يبدو أن الزحف الصيني والتقدم الذي يعرفه بلد الأكثر من مليار ساكن، وصل إلى العديد من بلدان العالم، ونظرا لأن المستقبل أصبح واعدا إلى جانب هذه الأمبراطورية العظمى، فقد تفطن له العديد من الاقتصاديين، ضمنهم المغاربة، الذين ما فتئوا، يقبلون على تعلم اللغة الصينية ليبقوا في قلب الحدث. فقد لوحظ في المغرب الإقبال المتزايد للطلبة ورجال الأعمال والموظفين على تعلم لغة "الماندران"، اللغة الرسمية للصين، وكان مركز لذلك قد فتح سنة 2009 بالرباط، بكلية الآداب ومركز آخر ثقافي يحمل اسم كونغوشيوس قد فتح في يناير 2013 بكلية آداب الدارالبيضاء. وهذا لا يبرهن فقط على تقدم الصين، ولكن أيضا على إصرارها على نشر إشعاعها الثقافي بالخارج.
وتعليم الصينية في هذه المراكز لا يركز على النحو وقواعد اللغة، ولكن على كيفية نطق الكلمات، وإعادة الجمل، والتركيز على الكلمات المتداولة الاستعمال.
وإذا كان استيعاب اللغة شفويا، أمراً سهلا، فإن كتابتها يتطلب جهداً كبيراً نظراً لتعقد الرموز وحروف كلماتها، لكن ذلك لا يثني المغاربة عن تعلمها. وفي هذا أبرزت أستاذة للغة الصينية أن سنة واحدة كافية لتعلم اللغة الصينية بالنسبة للمغاربة.
ويجمع خبراء على أن الصينيين إذا وضعوا هدفا حققوه وأن القرن الحادي والعشرين سيكون أسيويا، مشيراً إلى ما حققوه في افريقيا، حيث أقاموا في تانزانيا، مثلا قرية كاملة، تكفل ببنائها معهد كونفوشيوس.
وتعتبر الصين أول مستثمر في القارة السمراء، وثالث شريك تجاري للمغرب، وبلغت قيمة معاملاتها التجارية من الواردات الصينية 21 مليار درهم سنة 2011، وهي في تزايد. إضافة إلى العدد المتزايد للمصانع والمقاولات ومساهمتها في تعزيز البنيات التحتية الوطنية.
ولتحقيق أهدافها تعتمد المقاولات الصينية في المغرب على يد عاملة متمكنة من اللغة الصينية، لذلك فهي تختارها ضمن طلبة اللغة من الكلية، وتنظم لهم في هذا الإطار رحلات لغوية وسياحية للصين، وتخصص لهم منحاً لذلك.
ويوجد حاليا حوالي 22 طالبا يدرسون الصينية، تاريخا وحضارة وأدبا إضافة إلى دروس في فنون الحرب، ولديهم فرصة الذهاب إلى جامعة بيكين من أجل استكمال تعليمهم في الماستر أو الدكتوراة.