بدأ العد التنازلي للمهلة التي أعطاها الجيش المصري لجميع الأطراف السياسية للاستجابة لمطالب الشعب وتنتهي المهلة في غضون بضع ساعات دون أن يبدو أي تغيير في المواقف من قبل الجانبين: مرسي وجماعته يؤكدان تمسكهما بالشرعية والمعارضة تدعوه للرحيل. ويبقى مستقبل مصر مفتوحا على جميع التكهنات بعد تأكيد الرئيس الإسلامي أنه باق في السلطة و"لا بديل عن الشرعية". فيما خلفت المواجهات التي اندلعت أمس عشرين قتيلا على الأقل.
وقال الرئيس المصري محمد مرسي مساء الثلاثاء انه باق في الحكم معتبرا ان "لا بديل عن الشرعية" رافضا بذلك مطالبة تظاهرات حاشدة مستمرة في شوارع مصر اياه بالرحيل، واكد استعداده ل"بذل دمه" دفاعا عن شرعيته كرئيس للجمهورية محذرا من "سفك الدماء" اذا لم يتم احترام هذه الشرعية، ما اعتبرته حركة تمرد "تهديدا للشعب".
وأضاف مرسي في كلمة عبر التلفزيون الرسمي "سأحافظ على الشرعية ودون ذلك حياتي أنا شخصيا" مضيفا "اذا كان ثمن الحفاظ على الشرعية دمي ، فانا مستعد ان ابذله".
واكد ان "الشرعية هي الضمان الوحيد لعدم سفك الدماء" وانها "الضمان الوحيد لعدم ارتكاب عنف ولنفوت الفرصة على بقايا النظام السابق والثورة المضادة التي تريد ان تعود من جديد".
وقال "اصبح عندنا شرعية، رئيس منتخب، دستور بإرادة الامة، نعمل وفق هذه الشرعية وهذه الشرعية هي الوحيدة التي تضمن لنا جميعا اذا احترمناها الا يكون بيننا قتال او اعتراك بالعنف او اي نوع من انواع سفك الدم". وحذر من ان "العنف وإراقة الدماء فخ اذا وقعنا فيه لن ينتهي".
وتابع في رفض واضح لحركة احتجاج عارمة تطالبه بالرحيل عن الحكم،"الشعب كلفني، الشعب اختارني في انتخابات حرة نزيهة الشعب عمل دستور (..)كنت ومازلت وسأظل اتحمل المسؤولية".
وأضاف "اقول للجميع من يبغي سيرتد عليه بغيه" وان "التمسك بالشرعيةّ هو الذي يقينا من التوجه في اتجاه غامض".
وتجاهل مرسي في خطابه تماما الانذار الذي وجهه له الجيش المصري الاثنين وأمهله فيه 48 ساعة للاستجابة "لمطالب الشعب" غداة تظاهرات شارك فيها ملايين المصريين الاحد للمطالبة برحيل الرئيس المصري.
وفي رد فعل سريع على خطاب مرسي اتهمته حركة تمرد ب "تهديد شعبه".
وقال القيادي في تمرد محمد عبد العزيز في تصريح لقناة "القاهرة والناس" المصرية الخاصة، "هذا رئيس يهدد شعبه" مضيفا "نحن نعتبر انه لم يعد رئيسا" لمصر. واضاف عبد العزيز "ان المهلة التي حددها الجيش (الاثنين) لمرسي تنتهي غدا (الاربعاء) في الرابعة عصرا ونحن ندعو الشعب للاحتشاد في الميادين اعتبارا من الرابعة".
وكان مرسي طلب من الجيش المصري، في تغريدة على حسابة الرسمي على تويتر قبيل اذاعة كلمته، "سحب الانذار" الذي وجهه اليه الاثنين بالاستجابة "لمطالب الشعب" خلال مهلة لا تتجاوز 48 ساعة، واكد "تمسكه بالشرعية الدستورية".
وقال في تغريدته "الرئيس محمد مرسي يؤكد تمسكه بالشرعية الدستورية ويرفض أي محاولة للخروج عليها ويدعو القوات المسلحة سحب إنذارها ويرفض اي املاءات داخلية او خارجية".
