يعد الاحتفال بالأمازيغية، احتفال بيئي شعبي بامتياز، إذ يتم الاحتفال به أسوة بالأعياد الدينية والوطنية، ولفهم أصوله وتاريخه يجب العودة إلى المرجعية التاريخية التي بدأ بها الاحتفال، والتي تتمثل في مجموعة من الأبعاد المرتبطة بالمجتمع والطقوس الخاصة بالاحتفال. هناك تنوع كبير لعادات وطقوس الاحتفال نظرا لامتداده على الرقعة الجغرافية التي تشمل الاحتفال، من سيوة إلى جزر الكناري ، ومن البحر المتوسط إلى نهر السينغال، وهيحسب وثائق وكتابات تمثل طقوسا عريقة تعود لعصور خلت، بالإضافة إلى المؤشرات العديدة في ثقافتنا الأمازيغية التي توضح أن الاحتفال ضارب في القدم من الناحية التاريخية. وبالحديث عن الجانب التقويمي، فقد تم اعتماد التقويم الأمازيغي حينها من أجل التأريخ للهوية الأمازيغية، فمثلها مثل جميع التقويمات الأخرى، الهجرية والميلادية والعبرية، التي لها مرجعية دينية، والتقويم الفلاحي، الذي يرتبط بالفلاحة، والذي له ارتباط وطيد بالتقويم الأمازيغي، لأن التأريخ الذي يعتمده التقويم الأمازيغي أوصل الأمازيغ إلى رأس السلطة الدينية والسياسية في مصر، حيث كان التقويم مرتبطة بالأرض والبيئة والفلاحة. ومن جانب آخر، يكون التقويم في أي حضارة، بعد اتفاق الناس على حدث معين في زمان ومكان معينين، فاتفق عدد من مثقفي ومناضلي الأمازيغية في الستينات، على اختيار حدث تاريخي معروف ومؤرخ ومنصوص عليه كتابة، فاستعرضوا مجموعة من الأحداث تدعمها مجموعة من الدلائل الملموسة والمكتوبة وغيرها من الأدلة التي يمكن اعتبارها بداية للتقويم الأمازيغي، فاستقر رأيهم على حدث تاريخي للأمازيغ، ألا وهو وصول الأمازيغ إلى أعلى سلطة في العصر الفرعوني، من خلال شيشونق الأول الذي أسس حكم الأسرة الثانية والعشرين التي ساد أثناءها أحد عشر ملكا فرعونيا أمازيغيا (من سنة 950 ق.م. إلى سنة 720 ق.م.). ويشار إلى أن حكم الأمازيغ استمر خلال الأسرتين ال 23 و 24 ليستحق هذا الحدث، أن يكون مرجعية تاريخية للتأريخ للهوية الأمازيغية والقضية والتاريخية الأمازيغية.