علاقة بموضوع وفاة طفلة بالغة من العمر سنتين من دوار " إمي نومغار " بجماعة توغمرت بإقليم تارودانت، والتي وافتها المنية بعد رحلة علاج شاقة من مدشرها صوب المستشفى الإقليمي المختار السوسي بعدما لسعتها عقرب سامة. ربطت "كاب24 تيفي" الإتصال بأب الضحية المكلوم، والذي خص القناة بتصريح مفاده، أن طفلته قد تعرضت للسعة عقرب سامة بعد ظهر يوم الإثنين الماضي 27 غشت 2018 ليقوم بالبحث عن وسيلة للتنقل في الدوار لنقل فلذة كبده إلى المستوصف المركزي بالجماعة، إلا أنه وضع صوب عينيه توفير الوقت للتنقل إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي المختار السوسي بتارودانت على بعد 60 كلمتر باعتبار أن المستوصف المركزي بالجماعة لا يوفر أي خدمات صحية حسب تعبيره، نتيجة لغياب وسائل صحية لإغاثة ضحايا الحشرات السامة اللهم بعض العلاجات التقليدية للجروح والكدمات إن تم إيجاد ممرض أو إطار صحي بالمركز. وبنبرة خافتة، يضيف عمر أب الضحية بأنه أوصل فلذة كبده بواسطة سيارة الإسعاف الجماعية بعد أدائه لمبلغ مالي خاص بواجبات الوقود ليلج بعدها لمستعجلات المختار السوسي بالمدينة مساء الإثنين المنصرم ليتم تلقيحها بإبرة تحتوي على مضاداة حيوية لمنع انتشار السم في جسدها الصغير ، ليطلب منه الطاقم الطبي الإنتظار لساعات إضافية دون إدخال الطفلة إلى غرفة الإنعاش ، ومما عقد وضعية عائلة الضحية هو قرار اصطحاب ابنته إلى المنزل بالمدشر بعد استقرار حالتها الصحية و عدم تمكن العائلة من توفير مصاريف للمبيت في الفندق بالمدينة بالرغم من أن توجيهات الطبيب المشرف على حالة الطفلة كانت واضحة بعدم إبعاد الطفلة من المستشفى بدون تقديم اي تبرير على عدم إدخالها إلى غرفة الإنعاش. القرار الذي اتخذه الأب لم يكن إختيارا موفقا، بعد أن تضاعف الوضع الصحي للطفلة وازداد سوءا حوالي الساعة الرابعة صباحا وعي بين أحضان أمها بمنزل العائلة بالدوار ، ليتم نقلها مجددا على متن سيارة الإسعاف الخاصة بالجماعة إلى المستشفى الإقليمي بتارودانت وتم إدخالها إلى غرفة الإنعاش إلا أن محاولات الفريق الطبي المكلف بحالتها الصحية باءت بالفشل لتفارق الحياة منتصف ليلة الأربعاء بعد ساعات من رحلة علاج فاشلة. تجدر الإشارة بأن المركز القروي بجماعة " توغمرت " على بعد مايناهز 60 كيلومترا عن مدينة تارودانت بالرغم من توفره على مركز صحي، إلا أنه لازال يعاني من غياب أطر طبية قادرة على إغاثة ضحايا لسعات العقارب، اللهم بعض المتطوعين من الساكنة المحلية الذين خلقوا مراكز علاج تقليدية لإغاثة المواطنين بتقنيات تقليدية يمكن أن تشكل بدورها مخاطر حقيقية تنضاف إلى مخاطر الحشرات والكائنات السامة .