كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر الجمعة أن الزيارة التي يقوم بها وفد من نادي برشلونة الاسباني لكرة القدم، جاءت بعد موافقة من أمير قطر الشيخ حمد بن جاسم.
وقالت الصحيفة إن مؤسسة قطر الاستثمارية الداعمة لفريق برشلونة، يرجح أنها تقف وراء قدوم الفريق الكاتالوني إلى إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية، في مسعى منها للحؤول دون تداعيات سلبية شبيهة بما حصل في أعقاب زيارة مماثلة حصلت في الماضي مع فريق "يوفانتوس" الايطالي الذي كانت تدعمه مؤسسة استثمارية ليبية.
وكانت إسرائيل قد شنت حملة تنديد واسعة ضد بطل الدوري الإسباني وأشهر فريق في العالم نادي برشلونة لكرة القدم بعد توقيعه عقد رعاية مع مؤسسة قطر التي ترأسها الشيخة موزة زوجة أمير قطر. وطالبت النادي الكاتالوني بإلغاء هذا العقد مع المؤسسة القطرية، مدعية أنها تعمل لصالح حركة حماس، المصنفة منظمة إرهابية في النطاق الأميركي والأوروبي.
ووقعت مؤسسة قطر في العام 2010 أكبر عقد رعاية في تاريخ برشلونة بقيمة تصل إلى أكثر من 165 مليون يورو.
وهاجمت وسائل الإعلام الإسرائيلية العقد بشدة مؤكدة أن "اتفاقية برشلونة مع مؤسسة قطر يعد مؤشرا خطيرا ويوجه أصابع اتهام ضد برشلونة بدعم الإرهاب، لأن أحد مؤسسي مؤسسة قطر هو الشيخ يوسف القرضاوي الذي تتهمه إسرائيل بالدفاع عن حركة حماس وتمويلها، وكذلك دعم العمليات الفدائية، والدعوة لقتل اليهود".
وظهر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الخميس وهو يمسك بقميص برشلونة الذي يحمل شعار مؤسسة قطر التي طالما اتهمتها إسرائيل بما تسميه دعم الإرهاب، وذلك لدى لقائه رئيس النادي الكاتالوني ساندرو روسيل.
ويقول مراقبون إن هذا الموقف الذي يشكل انقلابا ب180 درجة في الموقف الرسمي الإسرائيلي من النادي الاسباني الأشهر في العالم ومن علاقته مع قطر، إما انه قوبل قطريا بما يستحق تغييره أو إنه منذ البداية كان غضبا مصطنعا ولا يعكس طبيعة العلاقات القطرية الإسرائيلية التي تطورت منذ سنوات، والتي يؤكد هؤلاء المراقبون أنه لو لا وجود مثل هذه العلاقات لما كانت قطر أصلا لتتفوق على ملفات ضخمة مثل الملفين الأميركي والاسترالي وتفوز بكأس العالم.
وكانت بعض التقارير قد تناقلت في العام 2011 خبر تعاقد أمير قطر ورئيس وزرائه مع دولة إسرائيل وجهاز الموساد وأمان وشاباك على ان تقوم إسرائيل بحماية دورة كرة القدم 2022 مقابل ان تدفع قطر ملياري دولار وعمولة 5% عن كل تذكرة دخول للملاعب.
وأكدت هذه التقارير أن الشركة الإسرائيلية وهي سيكيور تال واسمها بالعبرية بروخر كاهايا قد بدأت بالاستعداد فعلاً للتحضير في قطر منذ الآن بقيامها بمهامها الأمنية والتفتيش عن كل شيء قد يكون ملغوماً أثناء البناء على أن تدفع قطر مقابل هذه الصفقة مليار دولار فورا ومليار دولار قبل بدء مباريات الفيفا بثلاث أشهر.
وقالت التقارير إن رجال الأمن الإسرائيليين سيدخلون إلى قطر بجوازات سفر غير إسرائيلية وستقوم قطر بتأمين كل اللوازم لجهاز الأمن الإسرائيلي من الآن وحتى سنة 2022 موعد قمة مباراة العالم في الفيفا على أن تدفع مقابل ذلك ملياري دولار لإسرائيل.
ويرى متابعون، أن الدوحة تعتقد بقوة أن تأمين علاقة "كروية" جيدة مع الإسرائيليين الذي يحظون بنفوذ وبشبكة علاقات واسعة عبر العالم، يمكن ان يؤمن موقفها في ما يعرف بالاتهامات الموجهة إليها بدفع رشاوى لمسؤولين في الفيفا من اجل ضمان التصويت على ملفها لاستضافة تنظيم كاس العالم في 2022.
وكانت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية قد أشارت في تقرير لها نشرته نهاية يناير سلطت فيه الضوء على ملف قطر لاستضافة مونديال 2022، وعنونته ب"قطر غايت" إلى أن القطريين دفعوا الرشاوى لكي يحظوا بشرف استضافة العرس الكروي.
وأشارت المجلة إلى "وجود رائحة فساد تدفع إلى طرح السؤال التالي: هل يجب إلغاء التصويت؟".
وارتكزت المجلة الفرنسية في ادعاءاتها على رسالة إلكترونية قال فيها أمين عام الاتحاد الدولي لكرة القدم مواطنها جيروم فالك: "لقد اشتروا مونديال 2022".
وسبق لصحيفة "سنداي تايمز" البريطانية أن ادعت قيام قطر بدفع رشاوى مما دفع لتشكيل لجنة تحقيق بريطانية برلمانية للبحث في القضية.
واستندت الصحيفة البريطانية حينها إلى الرسالة نفسها التي بعثها فالك إلى رئيس اتحاد الكونكاكاف السابق جاك وورنر يتهم فيها الأول قطر بشراء مونديال 2022.
يشار الى أن فريق برشلونة ينوي إجراء مباراة ودية لم يحدد تاريخها ومكانها بعد.
وكان الفريق الإسباني قد "استضاف قبل أشهر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وحل ضيفا على النادي وحضر أحد مباريات النادي في ملعب الكامب نو في برشلونة.