تأكد عبر وسائل الإعلام العالمية أن المغرب سيقدم مبلغ مليار و 100 مليون سنتيم لمنتخب الأرجنتين في المقابلة الودية التي ستجرى يوم 26 مارس بطنجة، الأمر الذي دفع العديد من النشطاء للدعوة لمقاطعة المقابلة بناء على سياسة الدولة في إهدار المال العام في اللهو و الثرف، وفي المقابل دافع البعض عن إجراء المقابلة اعتقادا منه أن المقاطعة تستهدف مدينة طنجة، خصوصا أن المنتخب لم يلعب في عاصمة البوغاز منذ زمن بعيد وتعتبر المرة الأولى التي يزور فيها المنتخب الأول ملعب طنجة الكبير، و أيضا إعلان دعوة المقاطعة بعدما تأكد أن المقابلة ستكون في طنجة، جعل بعض الجمهور الطنجي يعتزون و يتفاخرون بشراء التذكرة وفي اعتقادهم أنهم بذلك ينتصرون لمدينتهم. جميل أن تحب بلدك و مدينتك و تحب مناصرة منتخبك، لكن يجب أن تعلم أن دعوة المقاطعة في اعتقادي تهدف إلى إيصال رسالة إلى من يشرف ويدير زمام الأمور، وأن الأولوية للقطاعات الحيوية و التي تعرف ردة على مستوى الحقوق و الواجبات و التضييق على المكتسبات، فلا يعقل أن تسير الدولة في طريق التقشف و الزيادة في الأسعار في الكثير من الخدمات الإدارية و الضرائب، وفي المقابل يتم هدر المال العام على اللعب و اللهو وتنظيم المسابقات و المهرجانات التي تكلف خزينة الدولة الأموال الطائلة سواء على مستوى الرياضة أو السينما أو الغناء. فكيف يعاقب المواطن المغربي باقتطاع جزء من أمواله إذا أراد إخراجها إلى الخارج، ومن جهة أخرى تأتي الفرق الرياضية و المجموعات الغنائية والسينمائية لتأخذ العملة الصعبة من وطننا ببرودة؟. يحتاج إلى الكثير من الوعي ذلك الذي يروج أن الأموال ستوزع في الشوارع في حالة لم تجرى المقابلة، أو غاب لاعب الكرة الشهير ميسي الذي اشترط شرطا إضافيا، ويظن ذلك الشخص أنه بذلك يستهزئ بمن دعى للمقاطعة، والحقيقة تظهر مدى سطحية و تفاهة هذا الأخير، الذي لم يدرك مغزى وأهداف الدعوة إلى المقاطعة، فهي لا تستهدف لا لاعب ولا منتخب ولا مدينة، بقدر ما توجه رسالة إلى أصحاب القرار من أجل تغيير مثل هكذا سلوكيات، التي تضر بالمصلحة العامة للبلد كما يراها دعاة المقاطعة. أما بالنسبة لإعلان المقاطعة بعدما تأكد أن المقابلة في طنجة، فيجب أن يعلم المتتبع أن المبلغ المدفوع من المغرب إلى الأرجنتين يعتبر سابقة في تاريخ الكرة المغربية، والخبر تم تأكيده بعدما تم إعلان أن طنجة هي المدينة المستضيفة، وبالتالي فإن دعوة المقاطعة تستهدف السلوك الذي قامت به الجامعة بتقديم أموال طائلة في مقابلة ودية وليست مدينة طنجة، وأما قول البعض إذا أردتم المقاطعة فقاطعوا موازين فتلك نظرة تبين أن صاحب هذا القول إما انه مغيب عن الساحة أو يتحدث بدون وعي، وكلنا يعلم كيف أثرت نسبة المقاطعة في مهرجان موازين السنة الماضية، وحجم الأضرار التي نالها المهرجان المذكور بسبب المقاطعة، لكن ليس كل الناس على قلب رجل واحد فلهذا ستجد المقاطع و المؤيد في كل المناسبات. وفي الختام أعتبر هذا النقاش صحي سواء من طرف الداعين للمقاطعة أو الرافضين لها، فالأول دعته غيرته وحبه لهذا الوطن من أجل إيصال رسالة لمن يسير الشأن العام، والثاني دفعه حماسه من أجل تشجيع المنتخب الوطني داخل مدينته.