عذرا للقارئ الكريم فأنا بهذا العنوان لا أقدم دعاية أو إشهارا مجانيا للموقع الإلكتروني /الجزائر تايمز/ لأننا كمتتبعين لهذا المنبر الحر استطعنا أن نعرف سلفا أن شرارة الغضب ستشتعل و بالتالي لم نندهش من الفوضى العارمة الأخيرة والمواجهات بين الشباب الجزائري، الذي يعاني من ويلات التهميش والبطالة ويقف وقفة المتفرج من حالات النهب والسلب لثرواته الهائلة التي بلغت احتياطاتها سنة 2010 الى اكثر من 56 مليار دولار....لقد تابعنا ثلة من الأقلام النظيفة وهي تؤثث لصفحات ثائرة، تؤرقها الوحدة المغاربية المنشودة التي ظلت مرفرفة منذ اجتماع مراكش التاسيسي الشهير 17فبراير1989...ويحملون بكل صدق الخبر ويضعونه كما هو دونما زيادة او تصرف أمام القارئ ،الذي اعتاد الوقوع في الطعم المسموم ونمت معه مغالطات التاريخ و وشوفينية الجغرافيا الضيقة وسادية البدل العسكرية المشؤومة/ الموشومة بنجوم ماسية، تساوي الملايير من عائدات البترول والغاز الطبيعي...هي محطة ثارت عن جهوزيات برامج التعليم النظامية وتحدت الإملاءات الفوقية والإنحناءات الوضيعة، فاختارت خطا نضاليا موضوعيا كصحيفة وحدوية هادفة في علاقتها مع الجماهير المغاربية ، وفي علاقتها مع من يتربصون ومعهم اقداحهم الخاوية بآبار النفط، دونما حق أو استأذان من شعب يموت عبر قوارب الموت بمشاهد درامية في البحر،أو أخرى في البر بالرصاص الحي من مخزن يدافع عن نظامه الفاسد. ولمًا كان كلًُ نبي في وطنه مظلوم، تكالبت المغالطات والإشاعات والحملات الجزائرية الرسمية ومعها الٌلإعلام المُسَخًر، لحجب النور عن هذا الموقع وتشويه صورته في المخيلة الجزائرية وهو الذي يفضح أساليب الدًولة في تمويه الصًراع والدخول، في فلسفة قِمار خاسرة جلبت الويلات لشعبين جارين شقيقين، فقد تبرء منها مؤسسها الأول أنور مالك وزكرياء يحيى بعد أن خرجت عن سيطرته وخرج هوالآخرمن جلده بقوله أنها مخترقة من المخابرات المغربية...ولعل هذه الفوضى والعصيان المدني العارم، الذي شهدته الجزائر بمختلف مدنها وقراها وولاياتها لخير ولادة لذلك المخاض العسير من الأقلام الجزائرية الحرة...وأنا كمغاربي لا أشمت أبدا في أشقائنا وفي أوضاعهم الصعبة خاصة أنه تفصلني أمتار قليلة عن جيراني وما يعنيهم يعنيني لكن هو همس صادق في آذانهم كي يكونوا على بينة وهدى مما يقدم لهم، في الأطباق والولائم الإعلامية التي اعتادت الشروق شرب نخبها بسخاء مع زعيم الانفصاليين في مقرها ، و اعتادت كذلك محاربة كل تقارب وإيخاء بين الشعبين ،كما حدث لأقلامها الرثة التي حاربت غناء فوضيل في العيون المغربية وحكيم درفوفي بألبومه الوحدوي ...ولعل أصدق رد هو من الكاتب الجزائري جمال أحمد الذي يقول في مقال له بالجزائر تايمز أن الفنانون الجزائريون يرممون ما أفسده السياسيون وكون المغرب وجد طريقه الصحيح نحو غد أفضل .. لقد انقلب السحر على الساحر واختلطت الأوراق في الأجندة السياسية الخفية لجنرالات الجزائر واهتزت أسمائهم و عروشهم ، بتنديد اعلامي واسع من صحف فرنسية واسعة الانتشار كلوموند ولوفيغارو صحف إسبانية وإيطالية وإنجليزية وأمريكية - لمهزلة التجويع والتفقير التي يمارسونها بحق شعبهم المجاهد فبعد مساهمتهم الدامية في مذابح التسعينيات ها هم ينفقون على التسلح بدون هوادة ، ويشترون ذمم الدول للاعتراف بجمهوريتهم المتصدعة وينفخون في رصيدهم في الأبناك السويسرية، لدرجة أن الفساد الجزائري وضلوعه في الرشوة الدولية أصبح وصمة عار لدى أحفاد الأمير ع القادر و الشهيد محمد بوضياف ، فلا يعقل أن يركب الشباب الجزائري الموت وابنة ع العزيز المراكشي تتردد على أفخم الإقامات والخدمات في إسبانيا ولا يعقل أن يبيت من يصطلح عليهم في الجزائر بالحيطيست في العراء ، و أبناء الجنرالات وأقارب ع العزيز بوتفليقة تضارب في العقارات وتضيق الخناق على حق السكن والعيش الكريم الجزائري بالتحكم في الأسواق بلهيب الأسعار، ولا يعقل كذلك كما قال وزير الصناعة والمناجم الأسبق عبد النور كريمان أن تنتج الجزائر حاليا النفط بمستوى أكبر من الاحتياطي المتوقع أن ينضب بعد 17 سنة بأنانية واستنزاف كبير لموارد الأجيال القادمة. إن ما وقع في الجزائر ومنطقة سيدي بوزيد بتونس هي نتيجة حتمية لحالات البطالة والبؤس والتهميش والإقصاء، وهو إنذار شديد اللهجة لباقي منطقة المغرب العربي للإعتناء بسواعد الأمة وتوفير فرص الشغل ومراقبة المسؤولين الكبار، الذين تساقط وللأمانة بعضهم في المغرب كأوراق الخريف في انتظار ما ستجود به الأيام...فأن نتسلح بالتنمية البشرية و بالمرافق الصناعية خير من استعراض العضلات في مجلات عسكرية متخصصة في المزاد العلني بمن يشتري أكثر ويضخ أكثر في خزائن القوى العظمى كروسيا و أمريكا وفرنسا والصين ...وأن نتسلح بالوحدة و نقوم بترشيد النفقات خير من الدعم اللوجيستيكي والمعنوي لقطاع الطرق و هواة الاسترزاق باسم الوطن ...رحم الله فقيدنا جميعا السنة الماضية محمد أركون ،الذي ترك في وصية دفنه بالمغرب رسالة سياسية كبيرة وإيحاءات دلالية عميقة لمن تمد لهم الأيادي صباح مساء لفتح الحدود الموصدة.