يفرض الزوج على زوجته أصدقاءه سواء أكانوا متزوجين أم عزابا، وقد تجد الزوجة نفسها مضطرة إلى تجهيز البيت لاستقبالهم والوقوف في المطبخ ساعات طويلة لخدمتهم، فتنشأ حساسية الزوجة حيال هؤلاء الأصدقاء ليصبحوا ضرة من نوع آخر. فهم بالنسبة لها يستحوذون على وقته على حساب بيته وأسرته، التي هي في أمس الحاجة إليه. وإن كانت بعض الزوجات يرفعن الراية البيضاء ويستسلمن لهذا ويتعايشن مع هذا الواقع، فإن البعض الآخر من الزوجات يعلن الحرب عليه، حتى وإن أدى ذلك إلى نهاية الحياة الزوجية. فكيف تتصرف الزوجة إزاء هذا الوضع؟ ترة فاتن وهي أم لكفلين، أن الزوجة الذكية هي التي لا ترفض أصدقاء زوجها الذين لا تتقبلهمبصورة صريحة ومباشرة، وإذا كانت لديها ملاحظات على هؤلاء الأضدقاء، فإنها تستطيع أن تقنع زوجها بالكلمة الطيبة، مبينة له بوضوح أنها تنفر من بعض أصدقائه أو لا تجدهم موضع ترحاب وتقدير من جانبها، بحيث تطرح عليه أسبابا وحججا منطقية تبرر موقفها هذا، بشرط أن يكون النقاش بينهما في جو ودي وبلا صراخ أوعراك، لكي يدرك الزوج أنها فعلا لا ترتاح لوجود بعض أصدقائه في البيت الخاص بحياتهم الزوجية والأسرية. وتضيف أنا شخصيا قد أوضحت لزوجي أن خروجه الكثير مع أصدقائه لا مبرر له، فهو مسؤول عن بيت وأسرة وفي الوقت نفسه لم أمنعه من الخروج مع أصدقائه بتاتا، بل خيرته أن يقضي يوما واحدا في الأسبوع معهم، حتى لا يعتقد أنني أقيد حركته. واقع لا مفر منه أما هدى.م موظفة، فتصارحنا قائلة: ما زلت أتشاجر مع زوجي عقب كل سهرة يقضيها مع أصدقائه سواء داخل البيت أو خارجه، حيث أظل على خصام معه أياما وأحيانا أسابيع، لكن لا حياة لمن تنادي. وتمضي هدى في حديثها مؤكدة أنها تضطر إلى منافقة أصدقاء زوجها ومجاملتهم على حساب راحتها وراحة أبنائها. وتضيف بعصبية لم أعد أحتمل هؤلاء الأصدقاء الذين قلبوا حياتي جحيما، لكن علي أن أتعامل مع الأمر على أنه واقع لا مفر منه، وليس أمامي سوى أن أرفع الراية البيضاء، وأنتظر زواج أصدقائه العزاب، فربما تنجح زوجاتهم في ما فشلت فيه. أصدقاء الزوج العزاب أخطر بينما لنادية.ك ربة بيت، رأي آخر، حيث تقول:" أصدقاء الزوج العزاب هم الأخطر، فهم الذين يشعرون الزوجة بالضيق والملل في الغالب، لأنهم يفضلون الانفراد بالزوج من دون مراعاة ظروفه العائلية، بينما المتزوج يشعر بالمسؤولية عادة ويحترم ظروف الآخرين ويقدرها، ولا يطيل مدة الزيارة، كما تكون زياراته بحساب وبمواعيد". وضع لا يطاق في حين تعبر حبيبة.ج ربة بيت عن اشمئزازها من أصدقاء زوجها الذين لم يتركوا له أي وقت فراغ ليهتم بأبنائه أو يخرج معهم للنزهة في عطلة نهاية الأسبوع، حارمين الأسرة من نعمة الخصوصية. تضيف: "أعيش في وضع لا يطاق، فقد حاولت حل المشكلة مع زوجي، لكنه أكد لي أنه لا يستطيع أن يتخلى عن أصدقائه، ما جعلني أشعر بالإحباط وفقدان الأمل في حدوث أي تغيير في حياتنا". لا أستطيع أن أفرط في أصدقائه من ناحيته يقول سعيد.