جدد الرئيس الروسي تهديده بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا، محملا إياها والعقوبات الغربية مسؤولية أزمة الغاز. في حين أعلنت المفوضية الأوربية إعدادها لخطة طوارئ لتأمين إمدادات الغاز للدول الأعضاء.هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمزيد من خفض إمدادات الغاز الروسي لأوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، وفقا لما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء. وقال الرئيس الروسي على هامش اجتماع جمعه مع رئيسي إيران وتركيا في طهران، إنه إذا لم يتم إعادة توربين الغاز الذي كان يخضع للصيانة في كندا إلى روسيا قريبا، فقد تنخفض قدرة التدفق اليومي لخط أنابيب نورد ستريم 1 بشكل كبير في نهاية يوليوز الجاري. وفي الوقت ذاته، بدا واضحا أن بوتين يناشد الحكومة الألمانية إعادة النظر في قرارها بالتخلي عن خط أنابيب الغاز « نورد ستريم 2 » الذي اكتمل. يشار إلى أن برلين ألغت المشروع بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في وقت سابق من هذا العام. وأضاف بوتين: « مازال أمامنا طريق جاهز، ألا وهو نورد ستريم ...2 يمكننا وضعه موضع التنفيذ ». وقبل ذلك كان الرئيس الروسي قد أكد في أعقاب قمّة في طهران أنّ شركة الغاز الروسية العملاقة « غازبروم » ستفي ب »كامل » التزاماتها تجاه عملائها، في وقت خفّضت فيه إمداداتها إلى أوروبا في خضمّ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي إنّ « غازبروم وفت، وتواصل الإيفاء، وستواصل الإيفاء، بكامل التزاماتها ». وأضاف « لا يساورنّ أحداً أدنى شكّ في أنّ شركاءنا يحمّلون، أو يحاولون تحميل، روسيا وغازبروم المسؤولية عن كل الأخطاء التي يرتكبونها »، مشيراً إلى أنّ الأوروبيين راهنوا على « مصادر طاقة غير تقليدية ». وأكد الرئيس الروسي أنّ « غازبروم مستعدّة لضخّ الكمّيات اللازمة » من الغاز، مشيراً إلى أنّ الغرب وقع في مأزق لأنّه فرض عقوبات على موسكو و »أغلق » قنوات كانت تستخدم لإيصال المحروقات الروسية إلى أراضيه. خطة طوارئ أوروبية تستعد المفوضية الأوروبية للإعلان عن خطة طوارئ لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي، وتجنب حدوث أزمة في الشتاء المقبل في ظل المخاوف من توقف كامل لإمدادات الغاز من روسيا. وفي مسودة الخطة، المعرضة للتغيير، تحث المفوضية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على مواصلة الإجراءات الطوعية لترشيد استهلاك الغاز وتجنب تحول الموقف إلى أزمة. وأضافت المسودة أنه حال تعرض دولتين أو أكثر من أعضاء الاتحاد لموقف طارئ بسبب انخفاض الإمدادات، « سيتم تطبيق إجراءات ملزمة لخفض الطلب على الغاز ». وفي ظل موجة الحر الشديد التي تتعرض لها أوروبا حاليا، مما أدى إلى زيادة الطلب على الطاقة، فإن تركيز خطة المفوضية على فصل الشتاء يبدو غير منطقي، في حين تتزايد المخاوف بشأن إمدادات الغاز في الاتحاد الأوروبي. وحذرت وكالة الطاقة الأوروبية يوم الاثنين الماضي من أن جهود الاتحاد الأوروبي لتأمين إمدادات غاز بعيدا عن روسيا ليست كافية لتجنب نقص الإمدادات خلال الشتاء، ودعت إلى تقليل الطلب لضمان زيادة مستويات الاحتياطي في وقت ملء المستودعات قبل حلول فصل الشتاء. وأعلنت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين يوم الاثنين الماضي عن شراكة جديدة في مجال الطاقة مع أذربيجان تستهدف استيراد 20 مليار متر مكعب من الغاز الأذربيجاني بحلول 2027.