خطير جدا ان يكون في المغرب و في قلب مؤسسة دستورية و هي البرلمان سياسي منتمي للحزب الحاكم و يقود الكثير من القرى و المدن و الجهات ، برلماني شاب متشبع بمبادئ الفكر المتطرف و حاقد وناقم و محرض على النيل من شابات ذنبهن الوحيد ان مجتمعهن و مدارسهن و معاهدهن و اسرهن تعلمهن و تغرس فيهن قيمة التضامن و التآز مع الغير بغض عن عن ديانة او ثقافة او لون او لغة هذا الغير او جغرافيته فيقتطعون من عطلهم و راحتهم و عادات عيشهم و يتطوعون لخدمة من يرونه في حاجة الى عقولهم و سواعدهم و طراوة شبابهم ، البرلماني اياه اخرج للعلن و في حماسة ابعدته عن كل تقية" واقية" و انسته ما يمثله على مسرح حزبه و تنظيماته من ادوار المسايرة و التعايش المغشوش لدرء شبهات الولاء للحزب -العشيرة اكثر منه للوطن و ثوابثه فنطق اختصارا فجا نشازا ببعض ما في احشائه من غلو و نقص و كبث و احتقار للمرأة . النساء في نظره و تقديره شبهة بخلفيات المكان و وحدة الجنس و الدين و الانتماء و لذلك فعيونه العطشى الزائغة عن عقلها المتعبة بالنفاق اظهرتهن له "حوريات" في تارودانت "بلباس البحر في عز الحر و القحط و الفقر اعماه حنقه فلم يقدر عملهن و جهدهن و عرقهن بل مهد و نصب نفسه طبيا و مندوبا للشغل ثم واعضا و ناصحا و مرشدا و عالما في الوقاية من الحساسية و الحروق و تأثيرات الاسمنت على الجلد" الاجنبي " لينط بعد ذلك و يقفز عاريا مليطا سليطا الى منبر الفقيه المشكك في النوايا و الاهداف و في حقيقة الرسالة من الورش لتنتهي به التفاهة او على الاصح القناعة الى اتهام الشابات بنشر الرديلة و التغريب و التعري في منطقة يعتز بكونها "محافظة" و يتمناها دائما محافظة على فقرها و عزلتها اما قيم اهلها فاسمى مما يتصور كرما و انفتاحا انه ممثل امة او كمبارس امة لكل حقه في التقدير كمبارس استرعته سيقان و سواعد و سعادة بلجيكيات قدمن لمد يد العون لنا ولم يستحضر او يشفق او يذكر معاناة نساء بلدته من وعورة المسالك واوساخ الوحل و معلقاته و ثقله و عذاباته شتاء و لم يفكر كما فكر في لباس البحر ! في الاقدام الحافية المشققة المتعبة لطفلات و اطفال المدارس و تعب الرعاة و المتسوقين وحاجاتهم الى مسالك معبدة ، ربما هو يرى ان جلد هؤلاء المعجون بتراب هذا الوطن لا يستحق الخوف عليه مادام يتصرف ألمه و وجع عزلته اصواتا مقدسة تفتح فردوسا موعودا قادما على ضوء مصباح لا حاجة فيه لمقطع صغير في مسلك دون معنى. مثل هذا الموقف لا ينبغي ان يمر بسهولة لابد من مواجهته و التنديد به و تعرية حقيقة اهدافه و المبتغى الاساس من تمريره و تدوينه لا تساهل مع كل كلمة تلغي التسامح و تدعوا للكراهية و تهدد الحق في الحياة او الحق في السلامة الجسدية للغير لا يمكن التسلل من تحت عتبة حرية التعبير لهدم بيت القوانين و المؤسسات و مبادئ الدستور الحرية ليست تصريفا للقناعات فحسب كما جاء على لسان السيد افتاتي بل تصريف للكلمة بما يخدم القناعات التي لا تشكل تهديدا لامن الافراد و امن الدولة و تحرض على الفتن و الكراهية و الحقد مؤسف ف لا تضامن فيما يضر الوطن و لا معنى ان نعود لتاريخ الاستعمار الفرنسي و الاسباني لنبرر او نعطي المشروعية لكلام خطير و مضلل و مؤثر في نفوس بعض المرضى النفسانيين و الحاقدين المتربصين بالكلمات و المواقف و الفرص لتقويض امن و تعايش مجتمعنا و احترامه للغير …. و لنتواضع اسي افتاتي و نصغي لتخلفنا و انانيتنا نحن في حاجة الى دروس مكثفة و الى تعبئة شاملة في المدارس و الاحزاب و المؤسسات و الاحياء و المداشر لاعلاء معنى التضامن عن قرب و التطوع بفعالية و تواضع تماما كما يفعل بعض من الشبان المغاربة في اماكن محدودة و كما يفعل البلجيكيات و الفرنسيات و الهلنديات عندما يختاروننا لخوض تجربتهم في التطوع اقتناعا منهم اننا دولة امنة و مجتمع مضياف ليس فيه برلمانيين و مؤسسات تقارب الطلبان ….في الدعاية للعنف و الكراهية ..