الامن والشبان الشيعة. واسفرت المصادمات عن اصابة محتج. وقالت الشرطة ان ثلاثة ضباط اصيبوا. وفي قرية النويدرات قال شهود ان الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق حشد يطالب بالافراج عن معتقلين من الشيعة واضافوا ان عشرة اشخاص اصيبوا باصابات طفيفة. وقال كامل (24 سنة) الذي اكتفى بذكر اسمه الاول “كان هناك 2000 يجلسون في الشارع يعبرون عن مطالبهم حين بدات الشرطة تطلق (الغاز والرصاص المطاطي ).” وتناثرت عبوات قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في الشوارع القريبة. واختلف المشهد في المنامة حيث اطلق مساندو الحكومة ابواق السيارات ولوحوا باعلام البحرين للاحتفال بالذكرى العاشرة لميثاق العمل الوطني الذي صدر عقب اضطرابات في التسعينات ولا يزال كثير من الشيعة يعتقدون انهم لا يتمتعون بنفوذ كاف في ادارة شؤون البلاد. والبحرين دولة صغيرة منتجة للنفط يشكو سكانها من الشيعة من تمييز اسرة ال خليفة الحاكمة السنية ضدهم قبل وقت طويل من الانتفاضة الشعبية في كل من تونس ومصر والتي زادت نشطاء في ارجاء المنطقة جرأة. وحاول ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة نزع فتيل التوتر واعلن عن صرف الف دينار (2650 دولارا) لكل اسرة بحرينية واشارت الحكومة الى انها ربما تفرج عن احداث اعتقلوا في حملة امنية في العام الماضي. وفي الاسبوع الماضي اعلنت البحرين وهي ليست عضو في اوبك انها ستنفق مبلغ 417 مليون دولار اضافي على بنود اجتماعية من بينها دعم الغذاء متراجعة عن محاولات تهيئة المواطنين لخفض الدعم.