"البيزوطاج" في الأصل ممارسة كانت تتم في الجيوش من أجل إدماج المجندين الجدد وجعلهم ينخرطون في الحياة العسكرية المتسمة بالصرامة، و بعدها انتشرت في بعض الجامعات الأجنبية و أصبحت طقسا من طقوس الترحيب بالتلاميذ الجدد بغية تسريع وثيرة اندماجهم داخل الحرم الجامعي، و مع مرور الزمن انتقلت هذه العادة إلى داخل الأحياء الجامعية بالمملكة و كذا المدارس العليا و المعاهد الخاصة. لكن، للأسف، تحول طقس الترحيب إلى سلوك عدواني ينطوي على الانتقام والإيذاء الجسدي من طرف الطلبة القدامى في حق الطلبة الجدد. وتعددت الحوادث بخصوص هذه الحالات، حيث نقل العديد من الطلبة في السنوات القليلة الأخيرة إلى المستشفيات، إما للعلاج من آثار الاعتداء الذي تعرضوا له أو للخضوع لحصص العلاج النفسي جراء الصدمات التي تعرضوا لها. كان آخر هذه الاعتداءات ما حصل الأسبوع الماضي داخل أسوار معهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة بالرباط، حيث ثم الاعتداء بالضرب و التعنيف في حق أحد الطلاب الجدد تحت دريعة عرف البيزوطاج، ما ترتب له في أضرار جسمانية بليغة تطلبت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاجات. و ندد مكتب الطلبة، الخاص بمعهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة بالرباط، بهذا الاعتداء. مصدرا بلاغا يستنكر فيه هذا الفعل الذي لا يمث بصلة لأعراف و تقاليد المعهد، حسب نص البيان. وفي غياب أي إجراء تتخده الوزارة الوصية، و كذا الصمت الذي تنهجه الهيآت التربوية، يظل الطلاب الجدد كل سنة عرضة لتفريغ مكبوتات من ذاقوا ويلات " البيزوطاج" قبلهم.