اعتبر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) كريستوفر راي، في مقابلة مع قناة (NBC) أن التهديد الرئيسي للتجسس على الولاياتالمتحدة اليوم يأتي من الصين، وأن جهازه عاجز عن منعه. ولاحظت القناة، أن بكين تبحث عن أحدث التقنيات الدفاعية، وترسل طلابها إلى الجامعات الأمريكية. وقال المسؤول الأمني الأمريكي للقناة: "أعتقد أنه من وجهة نظر مكافحة التجسس، فإن الصين تمثل، من عدة جوانب، أكبر وأخطر تهديد لبلادنا. ومما يثير القلق بشكل خاص التجسس الأكاديمي، فمن المحتمل أن يقوم بعض الطلاب الصينيين، بناء على أوامر من الحكومة الصينية، بسرقة الأبحاث، التي تمول الكثير منها القوات المسلحة الأمريكية". وحسب وثائق مكافحة التجسس، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي يضع في المقدمة الوضع في جامعة ديوك، وفي مختبر الدكتور ديفيد سميث. ويشتهر الدكتور سميث كمخترع للعباءات غير المرئية، المصنوعة من مادة غير مرئية من قبل موجات الميكروويف. وهذه المادة والعباءة التي تصنع منها تثير حتى اهتمام الكوميديين الذين يظهرون في البرامج التلفزيونية المسائية .. وردا على سؤال قناة "NBC" عمّا إذا كان الطلاب الصينيون "يسرقون" آخر منجزات الجامعات الأمريكية؟ قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، إن عالما شابا من الصين، اسمه ليو جوبينغ، جاء للدراسة في مختبر الدكتور سميث، يعتقد البعض أنه فعل ذلك بناء على تعليمات سرّية من الحكومة الصينية. وتابع المسؤول الأمريكي قائلا: "تلقى ليو، أثناء دراسته هنا، أموالا من الحكومة الصينية، وأتى بزملائه من الصين إلى مختبر الدكتور سميث، الذي يعمل كأستاذ للهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في جامعة ديوك، لقد جاؤوا والتقطوا الصور وقاسوا جميع المعدات، ثم أرسلوا جميع البيانات بكل التفاصيل إلى الصين، وكما قاموا بتركيب المعدات التي سرقوا أسرارها في المختبر السابق في جوبن. وردا على سؤال أحد كبار المراسلين في NBC News عمّا إذا كان أخلاقيا اعتبار هذا الأمر مجرد سرقة ؟ قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي:"لا أعرف… يبدو وكأنه سرقة. لو كنا شركة خاصة، يمكننا حل الأمر بسهولة أكبر. ففي عام 2010، رفع فرع فرانك فيليوزى في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI دعوى ضد الصيني ليو، ولكن لم يتم تقديم التهم ضدّه. وتابع: "ينفي ليو جوبينغ بشدة كل الاتهامات وليس لديه أي شعور بالذنب". وأشار إلى أن "اعتبار ليو جوبينغ عالما صينيا أمر مثير للسخرية! وأمر مضحك. لآن هذا بعيد جدا عن الحقيقة. لكن الحقيقة الواقعية تتمثل هي أن شركة التكنولوجيا العالية التي يملكها ليو في الصين تقدر قيمتها الآن بمبلغ 6 مليارات دولار. وعندما كنا هناك، تم عرض نسخة محسنة من عباءة الدكتور سميث للتخفي بفخر في بهو الفندق. وختمت القناة مقابلتها بالقول: المشكلة حقيقية وطموحة حقا. لأن حالات التجسس المرتبطة بالصين تجرى الآن في جميع الولاياتالأمريكية الخمسين. وتدعي جامعة ديوك أنه على ضوء هذه الحالة، قامت هي والعديد من الجامعات الأخرى بتشديد الآليات لمنع السرقة المحتملة للملكية الفكرية، ولكن هيهات أن تتمكن هذه الإجراءات من منع الصينيين من الوصول إلى قدس أقداس المعلومات العلمية والتكنولوجية الأمريكية. المصدر: RT