عمر الصحراوي الذي كان عضوا بجبهة (البوليساريو) والذي يوصف بأنه رجل الصحراء العارف بهذه المنطقة أشد المعرفة منذ عقود وحيث يتحرك بسهولة كبيرة, و الذي وضع خبرته رهن إشارة الإرهابيين وغيرهم من تجار المخدرات وسلع التهريب الأخرى كالتبغ و المخدرات، يفضح إرتباط البوليساريو بالقاعدة . أثارت عدة تقارير دولية العلاقة بين جبهة البوليساريو و تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، خاصة بعد عملية إختطاف مواطنين إسبانيين التي عرفتها المنطقة في الأونة الأخيرة. و كان المعهد الأوروبي للدراسات الإستراتيجية، سباقا إلى دق ناقوس خطر الإرهاب بسبب استفادة البوليساريو من تراجع قوة الجبهة و إقدامها على استقطاب فئات من الشباب الصحراويين اليائسين، بالإضافة إلى إستغلال القاعدة لعدم إستقرار المنطقة لتهريب المخدرات و السلاح الذي يدر عليها عائدات مالية مهمة. الدراسة، التي أصدرها المركز، تؤكد وجود علاقة بين تفكك جبهة البوليساريو و التطور الملحوظ لأنشطة الإرهابيين في منطقة الساحل كلها، وقد أصبح الإرهاب، حسب الدراسة نفسها، نشاطا بديلا لقادة البوليساريو الطامعين في إستغلال الوضع غير المستقر للإغتناء و مراكمة الأموال. و إعتبر المعهد، الذي يوجد مقره في العاصمة بروكسيل، أن مخيمات تندوف باتت خزانا للعنصر البشري للقاعدة، و توقع أن يسجل إنضمام الشباب الصحراوي إلى الجبهة إرتفاعا ملحوظا في السنوات المقبلة، لأن أعضاء بارزين في البوليساريو عرضوا خدماتهم على القاعدة و ينتظر أن يشكلوا، بفضل نفوذهم، أقطابا حقيقية للإستقطاب داخل المخيمات. أما معهد ''طوماس مور'' فخلص في الدراسة إلى أن التواطؤ بين الإرهابيين و مهربي الأسلحة و المخدرات، بين عناصر من القاعدة و أعضاء من البوليساريو، كان سببا مباشرا في ظهور صناعة هجينة للإختطاف، التي تدر أموالا، بفضل الفدية، تستعمل لتمويل أنشطة إرهابية. و رغم أن قادة البوليساريو، ظلوا ينفون أن وجود علاقات بين الجبهة و تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، فقد ثبت تورط عناصر من البوليساريو في عملية إختطاف ثلاثة متطوعين إسبان بالأراضي الموريطانية قبل بضعة أشهر و قد إعترفوا بذلك طواعية أمام محكمة بالعاصمة الموريطانية نواكشوظ . عمر ولد سي أحمد ولد حامد، أحد أبرز هؤلاء المتهمين ، المعروف بإسم ''عمر الصحراوي'' ، إعترف أمام القضاء الموريتاني، بأنه عسكري داخل البوليساريو و أنه عمل مرشدا للخاطفين لتسهيل فرارهم إلى مالي.