وكان بيان للرئاسة المصرية نشر على صفحتها على فيسبوك اكد ان الرئيس المصري "استقبل الفريق الاول عبد الفتاح السيسي لمتابعة مستجدات الساحة السياسية" فيما اكد مصدر عسكري لفرانس برس ان "اللقاء استمر عدة ساعات لمناقشة الازمة والبحث عن مخرج".
وتجمع الاف المتظاهرين امام قصر القبة الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة بشرق القاهرة حيث يقيم حاليا الرئيس المصري، وفقا لمعلومات تتردد في وسائل الاعلام المحلية، كما احتشد الاف اخرون في ميدان التحرير وامام قصر الاتحادية المقر الرسمي للرئاسة.
وكان الجيش المصري حذر الاثنين مرسي من انه سيضطر للتدخل في الحياة السياسية اذا لم تتحقق "مطالب الشعب" خلال 48 ساعة وذلك اثر تظاهرات حاشدة وغير مسبوقة الاحد طالبت برحيل الرئيس الاسلامي.
وسبق ان اعلنت الرئاسة المصرية فجر الثلاثاء رفضها المهلة التي حددها الجيش.
وغداة دعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية (ائتلاف مكون من احزاب وقوى وتيارات اسلامية) لتظاهرات ومسيرات مؤيدة للرئيس مرسي في عدد من ميادين الجمهورية ، وقعت مساء الثلاثاء اشتباكات في عدة محافظات اوقعت سبعة قتلي وعشرات المصابين في الجيزة (جنوبالقاهرة)، بحسب مصادر طبية.
واغلقت معظم المؤسسات ابوابها الثلاثاء في القاهرة التي بدت شوارعها شبه خالية وهو امر نادر في العاصمة التي لا تهدأ فيها الحركة عادة ليلا نهارا.
وفي تداعيات الازمة سياسيا ايضا، قدم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو استقالته لينضم بذلك الى اربعة وزراء اخرين بينهم وزير السياحة اعلنوا استقالتهم منذ الاثنين.
وفي خضم هذه الاستقالات الجماعية طلب المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ايهاب فهمي والمتحدث باسم رئاسة الوزراء علاء الحديدي اعفاءهما من منصبيهما.
من جانبها اكدت جبهة الانقاذ الوطني (الائتلاف الرئيسي للمعارضة) ثقتها في الجيش الذي اعتبرت انه لا يريد التدخل في الحياة السياسية.
واعلنت احزاب وحركات المعارضة المصرية الثلاثاء انها اتفقت على "تفويض" رئيس حزب الدستور محمد البرادعي التحاور باسمها مع الجيش بشأن رؤيتها للمرحلة الانتقالية التي يفترض ان تعقب انتهاء حكم الرئيس مرسي.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية مقتل 16 شخصا واصابة قرابة مائتين في هجوم على تظاهرة مؤيدة للرئيس المصري الاسلامي محمد مرسي في المنطقة المحيطة بجامعة القاهرة في محافظة الجيزة، ذلك في ساعة مبكرة من صباح الاربعاء.،
ونقل التلفزيون الرسمي المملوك للدولة عن وزارة الصحة اعلانها سقوط "16 قتيلا و200 مصاب في هجوم على تظاهرة مؤيدة للرئيس مرسي في محيط جامعة القاهرة في محافظة الجيزة".
وبثت قناة الجزيرة الفضائية مشاهد حية من منطقة الهجوم اظهرت عشرات الاسلاميون وهم ينقلون مصابين بسيارات الاسعاف التي اصطفت خارج المنطقة المحيطة بجامع القاهرة.
وتظاهر عشرات الاف الاسلاميين من انصار الرئيس مرسي الثلاثاء في المنطقة المحيطة بجامعة القاهرة تاييدا لشرعية الرئيس مرسي.
وياتي الهجوم بعد ساعات قليلة من خطاب الرئيس المصري الاسلامي محمد مرسي الذي اعلن فيه انه باق في الحكم معتبرا ان "لا بديل عن الشرعية" رافضا بذلك مطالبة تظاهرات حاشدة مستمرة في شوارع مصر اياه بالرحيل، ومحذرا من "سفك الدماء" اذا لم يتم احترام هذه الشرعية.