م، تاجر: "لا أعرف ما الذي تريده منا الزوجات، فنحن نقوم بكل واجباتنا ولا نقصر بشيء، ومع ذلك يستكثرون علينا وقتا نقضيه مع أصدقائنا، أنا لا أعتقد أن هناك رجلا يستطيع العيش من غير أصدقائه وهذا ما يجب أن تفهمه كل زوجة، وبالنسبة لي لا أستطيع أن أفرط في أصدقائي"، يضيف ما يجب أن يعلمه الزوجان حتى تستمر الحياة الزوجية هو إدراك الطرفين أن الزواج ليس احتكارا أو عقد ملكية للطرف الآخر، بحيث تتدخل المرأة بخصوصيات الزوج وعلاقاته بأصدقائه وفي ما يتعلق باعتقاد الزوجة أن أصدقاء زوجها ضرة فقد يرجع الأمر إلى شعور المرأة بالغيرة على زوجها أو الشك به، أو نتيجة للفراغ الذي تشعر به من عدم وجود زوجها معها. يجب على كل زوج ألا تؤثر صداقاته على حياته الزوجية وينبذ حسن.أ، موظف، فكرة هيمنة أصدقاء الزوج على الحياة الأسرية، وتسببهم في خلق العديد من المشكلات، سواء قصدوا ذلك أم لم يقصدوا. وينصح حسن الزوجات اللاتي يفرض أزواجهن عليهن أصدقاءهم، بألا يجاملن إذا شعرن بالملل أو الضغط أو إذا وصلت الأمور حدا بات معه الاحتمال صعبا. ويواصل حسن فيقول على الأزواج مقابلة أصدقائهم خارج المنزل ما دامت هناك أماكن كثيرة متوفرة لهذا الغرض، بشرط أن تكون اللقاءات مقننة وإلى وقت محدد، لكي لا تكون أيضا على حساب الوقت الذي يجب أن يمنحه الزوج إلى الأسرة. يضيف ومن أجل زواج ناجح يجب على كل زوج ألا يسمح أن تؤثر صداقاته على الحياة الزوجية وعلى مسؤولياته تجاه زوجته، بحيث تكون لديه القدرة على التوفيق بين واجباته كزوج وواجباته كصديق، والزوج الذي ينجح في ذلك لا يمكن أن يجعل زوجته تشعر بوجود ضرة ثانية، أي الأصدقاء. نصائح ثمينة من خبراء اجتماعيين • متى تطلب من أصدقائك البقاء بعيدا؟ - يجب أن يكون لكلا الزوجين أصدقاء، لكن يجب وضع معايير وحدود يتم الاتفاق عليها وعدم تجاوزها لصيانة الحياة الزوجية. - أن الإدراك الخاطئ لما يتطلبه الزوجان من خصوصية قد يضر بالعلاقة الزوجية، فعلى سبيل المثال إذا كان الزوجان يقضيان وقتا قليلا معا وأراد أحد الأصدقاء البقاء معهما حتى وقت متأخر من الليل، فمن المؤكد أن يؤثر ذلك على خصوصيات الحياة الزوجية وسيسبب الضيق للإثنين. - من المهم بالنسبة للزوجين أن يخبرا بعضهما بضرورة إبقاء بعض الأصدقاء بعيدا، والحفاظ على الأصدقاء الآخرين، شريطة ألا يؤثروا على خصوصيات الحياة الزوجية، فمن الأجدى للزوجين أن يقررا سويا أي الأصدقاء يجب أن يكونا على مقربة منهما بما لا يؤثر على طبيعة خصوصية حياتهما. - ينبغي على الزوجين أن يخبرا الأصدقاء، خاصة المقربين، بما يفسد العلاقة الزوجية ويسبب الضيق لهما، وبالإضافة إلى أن يحددا سويا من هو الصديق المرحب به ومن هو الصديق غير المرحب به. • الحفاظ على الزواج صحيا؟ - الترابط والتعاون والإحساس المتبادل والتصالح "العناصر الأربعة التي يوصي الخبراء للزواج الصحي، مع ضرورة تطويرها لكي يكون الزواج صحيا ممتعا وناجحا. - يجب على الزوجين احترام قدسية الحياة الزوجية وخصوصيتها، فاحترام كرامة وخصوصية شريك حياتك من أول الأمور التي يجب وضعها في الاعتبار، مع وجوب توازن في الوقت الذي نقضيه في البيت، والوقت الذي نقضيه بالخارج مع الأصدقاء. - ينبغي على الزوجين أن يظهرا لأصدقائهما أن هناك مواضع خاصة في حياتهما الأسرية لا يجب الاقتراب منها، وضرورة التفرقة بين أدوار الأصدقاء وأدوار الزوج والتفرقة بين الاثنين، وحاولا قبل أن تتعرفا على صديق ألا يسبب لكما ضيقا ويفسد حياتكما الأسرية.