أكد أعضاء المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، اليوم الخميس بفاس، أن "ميثاق العلماء الأفارقة" لن يخدم علماء القارة فحسب، بل سيكون منارا للعلماء في العالم الإسلامي أجمع، في تبليغ رسالتهم العلمية إلى مجتمعاتهم. وأبرز العلماء الأفارقة، خلال جلسة تقديم مشروع "الميثاق"، في إطار أشغال الدورة السنوية العادية الرابعة للمجلس، أن هذه الورقة العلمية تمكن الناس من معرفة مواصفات وواجبات وحقوق "العالم الحقيقي"، وتشكل "التزاما من العلماء أمام الانسانية جمعاء". وأشاروا إلى أن هذا الميثاق يكفل توحيد صفوف العلماء الأفارقة، ويحول كذلك دون "اندساس الم ضلين الذين يفتنون الناس ولا يرشدونهم، بين علماء الأمة الحقيقيين". واستعرض المتدخلون، خلال هذه الجلسة، المحاور الكبرى للميثاق، لا سيما تعزيز المذاهب السنية بكل أبعادها، والعقيدة الأشعرية، والتصوف السني، وترسيخ قيم التضامن، ووسطية الدين الحنيف، وحماية الأمن الروحي بإفريقيا، والإسلام وتكريم الانسان. كما استجلوا معالم أخرى، من قبيل التسامح الديني، والنهوض بأوضاع الشباب والمرأة والطفل، وتعزيز السلم الاجتماعي، وصيانة التراث الإفريقي الإسلامي. وفي هذا الإطار، أكد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محمد رفقي، أن مشروع ميثاق العلماء الأفارقة يعتبر "ورقة مرجعية" اشتغل عليها العلماء على مستوى فروع المؤسسة والمركز، انطلاقا من الثوابت الدينية المشتركة. وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الورقة العلمية، التي سيتم إقرارها سنة 2023، ستكون إطارا مرجعيا "جامعا مانعا" لعلماء إفريقيا، ومثالا حيا لما يجب أن يقوم به العالم المسلم أينما كان. من جانبه أكد نائب رئيس جامعة القرويين، والخبير بمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محمد أديوان، أن الميثاق يجمع كلمة العلماء الأفارقة إزاء الموضوعات المختلفة التي تهم البلدان الإفريقية، وكذا القضايا المشتركة والعمل الإفريقي المشترك. وأبرز، في تصريح مماثل، أن هاته الوثيقة العلمية تحمل مجموعة من قيم الدين الحنيف التي تتوحد حولها إفريقيا، وكذا المسائل الفقهية والمذهبية والعقدية، مبينا أنها تحدد كذلك "صفات العالم" التي يشترك فيها جميع علماء إفريقيا، الذين يبلغون الدين الحنيف على أساس الوسطية والاعتدال والابتعاد عن الغلو والتطرف. يشار إلى أنه تمت المصادقة، خلال الدورة العادية لاجتماع المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، المنعقدة بمدينة فاس يومي 17 و18 دجنبر 2019، على إعداد وثيقة مرجعية تعتبر بمثابة "ميثاق للعلماء الأفارقة". وعقدت اللجنة العلمية لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، شهر مارس 2021، في نواكشوط، اجتماعا علميا، نظم على مدى يومين، خصص لتدارس مشروع "ميثاق العلماء الأفارقة"، في أفق تقديمه بالدورة العادية لسنة 2022 بفاس.