خرج المئات من ساكنة مدينة أزفون بولاية تيزي وزو (103 كلم شرق الجزائر العاصمة) في مسيرة، اليوم الأحد، احتجاجا على "الانفلات الأمني"، وذلك غداة مقتل ثلاثة عناصر من قوات الأمن في هجوم مجموعة مسلحة بالمنطقة. وجاءت هذه المسيرة، التي قدر المنظمون عدد المشاركين فيها بالآلاف فيما قدرته الشرطة بالمئات، استجابة لنداء أطلق في هذه المدينة الساحلية حيث أغلقت المتاجر أيضا تعبيرا عن التضامن مع هذه الحركة الاحتجاجية. وحسب وسائل الإعلام المحلية فإن المتظاهرين حملوا، خلال هذه المسيرة، صورا للشرطيين الثلاث الذين قتلوا في هذا الهجوم، وشعارات تندد بالإرهاب وتطالب بعدم الإفلات من العقاب. وكان ثلاثة أفراد من قوات الأمن قتلوا، مساء الثلاثاء الماضي، بأزفون في هجوم "إرهابي" خلال موعد الإفطار، خلف أيضا مقتل عنصر مسلح. وتعتبر تيزي وزو، الواقعة بمنطقة القبايل، مسرحا منتظما للتفجيرات والهجمات من توقيع جماعات مسلحة منتشرة بالغابات والأدغال، حيث تقابلها قوات الجيش الجزائري بعمليات تمشيط واسعة. وكتبت صحيفة (ليكو دالجيري)، اليوم الأحد، أن المنطقة بالتحديد شهدت سنة 1994 ميلاد "أول مجموعة للدفاع الذاتي ورفع السلاح في وجه الجماعات الإرهابية". وأشارت صحيفة (الوطن)، من جهتها، تحت عنوان "الإرهاب في القبايل إلى متى ¿"، إلى أن الوضع الأمني "تدهور من جديد بالمنطقة بفعل تصاعد وتيرة النشاط الإرهابي الإسلامي والتهديد بالاختطاف"، مسجلة أن مسيرة أزفون تهدف إلى حث السلطة على وضع حد لهذا الانفلات الأمني.