أفراد عائلة بنصالح المالكين لمجموعة "هولماركوم" ينتقلون عبر طائرة "هاكو 900 إكس.بي" التي يصل ثمنها على 20 مليون درهم لم تتوقف طموحات رجال الأعمال والمستثمرين المغاربة عند مجرد الفوز بالصفقات وإقامة المشروعات الضخمة وحصد الملايين من الدراهم.. حلم امتلاك طائرة خاصة أو على الأقل السفر على متنها المعيار الجديد للنجومية والدخول في عالم V.I.P... هناك حاليا بالمغرب 4 رجال أعمال مغاربة يمتلكون طائرات خاصة أو بالأحرى تمتلكها شركاتهم التي يديرونها بينما تنشط 7 شركات متخصصة في كراء الطائرات الخاصة لرجال الأعمال والمستثمرين وكذا للفنانين العالميين الذين يحيون حفلات بالمغرب، فمنذ انطلاق هذا النوع من الأنشطة في ستينيات القرن الماضي من طرف شركة "كازا إير سيرفيس" التي أسسها الكولونيل اليوسي والتي اتجهت فيما بعد لمجال الإسعاف بواسطة طائرة خاصة، برزت 7 شركات استثمرت الملايين من الدراهم لاقتحام هذا المجال، ثلاث منها يسيرها أجانب والباقي يسيره مغاربة، وهي "هيليكونيا هولدينغ" بمراكش و"إير مراكش" و"الفا إير" و"ميدي برذزنس جيت" بالدارالبيضاء و"داليا إير" و"وانفا جيت" و"إير رباط" العاصمة الإدارية للمملكة. معاملات القطاع يتربع امتلاك الطائرات الخاصة على عرش قلوب أصحاب المليارات بالمغرب، بعضهم يستخدم طائراته للرحلات الشخصية والبعض الآخر يؤجرها للأفراد عن طريق شركات للطيران الخاص بمبالغ فلكية لا تقل عن مليون سنتيم لكل ساعة تحليق ويقول شكيب لحريشي، الرئيس المدير العام لشركة "ألفا إير" للطيران الخاص، إنه بالمقارنة مع العدد القليل من الشركات التي تنشط في هذا المجال بالمغرب، فإن التقديرات التي يمكن أن نسوقها لرقم معاملات القطاع لا يجب أن تتعدى 50 مليون درهم، مؤكدا أن طيران الأعمال يبقى متواضعا بالمغرب رغم أهميته فعدد طائرات الأسطول العالمي في هذا القطاع يفوق 23 ألف طائرة، تناهز نسبته في أمريكا الشمالية 72 في المائة ب"2400 طائرة، أما إفريقيا فلا تتوفر إلا على حصة 2.7 في المائة، في حين تتقاسم البقية كل من أمريكا الوسطى، وآسيا، والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وإذا كانت تقديرات لحريشي لا تتعدى رقم 50 مليون درهم، فإن دنيال سيغو المسير المسؤول لهولدينغ "هيليكونيا" صرح ل"أوال" برقم يفوق 35 مليون درهم كرقم للمعاملات يمكن لشركته أن تحققه لوحدها خلال السنة المقبلة، مع تأكيده أن الربح بالنسبة للشركات التي تنشط في مجال الطيران الخاص لا يكون آنيا بقدر ما يجب على المستثمرين الانتظار لمدة قد تصل إلى 4 سنوات من أجل جني أرباح من استثماراتهم الضخمة. ضرورة لربح الوقت يقول خبراء الطيران إن امتلاك بعض رجال الأعمال للطائرات الخاصة أو كرائها ليس فقط من قبيل مظاهر الثراء كما يعتقد البعض لكنهم عندما يلجؤون لهذا النوع من الخدمات إنما يدفعون ثمنا مرتفعا ل"شراء الوقت" قبل أي شيء آخر فحاجة رجل الأعمال للسفر في رحلة سريعة تتطلب سرعة الانتقال للخارج وخاصة في ظل الظروف الحالية التي تعم العالم جراء التهديدات الإرهابية بواسطة تفجير الطائرات فالإجراءات المعقدة للسفر بالمطارات واستخراج التذاكر وتحديد مواعد الرحلة وغيرها، كلها عوامل تبطئ من سرعة عمل رجال الأعمال الذين يؤمنون بأن "الوقت من ذهب".. بل أحيانا لا توجد مقاعد بالطائرة تكفي لسفر رجل الأعمال