أن يفتح الباب لصلح متأخر خير من أن لا يفتح، هكذا علقت جماهير المنتخب المغربي، على تلك الصور التي وصلت من هنالك من امستردام التي تجمع مزراوي وخاليلوزيتش. ملامح السعادة كانت بادية على كليهما فالأزمة تبخرت والصلح أصبح سيد المشهد بعد شد وجذب بين الطرفين، اخيرا انتهت حرب باردة دامت طويلا والضحية هو المنتخب المغربي ومعه الجماهير، قرارات غير صائبة عكرت الأجواء ومدرب أصبح غير مرغوب فيه داخل أسوار المنتخب، في الأيام الماضية ، كثر القيل والقال في الشارع المغربي والصحافة المحلية والدولية ، حول عودة المغضوب عليهم من طرف وحيد خاليلوزيتش للمنتخب المغربي. وهاهي بدأت أولى خطوات التطبيق الفعلي للصلح من المدرب البوسني والبداية مع نصير مزراوي الظهير المتوج قبل أيام بالدوري الهولندي مع اياكس امستردام والمنتقل حديثا لبطل الدوري الألماني بايرن ميونخ. عودة مزراوي للمنتخب في هذه الظرفية حسب عدد من المحللين هي بداية جديدة لوحيد من أجل طي صفحة الخلافات في انتظار أن تكون الرحلة القادمة له صوب لندن من أجل اعادة زياش. وعلى الرغم من حدة الخلاف بين زياش وحيد خاليلوزيتش والذي وصل الى طريق مسدود بين كبرياء الاخير وعناد الاول الا انه يبدو ان وحيد فضل أن يكون حكيما ويعيد نجم البلوز لعرين أسود الأطلس،واقتربت عودة كل من أمين حارث لاعب مارسيليا الفرنسي والمهاجم عبد رزاق حمد الله لاعب الاتحاد السعودي كذلك حسب ما جاء من مصادر مقربة من محيط المنتخب المغربي. سلسلة من عمليات المصالحة يقودها وحيد خاليلوزيتش يرجع الفضل فيها لرئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي القجع الذي لعب دور جورج قرداحي في برنامجه الشهير المسامح كريم وأعاد الود بين المتخاصمين، تضاربت الاراء بين من رأى أن وحيد اتخذ هذه الخطوة مجبرا خوفا من اقالة ستدخله للتاريخ لكن من الباب الخلفي وستجعله أول مدرب يقود ثلاث منتخبات مختلفة للمونديال ولا يشارك معهم فيها . فما حصل له في الكوت ديفوار واليابان أبى أن لا يتكرر معه في المغرب وعطلته هناك في باريس جعلته يفكر جديا في الأمر. وما حسم قراره تلك الأخبار التي غالبا ما وصلت اليه في اجتماعه مع الجامعة،بديل جاهز لخلافته فيكفي أن يرفض التنازل حتى يجد نفسه خارج المنتخب المغربي. وبينما رأى اخرون أن البوسني فكر في مصلحة الجميع وأصلح خطأ ارتكبه في كأس أمم افريقيا الاخيرة حين طار الى الكاميرون دون أن يأخد معه نجمي الكرة العالمية زياش ومزراوي، وكما يقال الحياة دائما تعطيك فرصة ثانية، ولا يوجد أفضل من المونديال لكي تلم فيه شمل المنتخب وتضع الخلافات والعقوبات التأديبية طي النسيان، وتذهب لقطر بكامل العتاد والقوة قصد كتابة انجاز جديد في تاريخ سجلات مشاركات المغرب المونديالية وهكذا نكون قد وصلنا لنهاية حرب، الرابح فيها خسر. واخيرا عادت المياه الى مجاريها فلا المنتخب بقي محروما من لاعبيه ولا وحيد بقي وحيدا…