بدأت الشرطة المصرية صباح الأربعاء عملية لتفريق مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي المعتصمين في منطقة رابعة العدوية ومنطقة النهضة. وذكرت مصادر للصحافة أن 15 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في العملية في حين أعلن الإخوان عن سقوط أكثر من 100 قتيل. و اقتحمت قوات الأمن اعتصامي رابعة العدوية والنهضة مستخدمة قنابل الغاز المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش بكثافة وأن بلدوزرات أزالت موانع أقامها المعتصمون في ساحة النهضة التي ارتفعت أعمدة فيها.
وقالت وزارة الداخلية في بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط إن قوات الأمن تقدمت إلى مكاني الاعتصام "إنفاذا لتكليف الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه اعتصامي رابعة العدوية والنهضة."
وأضاف البيان "سيسمح بالخروج الآمن للمتواجدين في الاعتصامين من خلال المنافذ المحددة التي تم إعلامهم بها."
وقبل بدء أعمال فض الاعتصامين بقليل قال العضو القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي إن قوات الأمن تقدمت لحصار اعتصام مؤيدي مرسي أمام مسجد رابعة العدوية في شمال شرق القاهرة.
وقال البلتاجي مخاطبا المعتصمين من فوق منصة رابعة العدوية "إن شاء الله الإخوة في التأمين... حيناموا قدام المدرعات اللي بتهددنا" في إشارة إلى حراس من بين المعتصمين يرابطون عند مداخل الاعتصام ويتسلحون بعصي ويضعون خوذات على رؤوسهم.
وأضاف قائلا "المنصة حترتب معاكم مسيرات خروج" لمقابلة القوات المتقدمة.
وطلب البلتاجي من الصحفيين الانتشار على أطراف مكان الاعتصام متوقعا وقوع اشتباكات بين قوات الامن والمعتصمين.
واعتصم ألوف من مؤيدي مرسي منذ أكثر من ستة أسابيع في رابعة العدوية ومنطقة النهضة أمام جامعة القاهرة بمدينة الجيزة للمطالبة بإعادته إلى منصبه.
وهتف البلتاجي وردد المعتصمون وراءه "بالروح بالدم نفديك يا إسلام" و"بالروح بالدم نفديكي يا مصر".
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن معسكرات الأمن المركزي بالقاهرةوالجيزة شهدت خلال الساعات الماضية "حالة من الاستنفار...استعدادا لبدء المرحلة الثانية من خطة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة والتي تشمل حصارهما."
ونقلت قول شهود عيان إن بلدوزرات تابعة للقوات المسلحة وصلت إلى منطقة رابعة العدوية خارج مكان الاعتصام. وأضافت "قامت القوات بإغلاق كافة الشوارع المحيطة بميدان النهضة بالأسلاك الشائكة."
وكانت الحكومة قالت إن إجراءت فض الاعتصام ستبدأ بدعوة المعتصمين للعودة إلى منازلهم وهو ما كررته في الأيام الماضية وزارة الداخلية المكلفة بفض الاعتصام.
إلى ذلك أعلن "المستشفى الميداني" الذي انشأه الاخوان في ميدان رابعة العدوية أن الحصيلة الاولية، لما اطلقت عليها "مذبحة رابعة العدوية"، أكثر من 120 قتيلا و5000 مصاب.
كما اعلنت وزارة الداخلية المصرية استشهاد ضابط وهو برتبة ملازم اول واصابة العديد من الضباط والمجندين كما لقى مجند مصرعه.
وقال اللواء محمود فاروق، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، في تصريحات صحفية، الأربعاء، إن قوات الأمن تمكنت من فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بميدان نهضة مصر بالجيزة، وانسحب أنصار المعزول خارج الميدان.
وأضاف أن قوات الأمن سيطرت على حديقة الأورمان، ومحيط جامعة القاهرة، وتعمل على تمشيط الخيام، وعثرت على صندوق ذخيرة حية، مشيرا إلى أن عدد الجثث ارتفع إلى 4 أشخاص بعد العثور على 3 جثث من المعتصمين.
وقامت قوات الشرطة بإزالة الخيام الموجودة بالميدان، فيما تصدى لها بعض أنصار الرئيس المعزول إلا أن قوات الشرطة اعتقلت بعضهم، وانضم عدد من أهالي منطقة بين السرايات إلى قوات الشرطة، وأزالوا معهم الخيام والصور واللافتات التي وضعها أنصار مرسي.
وقال اللواء عبد الفتاح عثمان، مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات العامة، إن "قوات الأمن لم تطلق أي رصاص حي حتى الآن على معتصمي رابعة العدوية والنهضة، ولا زالت القوات تتسمك بالصبر رغم استشهاد 2 من أبنائنا".
وأضاف في تصريحات صحفية أن وزير الداخلية أمر بالتحقيق في واقعة منع الإعلاميين من تغطية فض اعتصامي "النهضة ورابعة العدوية"، مؤكدًا أن الاعتصامين مفتوحان، والوزارة ناشدت جميع وسائل الإعلام لمتابعة جميع الإجراءات التي تتخذها.