وبصحبته مجموعة من مستشاريه وغيرهم، وقد يصل عددهم إلى 10 إلى 15 فردا.. كما يمكن أن يفاجأ رجل الأعمال بعدم وجود رحلة للطائرة من الأصل في اليوم الذي يرغب السفر فيه لإتمام الصفقة، ولذلك أصبحت هناك ضرورة لبعض رجال الأعمال لامتلاك طائرة خاصة، أو كرائها لينتقل بها بخرية في أي وقت يشاء وبصحبة الأشخاص الذين يريدهم في رحلته، سواء للعمل أو الفسحة. لكن ذلك لا يعني حسب إطار المكتب الوطني للمطارات إلغاء الإجراءات الرسمية لإنهاء سفر رجل الأعمال فامتلاكه للطائرة يقتصر فقط على السرعة وحرية التنقل أما الإجراءات داخل المطار فإنه يتم تطبيق جميع إجراءات السفر مثل فحص الجوازات وتطبيق جميع الإجراءات الأمنية على المسافرين وحقائبهم وكذلك ضرورة الحصول على تأشيرة الدخول للدولة المتجه إليها وأيضا تطبيق الإجراءات الجمركية عند وصوله للمطار مثل أي راكب عادي، لكن هناك طبعا الفرق في المعاملة وسرعة أداء هذه المهام داخل الصالة المخصصة ل"في.اي.بي" بمطارات المملكة. معاملة خاصة يتمتع أصحاب الطائرات الخاصة بمعاملة مميزة عن الركاب العاديين الذين يستخدمون طائرات النقل العادية فالخدمة في صالة "في.اي.بي" المخصصة لأصحاب الطائرات الخاصة وكذا الشركات التي تكتري هذه الطائرات لرجال أعمال ومستثمرين وفنانين هي خدمة 5 نجوم، وقد يجد رجال الجمارك وشرطة الجوازات حرجا في معاملة باقي الركاب، وقد خصص المكتب الوطني للمطارات "صالة الطيران الخاص" المتواجدة بكل من مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء ومطار المنارة بمراكش مختلف المصالح الإدارية الضرورية من جمارك وشرطة المطار وكذا الدرك لتسهيل عملية وصول الركاب وإقلاعهم من المطار بهدف ربح الوقت الذي يعتبر قطب الرحى بالنسبة لهذا القطاع، وتتوفر الصالة المخصصة لرجال الأعمال بمطار محمد الخامس والتي افتتحت سنة 2008 على "مهيني غولف" وصالة للرياضة والاسترخاء وسيارات فخمة لتقل المسافر إلى غاية درج الطائرة الهيليكوبتر في خدمة V.I.P بعد الطائرات الخاصة التي بدأ العمل بها منذ الستينيات من القرن الماضي، أصبح بإمكان رجال الأعمال والسياح استعمال طائرات الهيليكوتير إلى مناطق يصعب الوصول إليها في ظرف زمني قصير، كما أن هناك مديرين لشركات كبرى استقلوا الهيليكوبتر من أجل إنجاز مهام محددة في المكان والزمان إذ يمكن للمدير العام أن يجتمع مع موظفيه في أحد الأوراش البعيدة والرجوع في نفس اليوم دون عناء يذكر، كما أن من خاصية هذا النوع من الطائرات عكس الطائرة الخاصة أن الرؤية داخل الهيليكوبتر تكون سياحية بامتياز حيث تأكد أوريلي جيرو ، المديرة العامة ل"هيليكونيا هولدينغ" أن الزجاج المكشوف للهيليكوبتر يوفر للراكب رؤية ومناظر لا يمكن العثور عليها في ناقلة أخرى وهو ما يجعل ثمن الرحلة عبر هذا النوع من الطائرات يصل إلى 18 ألف درهم، أحيانا لساعة من الطيران فقط طائرات خاصة ب"نصف الثمن" كانت لتداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بالعالم منذ 2008 الوقع الحسن على بعض المستثمرين في ميدان الطيران الخاص، حيث تقهقرت أسعار الطائرات الخاصة وخصوصا القديمة منها إلى النصف ومن هؤلاء الذين اشتروا طائرات بثمن رخيص هناك الأخوان لحريشي ، صاحبا شركة "الفا إير" . اللذان كشفا في إحدى الندوات الصحفية المنظمة مؤخرا بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، أن شركة "الفا إير" اشترت طائرة "جيت ستريم 32" بسعر مناسب لا يتعدى 15 مليون درهم مغتنمة ظروف الأزمة العالمية مما مكنها من الحصول عليها بنصف سعرها الحقيقي تقريبا. بحيث يبلغ السعر الحالي لهذا الموديل 35 مليون درهم وأكد شكيب لحريشي أن "الفا إير" هي شركة مغربية مائة في المائة اقتنت هذا النوع من الطائرات المصنعة في بريطانيا والذي تبلغ طاقته الاستيعابية 19 مقعدا يعتبر الأول من نوعه في هذا المجال بالمغرب وجاء في إطار استراتيجية الشركة الهادفة إلى المساهمة في تطوير نشاط هذا الفرع من الملاحة الجوية، حيث سيمكن من نمو رقم معاملات شركته بالتوجه نحو نشاط نقل السياح عبر الطائرات الخاصة والذي لا يزال في بداياته بالنسبة للمغرب. رجال أعمال يتنقلون عبر "الهيليكوبتر" تعتبر "هيليكونيا هولدينغ" رائدة في مجال تنقل الأشخاص ورجال الأعمال عبر "الهيليكوبتر" وهي الشركة الوحيدة بالمغرب التي تنشط في مجال كراء "الهيليكوبتر" فبعد شرائها من مالكها كريم بلفلاح المعروف بمطعمه الشهير بمراكش تحت اسم "عند علي" أصبحت الآن في ملكية أوربيين الذين استثمروا أكثر من 240 مليون درهم من خلال شراء 6 طائرات هيليكوبتر جديدة وفضاء من 2.3 هكتار بمدينة مراكش مخصص لإيواء وصيانة طائرات "الهيليكوبتر" ولدى المجموعة 3 فروع هي "بالم إير مراكش" و"هيلي سيد" و"هيليكونيا للصناعة" المتخصصة في صيانة الطائرات، وخلال هذه السنة سيصل عدد ساعات الطيران 1400 ساعة. 4 مجموعات كبرى يتوفر رؤساؤها على طائرات خاصة، وتكون في الغالب تابعة للشركات التي يديرونها ومن بينهم أفراد عائلة بنصالح المالكين لمجموعة "هولماركوم" التي يديرها محمد حسن بنصالح. أكبر الشركات المغربية للطيران الخاص "أنفا جيت": من المساهمين الرئيسيين في الشركة نجد الأمير مولاي إسماعيل ونور الدين ميضان وحسن آيت علي وكذا سيرج مولر وتتوفر الشركة على عدة طائرات منها "سيسنا سيتاسيون سي 525" وتتراوح الأثمنة المقترحة لهذه الشركة بالنسبة لساعة من التحليق ما بين 3 على 4 ملايين سنتيم. "ميدي بيزنس جيت" أهم مساهم في الشركة عزيز أخنوس صاحب هولدينغ "أكوا" بالإضافة إلى حفيظ العلمي، الرئيس المدير العام لشركة "سينيا السعادة" ثم سعيد لعلج وزهير بناني، وتتوفر الشركة على 3 طائرات من طراز "ليرجيت 45" و"هاوكر 400" و"بيتش 350" وتبلغ كلفة ساعة من الطيران في هذه الشركة حوالي 3 ملايين سنتيم "ألفا إير": وهي الشركة التي يتقاسم رأسمالها كل من الأخوين شكيب وأنس لحرشي تتوفر على 3 موديلات من الطائرات هي "جيت ستريم 32" و "فالكون 10" و"بيبر سينيكا 2" وتبتدئ الأسعار من 10 آلاف درهم لساعة طيران "هيليكونيا هولدينغ" تأسست منذ سنة 2008 بعد شراء "هيلي سيد" التي كانت تملك طائرة خاصة واحدة فقط، وتوسع مجال أنشطة الهولينغ بعد ترؤس كل من أوريلي جيرو ودنيال سيغو للمجموعة ليشمل كراء طائرات الهيليكوبتر وهو النشاط الذي تتميز به باقي الشركات الأخرى. "داليا إير" وهي شركة لفرع لمجموعة "داليا للتنمية" ذات الرأسمال الكويتي دخلت غمار هذا المجال مؤخرا بامتلاكها لطائرة "أمبراير ليغاسي". لماذا أسعار التنقل عبر الطائرة الخاصة باهضة؟ نظرة خاطفة للأثمنة المقترحة من شركات الطيران الخاص بالمغرب توحي بأنها جد باهضة، حيث نجد مثلا أن رحلة ما بين مراكشوالدارالبيضاء تكلف 10 آلاف وما بين العيونومراكش حوالي 15 ألف درهم لكن المهنيين في القطاع يعتبرونها معقولة بالنظر إلى المصاريف المرتبطة بالرحلة وكذا كلفة الصيانة والربان ... إلخ، ويؤكدون ذلك بكون المتتبع للرسوم التي يدفعها أصحاب الطائرات الخاصة للمطارات يكتشف أنها تشكل عبئا كبيرا، فالمطار يقوم بتحصيل رسوم إيواء وإقامة للطائرات حسب وزنها، بالإضافة إلى مبلغ 5000 درهم نظير تحريك الطائرة بطاقمها وهناك أيضا رسم دخول صالة ال"في.أي.بي" المخصصة لهذه الطائرات ، والتي تبلغ قيمتها حوالي 500 درهم عن كل راكب، ورسوم المطار ليست كل ما يتكلف به صاحب الطائرة فهناك مبالغ أخرى يدفعها للشركة التي تخدم طائرته بالمطار خصوصا شركات الصيانة، وهناك أيضا رواتب الطيارين وأطقم الضيافة، حيث لا يقل راتب الطيار عن 25 ألف درهم وأفراد الضيافة لا يقل راتب الواحد منهم عن 10 آلاف درهم في الشهر بالإضافة إلى الرسوم التي يفعها للمطارات الخارجية بالدول التي تهبط فيها الطائرة أما كلفة صيانة الطائرة الخاصة فهي بالنسبة للحريشي الأكثر استنزافا لموارد الشركات العاملة بهذا المجال، حيث حدد نسبة كلفة الصيانة في 60 في المائة من مجموع المصاريف التي تخص طائرة خاصة. الإسعاف بالطائرة الخاصة أصبح هذا النوع من الخدمات بالمغرب يتطور شيئا فشيئا أمام تزايد عدد الأشخاص المؤمنين، بهذا النوع من التأمين وخصوصا السياح الأجانب، بالإضافة إلى المغاربة الذين أضحوا يولون أهمية لتأمين الحياة الذي يدخل في طياته "الإسعاف عبر طائرة خاصة" حيث يصل ثمن هذا التأمين ما بين 2000 إلى 3000 درهم، وهناك 3 أنواع من الطيران الخاص بالإسعاف ونقل المرضى بالطائرة الخاصة من المدن الأخرى إلى مدينة الدارالبيضاء التي تتواجد بها المصحات المجهزة والمتقدمة إذ تقل الطائرة المريض إلى مطار محمد الخامس وتكون هناك سيارة إسعاف في انتظاره لتقله إلى المصحة، فمثلا رحلة من هذا النوع ما بين مدينة أكاديروالدارالبيضاء قد تتراوح كلفتها ما بين 30 إلى 40 ألف درهم للمريض، وحوالي 25 ألف درهم من مدينة مراكش وهي كلفة ساعة من الطيران. التوجه الثاني يخص نقل المرضى من دول إفريقية إلى الدارالبيضاء حيث أصبح المغرب قبلة لعدة مرضى أفارقة ميسورين أو لهم تأمين خاص بذلك، فقرب المغرب من هذه الدول يوفر لهم الوقت والمال وكذا تخفيف الإجراءات المعقدة المرتبطة بالتأشيرة إذا كان المريض يريد السفر إلى أوربا مثلا. أما النوع الثالث من هذا الصنف فهو نقل المرضى من المغرب، لأن أغلبهم لديه تأمين وإذا حصل له أي مشكل صحي أو حادثة وأراد أن يعالج ببلده فإن شركة التأمين تكتري له طائرة خاصة لتقله. الذين باعوا طائراتهم الشعبي وبنجلون والدرهم لا أحد يعلم لماذا باع رجل الأعمال ميلود الشعبي صاحب هولدينغ"يينا" طائرته الخاصة التي كان يتنقل بها في جميع سفرياته وهي من نوع "سيسنا 421" الصغيرة الحجم، كذلك الشأن بالنسبة لرجل أعمال آخر ينحدر من المناطق الصراوية ويتعلق الأمر بحسن الدرهم الذي باع طائرته من نوع "كينغ إير 200" بالإضافة إلى عثمان بنجلون صاحب هولدينغ "فينانس كوم" الذي كان يكتفي في تنقلاته بطائرة خاصة صغيرة الحجم من نوع "كينغ إير 200"، لكن الأرجح أن يكون تخلص هؤلاء من طائراتهم يرجع إلى الكلفة المرتفعة لصيانة وإدارة هذا النوع من الآلات مقارنة مع كرائها من شركة متخصصة.